بتزامن مع محاولة رايس الأخيرة قبل انتهاء ولاية بوش
الحوارات الفلسطينية تنطلق في القاهرة مع قادة quot;الجهادquot;

نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت تنطلق فيه مساء اليوم الاثنين أولى جولات الحوار الفلسطيني بالقاهرة، تبدأ أيضًا وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارة للمنطقة تبدو الأخيرة من نوعها في عهد إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والوفاء بتعهدات هذه الإدارة للتوصل إلى نتائج ملموسة بحلول نهاية هذا العالم، كان قد وعد بها الرئيس الأميركي مراراً بإقامة دولتين للفلسطينيين وإسرائيل تعيشان جنبًا إلى جنب. وفي وقت لا يعول فيه مراقبون في مصر كثيرًا على إنجاز نتائج مهمة لحوارات الفصائل الفلسطينية في القاهرة، فإنهم أيضًا يرون أن الفرص ضئيلة أمام رايس لتحقيق انفراجة تذكر في المفاوضات الجارية خاصة مع صعوبة وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي أعلن استقالته اعتبارًا من أيلول (سبتمبر) المقبل، وانشغال المسؤولين الإسرائيليين في انتخابات حزب quot;كاديماquot;، وأفول نفوذ إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش مع اقتراب نهاية ولايتها.

أما في تفاصيل الحوارات الفلسطينية فإنها ستبدأ باجتماعات ثنائية، على أن تنتظم لقاءات أخرى مع شتى الفصائل بشكل منفصل للتمهيد لإطلاق حوار شامل، في مسعى مصري للاطلاع على وجهات نظر كافة الفصائل في كيفية إدارة الملفات المعروضة على هذه الجولة الجديدة من الحوار.
ويرى محللون سياسيون في القاهرة، ومنهم الدكتور عماد جاد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن اللقاءات الثنائية سوف تتناول سبل دعم التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل في قطاع غزة ودعم استمرارها، مع تكثيف جهود التوصل إلى صيغة لإنجاز صفقة تبادل السجناء والموقوفين.

أجندة الحوار

ووصل إلى القاهرة وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وآخر من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، حيث تبدأ المناقشات اليوم الإثنين بحوار بين مسؤولي المخابرات المصرية ووفد حركة quot;الجهادrlm;quot;،rlm; وذلك بعد أن تلقت القاهرة ردودًا مكتوبة من كافة الفصائل على عدة أسئلة وجهتها لهم عن تصورها لشكل ومضمون الحوار بين قادة حركتي quot;فتحquot;، وquot;حماسquot;. وكان مصدر في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قد أعلن أن قادة حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; قد توافقوا على عدة أفكار خاصة بالحوار، بمساعدة حركة الجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وقال المصدر إن هذه الأفكار ستكون أساسًا للحوار الذي ينطلق اليوم الاثنين في القاهرة برعاية مصرية.

وعلمت (إيلاف) من مصادر مصرية ـ فلسطينية أن نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية سيرأس وفدها، في حين أعلن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول أن زيارة وفد الجبهة تأجلت من يوم الأربعاء إلى الأحد المقبل، وأكدت مصادر أن عبدالرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سوف يرأس وفد الجبهة في حوارات القاهرة. وكان ممثلون للجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب الفلسطيني وحركة الجهاد قد اجتمعت قبل أيام مع عدد من قادة حركة حماسquot;، وأكد بيان ختامي لاجتماع تلك الفصائل على الاتفاق على المبادئ العامة ومرجعيات الحوار وخاصة وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة.

وأجمعوا على أن عناوين الحوار يتعين أن تشمل تشكيل حكومة توافق وطني، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية وتفعيل المجلس التشريعي وفقًا للقانون الأساسي واحترام نتائج الانتخابات وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من خلال الانتخابات، وذلك وفقًا لما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة. كما أجمعت الفصائل الفلسطينية على حزمة من الترتيبات والخطوات التمهيدية التي تساعد على نجاح الحوار وأبرزها ما يلي :

ـ وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الفصائل والقوى الفلسطينية فورًا، ومن دون أي شروط مسبقة.
ـ الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين في غزة والضفة، والدعوة إلى تشكيل لجنة وطنية لمعالجة ملف المعتقلين السياسيين.
ـ الدعوة إلى تشكيل لجنة من القوى الخمس لبلورة القواسم المشتركة تجاه كل عناوين الحوار وأن تعقد قوى اليسار الثلاثة وحركة الجهاد الإسلامي اجتماعًا مع حركة فتح لمناقشة كل هذه الموضوعات والعمل على الاتفاق حولها.