جوبا: وصل الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي، في أول زيارة إلى هذه المنطقة منذ حوالى سنتين. واستعرض رئيس الدولة المهدد بمذكرة توقيف قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية في حقه بتهمة ارتكاب ابادة في دارفور، حرس الشرف التابعين للسلطات الجنوبية عند نزوله من الطائرة.

وتوجه البشير محاطا بقوة امنية كبيرة في موكب الى المدينة حيث سيوقع اتفاقا حول الانتاج الكهرمائي. وقال مسؤولون سودانيون ان الاتفاق يفترض ان يسمح بتوقيع عقد في وقت لاحق مع شركات صينية لبناء ثلاثة سدود في جنوب السودان. وبعد ذلك سيرئس اجتماعا وزاريا يعقد بعده مؤتمرا صحافيا.

وتعود آخر زيارة للبشير الى جوبا الى كانون الثاني/يناير 2007. ووقع في 2005 اتفاق سلام بين المتمردين الجنوبيين السابقين الذين باتوا حاليا جزءا من السلطة، انهى حربا اهلية استمرت 21 عاما واسفرت عن سقوط اكثر من 1,5 مليون قتيل. الا ان هناك عددا من النقاط في الاتفاق التي لم تجد طريقها الى التنفيذ.

واتهم كير بالخصوص حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتأخير تطبيق بعض بنود اتفاق السلام ورد البشير باتهام سلطات الجنوب بعد المشاركة في لجان الاشراف على تطبيق الاتفاق. وبين نقاط الخلاف وضع منطقة ابيي الغنية بالنفط والتي تقع بين شمال البلاد وجنوبها وتقاسم الموارد النفطية.

وبموجب اتفاق السلام فان مصير ابيي سيتحدد في استفتاء على تقرير المصير عام 2011. وسيكون على الاهالي انذاك تقرير ان كانوا يرغبون في بقاء المنطقة تابعة للشمال او الحاقها بالجنوب وايضا ما اذا كان الجنوب سيختار الاستقلال.

ويدعو الرئيس البشير الى الوحدة الوطنية خصوصا منذ ان طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بان توجه اليه تهمة بارتكاب جرائم ابادة في دارفور. وعين الرئيس السوداني سالفا كير على راس خلية ازمة في مسعى للتصدي لطلب المدعي العام اصدار مذكرة توقيف بحقه.

كما كثفت السلطات السودانية اتصالاتها ببعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن في مسعى لوقف ملاحقة محتملة للبشير امام المحكمة الجنائية الدولية رغم رفضها تسليم مسؤولين سودانيين وجهت اليهما تهم جرائم حرب في دارفور. واوقع نزاع دارفور خلال خمس سنوات 300 الف قتيل بحسب الامم المتحدة وعشرة آلاف قتيل بحسب السلطات السودانية.