طلال سلامة من روما: لم ترق لبرلسكوني فكرة quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال، في إعادة فرض ضريبة عقارية طالما تمسك برلسكوني بإلغائها أثناء الانتخابات الأخيرة. الى جانب زيادة الضغط الضريبي على الإيطاليين فان هذه الضريبة ستساعد، في حال إعادة تطبيقها، على تآكل شعبية برلسكوني وفريقه التنفيذي وهذا أمر تأبى حكومة روما اقتحام دهاليزه. فتهمة الكذب هي أقل ما سيوجهها ناخبون تيارات الوسط اليميني الى برلسكوني أي أن برنامج برلسكوني سيضحي في نظر الرأي العام مجرد أوراق نفايات لا أكثر. فإلغاء هذه الضريبة العقارية، المفروضة على جميع مالكي العقارات هنا، كان السلاح الأبيض الذي استخدمه برلسكوني في معاركه الانتخابية مع خصمه السياسي فالتر فلتروني.

مع ذلك، أدرك رئيس الجمهورية quot;جورجو نابوليتانوquot; ووزير الاقتصاد quot;جوليانو تريمونتيquot; أن ما أعلن عنه أومبرتو بوسي لم يكن خطوة ارتجالية. فاعادة فرض هذه الضريبة تدخل في إطار خطة، ينسقها بوسي مع وزير تبسيط القوانين quot;روبرتو كالديروليquot;، مرتبطة بالفيدرالية الضريبية واعطاء البلديات استقلالية تامة في فرض برامجها الضريبية دون استشارة الدوائر المركزية بروما.

يبدو أن بوسي ينوي تعكير مزاج حكومة روما نظراً لعدم تلقيه، للآن، ضمانات حول أولويات الجلسات القادمة لمجلس الوزراء. ومن المفترض أن تنصب هذه الجلسات في إعطاء الضوء الأخضر لتثوير قطاع الضرائب والإصلاحات القانونية. أوتوماتيكياً، سينجم من الفيدرالية الضريبية أخرى سياسية لا ينجح لغاية اليوم أي عبقري سياسي في ترسيم أبعادها.

علاوة على ذلك، يخشى برلسكوني أن تفتح رابطة الشمال أبواب الحوار مع تيار المعارضة، في ما يتعلق بملف الفيدرالية، مما قد يساهم في تعديل قوى الأغلبية بصورة جينية. وكلنا نعلم أن الحوار مع المعارضة سيقلل من درجة ائتمان برلسكوني السياسية.