مروة كريدية ndash; إيلاف: أعلن زعيم حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور من منفاه في العاصمة الفرنسية في باريس عن رفضه أية مبادرة للتفاوض مع الحكومة السودانية مالم توقف اعتداءاتها فورا وتعمل على سحب سلاح الجنجويد واعادة النازحين الى قراهم ، وانه من غير الممكن أن تكون هناك محادثات حقيقية حول اتفاق سلام في وقت تهاجم القوات الحكومية المدنيين ؛ حيث عمدت قوات الحكومة السودانية الى هجوم واسع في دارفور وقامت بالاعتداء على المناطق المحيطة بأم بارو و ديزه وبير مازا quot;بئر مزةquot; خلال هذا الأسبوع .

واعتبر عبد الواحد ان الأمن يأتي بالدرجة الأولى قبل اية مبادرة ، واصفا الطرح العربي بأنها محاولة لإنقاذ الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير من المحكمة الجنائية و العدالة الدولية .
كما رفضت حركة العدل والمساواة quot;الزغاويةquot; ، و التي اسسها خليل ابراهيم محمد الزغاوي ، المبادرة العربية معتبرة انه من الأجدى أن يدين العرب فظاعة جرائم الحكومة السودانية بدلا من تشكيل لجنة وزارية لرعاية التفاوض ، وان هذه الخطوة تأخرت على مايزيد عن خمس سنوات، وان الحركة إذ رحبت بأي مبادرة سلام نزيهة فإنها لا تريد ات تستغل الجامعة العربية في النزاعات في دارفور .
ميدانيا فقد أفادت المصادر الرسمية لجيش تحرير السودان أفادت بإن الغارات الجوية التي شنتها الحكومة طالت 280 قرية و أسفرت عن حوالي اربعين ألف .
وفي سياق متصل فقد دعا عبد الواحد قد المجتمع الدولي الى التدخل العاجل في غرب دارفور لوقف ما أسماه بعمليات quot;الابادة الجماعيةquot; التي يتعرض لها السكان واضعًا حالة النازحين الهاربين من اتون المعارك تحت تصرف الرأي العام الدولي مطالبا المؤسسات الانسانية بالاسراع الى تأمين الغذاء والدواء واصفًا ما يحصل بquot;الكارثة الانسانية quot; خصوصًا وان هذا الفصل من العام يشهد هطول امطار مما يزيد من معاناة النازحين .
وعلى خط الامم المتحدة العاملة في الاقليم فإنها لم تدلي بتفاصيل الحوادث الأمنية، غير أن تقريرها الصادر مع القوة المشتركة التابعة للاتحاد الأفريقي افاد بتعرض قريتين في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل شمال دارفور لهجوم عام، مشيرة إلى مشاهدة مروحيات مقاتلة ورتل من العربات العسكرية مكون من 120 عربة في المنطقة.
من جهة أخرى وفي إطار سعي الحومة السودانية الى لملمة الوضع المتفاقم فإنها رحبت بالمبادرة العربية واللجنة المنبثقة عنها حيث قرر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الذي انعقد الاثنين المنصرم في العاصمة المصرية القاهرة تشكيل لجنة وزارية من ستة أعضاء برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لرعاية مفاوضات سلام تستضيفها الدوحة ، وقد أوكلت لها مهام بشأن دارفور، بالتعاون مع الوسيط الدولي المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. كما ستقوم اللجنة بتنسيق الموقف العربي والدولي لتحسين الأوضاع بالإقليم المنكوب.
ويرى مراقبون غربيون و بعضًا من المعارضة السودانية ان التحرك العربي لانقاذ عمر حسن أحمد البشير بعد صدور مذكرة من محكمة العدل الدولية تتهمه بجرائم حرب في دارفور ، وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قد قام في اواسط يوليو الماضي بتقديم أدلة تثبت تورط الرئيس السوداني بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور وانه يتحمل المسؤولية الجنائية فيما يخص التهم الموجهة بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب. وانه يقف وراء دعم الجنجويد وهو المُخطط لتدمير جزء كبير من المجموعات القبلية منهم الفور، والمساليت والزغاوة، لأسباب إثنية عرقية.