برهم صالح إلى طهران غدًا لبحث قضايا سياسية وإقتصادية
بغداد وأربيل إتفقتا على سحب البيشمركة من مناطق متنازع عليها

أسامة مهدي من لندن: نزعت الحكومتان العراقية المركزية في بغداد والكردستانية في أربيل فتيل أزمة كادت أن تؤدي إلى صدام عسكري بين القوات العراقية النظامية وقوات البيشمركة الكردية، وذلك بالإتفاق على سحب الأخيرة من مناطق يطالب بها الأكراد في محافظة ديالى بعد 24 ساعة من تطويقها من قبل الجيش العراقي... بينما يتوجه إلى طهران غدًا نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح على رأس وفد رسمي كبير لبحث عدد من القضايا السياسية وتوقيع إتفاقات إقتصادية.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري إن قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان وافقت على سحب قطعاتها من منطقة خانقين إستعدادا لإنسحابها من جميع مناطق محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) على خلفية إتفاق جرى بين حكومتي المركز والإقليم . وأوضح أن quot;قوات البيشمركة التي تسيطر على مناطق من المحافظة وافقت على الإنسحاب من منطقة خانقين تمهيدًا لإنسحابها من المناطق الأخرى للمحافظة. وأضاف العسكري أن quot;الدستور ينص على عدم تواجد قوات البيشمركة خارج إقليم كردستانquot; .. مشيرًا الى ان محافظة ديالى تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية. وقال في تصريح نقلته وكالة quot;اصوات العراقquot; في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، إن اللواء الرابع من الفرقة الاولى للجيش العراقي في طريقه للتمركز في خانقين بدلا من قوات البيشمركة. ويقع قضاء خانقين على مسافة 155كم شمال شرق مدينة بعقوبة التي تقع بدورها على مسافة 65 كم شمال شرق العاصمة بغداد.

وتأتي هذه التطورات بعد 48 ساعة من قيام وفد عسكري عراقي رفيع المستوى بتفقد ناحية قرة تبة بمحافظة ديالى، حاملاً رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي، يطلب فيها سحب قوات البيشمركة الكردية من مناطق في المحافظة يطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ عام 1991 . وضم الوفد القائد العام لقوات المشاة والمدير العام للشرطة العراقية واللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع وعدد من كبار ضباط الجيش العراقي حيث تفقد منطقة قرة تبة وأطرافها في المحافظة واجتمع مع مدير ناحيتها وقائد اللواء 34 لقوات البيشمركة هناك . وقال سيروان شكر مدير ناحية قرة تبة، إن الوفد سلمه رسالة من المالكي تضمنت قرارًا بسحب قوات البيشمركة من المناطق التي تنتشر فيها بمحافظة ديالى . وقد قرر المالكي القائد العام للقوات المسلحة ان يتمركز اللواء الرابع التابع للفرقة الاولى في الجيش العراقي في مكان اللواء 34 للبيشمركة والذي انتشر في المنطقة منذ بدء عملية quot;بشائر الخيرquot; العسكرية الواسعة في المحافظة قبل اسبوعين مستهدفة مسلحي القاعدة والخارجين على القانون وافراد عصابات الجريمة المنظمة .

لكن محمود سنكاوي ممثل الرئيس جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني في قيادة قوات البيشمركة أكد قائلا quot;لحين صدور بيان من رئاسة اقليم كردستان فلن تترك قوات البيشمركة اماكنها في هذه المنطقةquot;. يذكر ان ناحية قره تبة التي تسكنها غالبية من التركمان الشيعة هي إحدى المناطق التابعة الى محافظة ديالى حاليا بعد ان فصلها النظام السابق عن محافظة كركوك . وكان مدير ناحيتها قال مؤخرا ان سكان المدينة بكل يطالبون مكوناتهم quot;بعودة ناحيتهم كما كانت ضمن حدود الاقليمquot;.

ويدخل قرار المالكي هذا ورفض قيادة البيشمركة ضمن صراع خفي بين سلطات اقليم كردستان والحكومة المركزية للسيطرة على بعض المناطق المتنازع عليها ويطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان . ففي محافظة ديالى نفسها رفض مسؤولو الحزبين الكرديين الرئيسين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني تفتيش القوات العراقية لمقراتها خلال حملتها لملاحقة الإرهابيين ضمن عمليات بشائر الخير الجارية فيها منذ اسبوعين .

وأكد مصدر كردي ان الجيش العراقي كان ينوي تفتيش المقرات الحزبية للديمقراطي والإتحاد الوطني خلال الحملة الامنية الحالية الامر الذي فجر خلافا بين الجيش والأكراد . واشار المصدر في تصريح نشرته صحيفة quot;اسوquot; الكردية الصادرة في السليمانية اليوم الى ان quot;مسؤولي مقرات الحزبين رفضوا مطلب الجيش بشدة وحالوا دون قيامه بالتفتيشquot;

ويتبع قضاء خانقين الذي كانت قوات البيشمركة قد انتشرت فيه محافظة ديالى إلا أن حكومة إقليم كردستان أصدرت قرارًا في شهر شباط (فبراير) الماضي بتشكيل إدارة تتبع حكومة الإقليم من الناحية الإدارية وتعتبر بمثابة محافظة وتضم أقضية خانقين وكفري وكلار وجمجمال وهي من المناطق المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وينتظر حل النزاع بشأنها من خلال تطبيق المادة الدستورية 140 التي تنص على ان مشكلة المناطق المتنازع عليها وأبرزها محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط تعالج على ثلاث مراحل وهي التطبيع ثم إجراء إحصاء سكاني يعقبه استفتاء بين السكان على مصير المناطق الأمر لتقرير ما إذا كانت كركوك ستبقى محافظة مستقلة أو تنضم إلى إقليم كردستان.

وكان مدير ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين قال امس أن دخول قوات الجيش العراقي إلى بعض المناطق التابعة إداريًا للقضاء في إطار عملية quot;بشائر الخيرquot; قد ولد حالة من التوتر بينها وبين قوات البيشمركة الكردية محذرًا من إمكانية تفجير الموقف بين الطرفين في أي لحظة . وتتبع قوات البيشمركة الحزبين الكرديين الرئيسين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وقد تم دمج هذه القوات عقب دخول القوات متعددة الجنسيات إلى العراق عام 2003 وأطلقت عليها تسمية quot;قوات حراسة الإقليمquot; ويبلغ تعداد افرادها حوالى مئة الف مسلح تم الاتفاق مؤخرًا على تشكيل فرقتين عسكريتين منها تضم 30 ألفًا على ان تلحقا بالجيش العراقي النظامي .

برهم صالح الى طهران غدا لبحث قضايا سياسية واقتصادية

يبدأ نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح غدًا الاربعاء زيارة رسمية الى طهران على رأس وفد وزاري لبحث عدد من القضايا السياسية والاقتصادية وتوقيع اتفاقات تعاون بين البلدين . وسيضم الوفد المرافق لصالح في زيارته التي تستغرق يومان وزراء الكهرباء كريم وحيد و التجارة عبد الفلاح السوداني والدولة للشؤون الخارجية محمد مناجد الدليمي. وسيبحث المسؤول العراقي في زيارته التي تأتي بدعوة من نائب رئيس الجمهورية الايراني مواضيع سياسية واقتصادية مهمة ويوقع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات .

وكان السفير العراقي في طهران محمد مجيد الشيخ قد ابلغ quot;ايلافquot; الجمعة الماضي أن وفدًا عراقيًا رسميًا سيحل في إيران قريبا لبحث قضايا الحدود وشط العرب والتعاون الاقتصادي . واشار الى ان التبادل التجاري الرسمي بين البلدين سيرتفع من مليار ونصف المليار دولار عام 2006 الى 3 مليارات دولار بنهاية العام الحالي 2008 . وقال انه طلب من الحكومة العراقية ارسال وفد من وزارة الدفاع مع وفد وزارة الخارجية لانهاء ملف الطائرات العراقية التي كان رئيس النظام السابق صدام حسين ارسلها الى ايران خلال حرب الكويت لتجنب تدميرها والبالغة 142 طائرة مدنية وحربية . وقال ان عدد سمات الدخول التي تمنحها السفارة العراقية بطهران للايرانيين الراغبين بزيارة العراق ارتفع من 200 سمة يوميًا عام 2004 الى 3 الاف سمة يوميًا حاليًا وتصل الى 5 الاف سمة يوميًا في المناسبات الدينية .

معروف ان رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني يقوم حاليا بزيارة الى ايران حيث اجتمع امس مع الرئيس محمود أحمدي نجاد وبحثا في مختلف نواحي العلاقات بين حكومة الاقليم والحكومة الايرانية . وتناول اللقاء الاوضاع في العراق عموماً وفي إقليم كوردستان خصوصاً حيث شدّد الطرفان على ضرورة تمتين العلاقات في المجالات كافة. كما تم التأكيد على ضرورة العمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين الحكومة الايرانية وحكومة إقليم كوردستان .

وأجتمع نيجيرفان بارزاني ايضا مع سعيد جليلي مسؤول المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني .. مع مسؤولي الغرفة التجارية وعدد من التجار ورجال الأعمال الإيرانيين .. اضافة الى عقد لقاء مع علي سعيدلو مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية . وتتناول مباحثات المسؤول الكردي في طهران مناقشة القضايا ذات الإهتمام المشترك على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإقتصادية .