أشرف أبوجلالة من القاهرة : نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم الخميس عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، الذي مر على اختطافة ثلاثة أعوام ، لن تتم إلا بتدخل حاسم وأكثر فاعلية من جانب المسؤولين المصريين ، في ظل الموقف المتزمت الذي تتخذه حماس حيال الأمر .

وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته أن طلب حماس ، كما ورد ببعض التقارير الصحافية العربية ، بإطلاق إسرائيل سراح ألف أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن جنديها المختطف أمراً غير مقبول . أما بحسب ما ورد بالصحافة العبرية عن طلب حماس تحرير 450 أسير فلسطيني منهم قتلة فهذا أمر جائز، أما الـ 550 أسير الآخرين فمن المتوقع أن يتم إطلاق سراحهم في مرحلة متأخرة ، وبشكل غير مباشر سيتم ربط الإفراج عنهم بصفقة تحرير شاليط. ومع هذا فقد انتشرت أقاويل مؤخراً عن أن الفلسطينيين سيطالبون بتحرير 1300 من أسراهم وهم علي ما يبدو مجموعة من النساء والشباب وأعضاء حماس البرلمانيين.

وقالت الصحيفة أن صعوبة معرفة مطالب حماس بالضبط يعتبر أحد الصفات المميزة لسير المفاوضات. ومع هذا توجد حقيقة واحدة وسط مثلث السلطة المكون من خالد مشعل في دمشق وإسماعيل هنية في القطاع والجناح العسكري ، أحمد الجعبري ألا وهي أن هنية ليس بيده شيء. وبالرغم من ذلك، لا تزال إسرائيل غير قادرة علي معرفة من الشخص الذي سيضع شروط الصفقة من الجانب الفلسطيني.

وأضافت الصحيفة كذلك أن إسرائيل كانت محظوظة عند تفاوضها مع حزب الله بوجود وساطة ألمانية نيابة ً عن الأمم المتحدة في حين أن مصر التي تقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحماس ليست هي مطلقا ً الأمم المتحدة بل هي وسيط مركزي في المواجه بين إسرائيل وحماس وهو ما سيمثل عقبة إضافية لسير المفاوضات.

وقالت الصحيفة أن الصعوبات لم تقتصر الصعوبات عند هذا الحد بل كشفت عن أن هناك أسبابا أخري لدي الجانب الإسرائيلي تمنع إحراز أي تقدم يذكر فايهود أولمرت رئيس الوزراء كان عليه أن يعمل بكل جد من أجل كسب دعم حزب الله في الصفقة. وفي ظل موقفه الحالي مع المطالب باهظة الثمن التي يضعها الفلسطينيون مقابل إطلاق سراح شاليط ، تثار الشكوك حول قدرة أولمرت علي إتمام الصفقة. كما أن استقالته المتوقعة من منصبة ستؤثر دون شك علي سير المفاوضات. فالمفاوض الإسرائيلي أوفير ديكيل، الذي عينه أولمرت قد لا يبقي في منصبه بعد ان يستقيل رئيس الوزراء.

وفي غضون ذلك ، أكدت مصادر داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية أن الحل يكمن في رغبة مصر واستعدادها للضغط علي حماس من أجل التراجع عن مواقفها المتطرفة في مجري المفاوضات. كما أنه دائما ما يبقي الخيار العسكري في الكواليس الخلفية من أجل تحرير شاليط ، لكن لم تضع المؤسسة العسكرية حتي الآن تلك الخطة المؤمنة التي تهدف في الأساس لعدم تعريض حياة شاليط أو منقذوه لأي أذي عند تنفيذها.