إسماعيل دبارة من تونس: قال الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الاثنين خلال اجتماع له بقصر السعادة بضاحية المرسى التونسية مع عدد من الأدباء والكتاب و الصحفيين التونسيين إن' التعاون المغاربي والعربي لم يرتق بعد إلى المستوى المنشود من حيث الكثافة والجدوى.'

و قال القذافي إن' اغلب الأقطار العربية تقيم علاقات أقوى وأكثر متانة مع البلدان الغربية من تلك التي تقيمها مع شقيقاته العربية'. و قال في اجتماعه الذي شهد طغيان الثقافي على ما هو سياسي 'نحن متمسكون بتوجهاتنا الإفريقية لأن مستقبل شمال إفريقيا مرتبط بالقارة السمراء ولأن المصلحة المادية وكذلك القراءة الواقعية للأمور تفرض تحقيق الوحدة الإفريقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا.'

و تحدث العقيد القذافي بإسهاب عن عدد من القضايا و المواضيع الثقافية كقضية اللغة العربية وانحسارها المتزايد بسبب تنامي استخدام اللهجات المحلية في وسائل الإعلام السمعية والبصرية على حدّ تعبيره و قال أيضا إنه مؤمن بانquot; الامازيغ ينحدرون من أصول عربية وهم السكان الأصليون لشمال إفريقياquot;.

كما تطرق القذافي إلى جوهر الخلاف بين كل من السنة و الشيعة و اعتبره مندرجا ضمن quot;سياسة 'فرق تسدّ' التي تنتهجها بعض القوى الدولية من أجل تأجيج الانشقاقات والمشاحنات المذهبية وتهيئة الأرضية لتحقيق مصالحهاquot;.

و قال:'لقد ولى عصر الدولة الوطنية نظرا لأهمية التكتلات الإقليمية في ضوء التحولات العميقة التي أفرزتها العولمة ومن اجل مجابهة التحديات وإيجاد موطئ قدم للعرب والأفارقة في عالم يحكمه منطق المصالح الاقتصادية والمالية.

وجدد الزعيم الليبي رفضه لمشروع الاتحاد المتوسطي معتبرا الرئيس بن علي على quot;من أكثر الزعماء حرصا على بناء صرح الاتحاد المغاربي بالرغم من كل الصعوبات.quot; كما تحدث في الاجتماع عدد كبير من الشعراء و الكتاب و الإعلاميين التونسيين في عدة مواضيع فكرية وسياسية و ثقافية.

و يقوم العقيد الليبي معمر القذافي منذ الأحد بزيارة رسمية إلى تونس بدعوة من من الرئيس بن علي. وتأتي هذه الزيارة استنادا إلى مصادر رسمية في إطار تعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين والمساهمة في تنسيق المواقف وتقارب وجهات النظر.

إلا أن مصادر مطلعة أخرى تحدثت عن رغبة القذافي تهنئة الرئيس زين العابدين بن علي بنجاح أعمال المؤتمر الخامس لـ quot;التجمع الدستوري الديمقراطيquot; الحاكم والإعلان رسميا عن ترشيحه للانتخابات الرئاسة المقررة أواخر العام المقبل.