غزة، رام الله: اكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم تمسكها بدور الوساطة الذي تقوم به مصر للتوصل الى اتفاق لتبادل الاسرى مع اسرائيل نافية ما تردد من انباء حول بحثها عن وساطات اخرى لاتمام الصفقة.
وقال المتحدث باسم الحركة في غزة فوزي برهوم في تصريح نقلته اذاعات محلية هنا quot;ان (حماس) ما زالت متمسكة بالوساطة المصرية ولم تتحدث عن وساطات اخرىquot; متهما بعض الجهات التي لم يذكرها بالاسم بالسعي لتشويه علاقة الحركة مع مصر من خلال بث هذه التقارير.

وشدد برهوم على رفض (حماس) لأي شروط اسرائيلية جديدة لاتمام الصفقة مؤكدا ان المشكلة المتعلقة بملف الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة جلعاد شاليط لا تتعلق بحماس او بمصر انما باسرائيل التي لا تريد للجهد المصري ان ينجح.
ويتردد بأن (حماس) طالبت اسرائيل باطلاق سراح 400 اسير فلسطيني وضعت اسماءهم في قائمة سلمت لاسرائيل عبر مصر الا ان الحكومة الاسرائيلية وافقت على اطلاق سراح 80 منهم فقط.
وحسب برهوم quot;فان اسرائيل تسعى دائما لوضع معايير تلبي رغباتها دون اطلاق سراح الاسرى وفق الشروط الفلسطينيةquot; نافيا ان تكون (حماس) قد تعرضت لضغوط لتخفيف مطالبها في المفاوضات.
عباس يؤكد رفضه لاي اتفاق جزئي مع اسرائيل
من جهة ثانية جدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موقفه من المفاوضات الجارية مع الاسرائيليين والرافض لتجزئة قضايا الحل النهائي.
وقال عباس في اعقاب استقباله الرئيس الايسلندي اولافور غريمسون في مقر الرئاسة برام الله انه quot;لا يوجد اتفاق رف واما ان يكون هناك اتفاق كامل في المفاوضات مع اسرائيل او لا اتفاقquot;.
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد ذكرت ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت يسعى لاقناع عباس باتفاق رف يشكل اساسا للمفاوضات بين الطرفين ويستثني القدس واللاجئين.

وعن الحوارات في القاهرة قال رئيس السلطة ان الحوارت التي تجري مستمرة quot;ونتمنى ان تنجحquot; مضيفا ان مصر تقوم بمهمة خاصة في ما يتعلق بدعوة مختلف الفصائل وانها دعت اكثر من فصيل وستستكمل الدعوات خلال شهر رمضان المبارك.
وبين انه تطرق مع ضيفه الرئيس الايسلندي الى الحديث عن الوضع الفلسطيني والمفاوضات الجارية مع اسرائيل
(فتح)..القيادة الفلسطينية ترفض تأجيل الاتفاق على أي من قضايا الحل النهائي

إلى ذلكاكدت حركة فتح اليوم ان القيادة الفلسطينية ترفض تأجيل او استثناء أي من قضايا الحل النهائي في المفاوضات التي تجري الان مع اسرائيل مشيرة الى امكانية اعلان احادي عن اقامة الدولة الفلسطينية في حال فشلت المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الحركة احمد عبدالرحمن في تصريح نقلته الاذاعة الفلسطينية quot;ان الاتفاق السياسي مع اسرائيل يجب ان يشمل جميع القضايا المطروحة للتفاوض وفي مقدمتها اللاجئون والقدس التي ستكون العاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
واضاف quot;اننا لن نتنازل عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ولن نوقع على أي اتفاق سياسي لا يضمن ذلكquot; مشددا على ضرورة انجاز الاتفاق السياسي رزمة كاملة دون أي استثناءات.

واشار الى تعدد خيارات الشعب الفلسطيني في حال فشل مفاوضات السلام مع اسرائيل وفي مقدمتها اعلان احادي عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر المتحدث من ان استمرار اسرائيل في سياستها المنافية لأسس عملية السلام يجعل باب الصراع مفتوحا على مصراعيه معتبرا ان تجزئة القضايا الجوهرية التي يجري التفاوض عليها من شأنها عدم انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقال ان الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة ايهود اولمرت غير مهيأة للوصول لاتفاق مع الفلسطينيين مستبعدا امكانية الوصول لاتفاق سلام ما بين السلطة واسرائيل قبل رحيل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش.

ورأى ان تحقيق السلام العادل في المنطقة يتطلب اجراءات ملموسة على ارض الواقع في مقدمتها انهاء الاحتلال واعطاء الفلسطينيين الفرصة الحقيقية لاقامة دولتهم الديمقراطية وانعاش الوضع الاقتصادي المتردي في الاراضي الفلسطينية.
وبشأن الحوار الفلسطيني الدائر الان في القاهرة برعاية مصرية قال عبدالرحمن ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يحضر اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني المرتقبة بعد عيد الفطر بالقاهرة.
واضاف ان عباس سيذهب الى مكان انعقاد الحوار في حال توج باتفاق من اجل رعاية توقيع الفصائل عليه.

من جهة اخرى اعلن في رام الله اليوم ان عباس سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة يوم السبت المقبل لمناقشة الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر ومفاوضات السلام الجارية مع اسرائيل.
الفلسطينيون يدرسون الخيارات في حالة فشل محادثات السلام
من جهة ثانية قالت مؤسسة بحثية فلسطينية إن التأييد بين الفلسطينيين لقيام دولة واحدة تضم القوميتين الفلسطينية والاسرائيلية سيتصاعد في حالة فشل المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وترفض اسرائيل منذ فترة طويلة فكرة قيام دولة واحدة لقوميتين سيخسر فيها اليهود الاغلبية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه مازال ملتزما بحل الدولتين رغم بطء سير المفاوضات.
وأظهرت الوثيقة التي وقعت في 50 صفحة وأعدتها مجموعة الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية بعنوان quot;الخيارات الاستراتيجية الفلسطينية لانهاء الاحتلال الاسرائيليquot; خيبة امل الفلسطينيين من التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في التقرير انه في حالة فشل المفاوضات الراهنة سيضطر الفلسطينيون الى استبدال عرض حل الدولتين لعام 1988 من جانب منظمة التحرير الفلسطينية باستراتيجية جديدة لا قولا فقط بل على أرض الواقع.
وأضاف انه في هذه الحالة ستلغى بالقطع نتائج المفاوضات الخاصة بحل الدولتين.
وتضم مجموعة الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية 30 من المثقفين والمهنيين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة والمنفى. ومول الدراسة الاتحاد الاوروبي.
وفجرت هذه الوثيقة جدلا داخل المجتمع الفلسطيني بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها في حالة فشل المتفاوضين في الالتزام بهدف واشنطن للتوصل الى اطار اتفاق سلام على الاقل بحلول نهاية العام.
ويقول المفاوضون الفلسطينيون ان المقترحات الاسرائيلية لا ترقى الى التطلعات الفلسطينية لاقامة دولة ذات مقومات للبقاء في الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 .
وصرح رياض المالكي وزير الاعلام الفلسطيني يوم الاربعاء بأن عباس يعتزم الاجتماع مع الرئيس الامريكي جورج بوش يوم 26 سبتمبر ايلول على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وقال الكاتب الفلسطيني هاني المصري وهو عضو في مجموعة الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية quot;يجب ان نكون مستعدين بخيارات وسيناريوهات.quot;
وأضاف quot;الوثيقة تطرح عددا من الخيارات منها خيار دولة لقوميتين. انها لا تقول بضرورة استبعاد حل الدولتين لكنها تقول ان حل الدولتين تقضي عليه المستوطنات وافعال اسرائيل على الارضquot; مشيرا الى المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة.
وبدأت القيادة الفلسطينية ايضا مناقشة الخيارات في حالة عدم التوصل الى اتفاق.
وصرح ياسر عبد ربه وهو مساعد كبير لعباس بأن احدى الاحتمالات المطروحة للنقاش هي اعلان الاستقلال من جانب واحد.
وكانت هذه الفكرة قد أثارت هياجا دوليا عام 1999 حين هدد ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني انذاك باعلان دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال محمد اشتية مسؤول فتح وعضو مجموعة الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية لرويترز ان الخطاب الفلسطيني كله يجب ان يتغير فهدف الفلسطينيين هو انهاء الاحتلال لا عملية بلا سلام.
وقال سمير ابو عيشة وهو عضو في المجموعة ووزير سابق مقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة ان الخيارات تتضمن وضع غزة والضفة الغربية تحت الوصاية الدولية.