كامل الشيرازي من الجزائر: اقرت الجزائر اليوم قانونا جديدا يجرّم فئة quot;المهاجرين السريينquot; ويفرض القانون المذكور عقوبات تصل إلى حد السجن ستة أشهر نافذة ضدّ جميع الأشخاص الذين يتورطون بـquot;الهجرة غير الشرعيةquot; خارج حدود البلاد.
كما أقر مجلس الوزراء في اجتماعه، جملة مواد جديدة تجرّم الضلوع غير الشرعي في حركة هجرة الأشخاص، وتعاقب الأشخاص المسؤولين عن شبكات الهجرة غير القانونية بعقوبات قد تصل إلى عشر سنوات سجنا، سيما في حالة ما إذا كان الضحية قصرا، أو في حالة تعرض المهاجرين المعنيين لمعاملة سيئة أو مهينة، وستغدو العقوبة أكبر في حالة ارتكاب الجريمة من قبل شخص يستفيد من تسهيلات وظيفته أو من قبل عصابة منظمة أو باستعمال السلاح.
وبررت السلطات خطوتها بحتمية سد فراغ قانوني طالما اعترى معالجة قضايا الهجرة السرية التي برزت في سنة 2005 وتفاقمت بشكل خطير في السنوات الثلاث الأخيرة ومست كل شواطئ البلاد بل وأصبحت في أحيان كثيرة مطية مثلى للإجرام، ولم تكن محاولة الحكومة الجزائرية لإدماج الشباب المرشحين للهجرة السرية أو من يطلق عليهم في الجزائر مسمى (الحراقة) وهم الشباب الغاضب الذين تعترضهم عقبات كبيرة للتمتع بحياة متوازنة في الجزائر، لتوقف النزيف، حيث بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم توقيفهم في عرض البحر أو على الشواطئ، حوالي 2340 مهاجرا غير شرعي بحسب تقديرات مصادر حرس السواحل، وبين هؤلاء جرى إنقاذ 1301 شابا من موت محقق في عرض البحر.
وباتت أخبار الهجرة السرية من اليوميات المألوفة في الجزائر، وشهدت الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري إحصاء ما يربو عن أربعمائة مهاجر سري، جرى إيقاف نصفهم، في وقت وصل إجمالي العدد العام الماضي، إلى حدود 1550 شخصا العام الماضي، جرى إيقاف أغلبهم إثر محاولتهم التسلل خارج البلاد، علما إنّ 84 لقوا مصرعهم، في حين أنقذ 376 شخصا بأعجوبة من موت محقق حينما كانوا يحاولون العبور إلى ما وراء البحار.
وأبرز خبراء جزائريون على نقص الإعلام والفراغ القانوني المسجل في مجال مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بينما دعا وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس، إلى تبني إستراتيجية وطنية شاملة للتكفل بالشباب الباحث عن إثبات ذاته، من شأنها إفحام quot;الحراقةquot; بالإعراض عن امتطاء quot;مراكب الموتquot;.
وأقرّت وزارة الأوقاف الجزائرية فتوى تحرم الهجرة غير الشرعية، كما اعتبر الداعية الجزائري أبو عبد السلام، أنّ هؤلاء الشبان المهاجرين quot;آثمينquot;، وكل من ينساق وراء شبكات الهجرة حكم على نفسه بالدخول في دائرة الحرام، بينما يرفض مراقبون التعاطي بروح العقاب والزجر مع الظاهرة، إذ يرون أنّ الهجرة غير الشرعية مؤشر قوي على عمق الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر، حيث فشلت جميع الحكومات المتعاقبة في حل المعضلة، ورغم تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شخصيا قبل أشهر، وإعلانه عن إجراءات سياسية تهدف إعادة إدماج الشباب اليائس عبر إشراكه في شتى المشاريع الإنمائية، إلاّ أنّ الخطوة لم تقنع (الحراقة)، إذ صار هؤلاء الشبان الغاضـبين أشهر من نارٍ على علـم في جزائر 2008، بشعارهم الشهير:quot;أهرب من هذا البلد، ولا بأس أن يأكلني السمك بدل أن يأكلني الدودquot;.
التعليقات