طلال سلامة من روما: أطلق حزب رابطة الشمال تحديه للمسلمين بإيطاليا. في هذا الصدد، يتحرك quot;روبرتو كوتاquot;، ممثل الرابطة في البرلمان الإيطالي، الأسبوع المقبل لعرض اقتراح قانون مكوٌن من ستة بنود من أجل تقويض ظاهرة انتشار المساجد بإيطاليا. وتنص هذه البنود على منع بناء أي مسجد يبعد عن الكنسية أقل من كيلومتر واحد، والموافقة على بناء المساجد بعد إجراء استفتاء شعبي، وضرورة أن يلقي أئمة الجوامع خطاباتهم وإرشاداتهم حصراً باللغة الإيطالية وأن يكونوا مسجلون في جمعية خاصة، وضرورة إبلاغ السلطات بأسماء ممولي المساجد الإيطاليين والأجانب، ونقل كل الصلاحيات من الحكومة المركزية الى دوائر الأقاليم، ورفض تعدد زوجات المسلمين علناً ووضع الحظر على المدارس المشرفة على تعليم القرآن الكريم.

ويبدو أن المبادرة البرلمانية لرابطة الشمال، التي بوشر إعدادها منذ عهد رومانو برودي، تلقى دعماً واسعاً من روبرتو ماروني، وزير الداخلية. كما هي تلقى بعض ردود الفعل الإيجابية من المعارضة لا سيما في صفوف اتحاد الديموقراطيين المسيحيين. شكلياً، تهدف المبادرة الى تنظيم أوضاع المراكز الدينية التي لم توقع بعد مذكرة تفاهم مع حكومة روما. ولا تنظر رابطة الشمال الى المراكز الدينية الإسلامية بأنها مراكز للصلاة فحسب إنما تنظر إليها كمؤسسات سياسية تعكس معها حضارة تتناقض مع الثقافة الغربية منذ مئات السنين. لا بل في أغلب الأحيان، تتحول المساجد هنا الى أماكن عسكرية وفق ما يفيده مسؤولو رابطة الشمال اعتماداً على أحداث وأدلة تعرضها الآلية المضللة لوسائل الإعلام المحلية.

لم تتأخر المنظمات الإسلامية البارزة محلياً عن التعبير عن مواقفها التي تؤيد جزئياً اقتراح القانون التي تنوي رابطة الشمال عرضه، في الأسبوع القادم، كما ضرورة إلقاء الخطابات في المساجد باللغة الإيطالية. أما بعض بنود اقتراح القانون الأخرى، فينظر إليها المسلمون هنا بأنها ستجلب معها روح العنصرية والتمييز الطائفي.