واشنطن: من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في وقت لاحق الثلاثاء، عن خطة لخفض عدد القوات الأميركية في العراق، حيث سيتم سحب ثمانية آلاف جندي خلال الأشهر القليلة المقبلة، مقابل إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
ووفق مقتطفات من كلمته التي سيلقيها في جامعة الدفاع الوطني، كانت قد وزعت الاثنين على وسائل الإعلام، يقول بوش إن قراره جاء استنادا إلى نصائح وتوصيات القادة العسكريين الأميركيين، بينهم الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأميركية في العراق.
وجاء في الكلمة: quot; هو (بتريوس) وقائد هيئة الأركان أوصوا بالتحرك قدماً في مزيد من التخفيض بأعداد القوات.quot;
ووفق الخطة، فإن الأشهر المقبلة ستشهد إعادة قرابة 3400 عنصر من القوات المساندة إلى الولايات المتحدة الأميركية، على أن يتبعها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سحب وحدة من قوات مشاة البحرية quot;مارينزquot; تخدم حالياً في محافظة الأنبار، وفي فبراير/شباط سيتم إعادة لواء قتالي إلى البلاد.
وحسب البيت الأبيض، سيقول الرئيس بوش في كلمته quot;العدد سيصل إلى قرابة 8000 جندي إضافي سيعودون للوطن دون استبدال، وفي حال تواصل التحسن في العراق، فإن الجنرال بتريوس وقادتنا العسكريين يعتقدون أن مزيدا من التخفيض ممكن في النصف الأول من 2009.quot;
وسينوه بوش بتحسن الأوضاع في العراق مع انحسار موجة العنف إلى أدنى مستوى لها منذ ربيع 2004.
لكنه يضيف، أنه ورغم أن التقدم quot;مازال هشاً وقابل للانعكاسquot; فإن بتريوس والسفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر، يفيدون بأن المنجزات التي أحرزت تتميز بقدر من الديمومة.
ويضيف بوش في الكلمة: quot;رغم أن العدو في العراق مازال يشكل خطراً، إلا أننا سيطرنا على الهجمات، كما أن قدرات القوات العراقية تتزايد للقيادة والنصر في المعركة.quot;
ويُذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد أكد في أواخر أغسطس/آب الماضي، أنه لن يكون هناك اتفاق أمني مع الولايات المتحدة، إلا إذا تضمن quot;موعداً محدداًquot; لسحب القوات الأميركية من العراق، رافضاً أن يكون هناك quot;موعد مفتوحquot; للوجود العسكري الأميركي في بلاده.
وفيما قال المالكي إنه تم الاتفاق بين بغداد وواشنطن على أنه لن يكون هناك أي تواجد عسكري أميركي في بلاده بنهاية العام 2011، سارعت الخارجية الأميركية لنفي ذلك، مؤكدة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الوضع المستقبلي للقوات الأميركية في العراق.
بموازاة ذلك، سينتقل بوش بكلمته المزمعة إلى الجبهة الأخرى للحرب التي شنتها إدارته في أفغانستان، قائلاً إن الكثير ما زال مطلوبا عمله في هذه البلد، حيث زادت أعداد القوات الأميركية من 20 ألف قبل عامين إلى 31 ألف جندي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل سيتم نشر كتيبة من قوات المارينز في أفغانستان، على أن يلحق بها كتيبة قتالية مؤلفة من عدة آلاف من العناصر في يناير/ كانون الثاني المقبل، وفق ما جاء في مقتطفات كلمة الرئيس بوش.
ويضيف: quot;سيساعدون في توضيح التباين الشديد في أفغانستان، في الوقت الذي يستهدف الإرهابيون والمتشددون عن قصد الأبرياء، فإن قوات التحالف والقوات الأفغانية يخاطرون بحياتهم لحماية هؤلاء الأبرياء.quot;
لكن بوش يقر بما تصفه القيادة العسكرية أحيانا بالأضرار الإضافية، وهو أمر اشتكى منه بحدة الرئيس حامد كرزاي، في إشارة إلى سقوط قتلى في صفوف المدنيين بسبب قصف قوات التحالف.

وسيذكر بوش أنه quot;للأسف، هناك أوقات حين نقوم فيها بملاحقة العدو مما يسفر عنه وفيات عن طريق الخطأ في صفوف المدنيين.quot;
ويشدد بوش في الكلمة على القول: quot;لقد تعهدت للرئيس كرزاي بأن أميركا ستعمل عن كثب مع الحكومة الأفغانية لضمان أمن الشعب الأفغاني لحماية حياة الأبرياء.quot;