فالح الحمراني من موسكو، وكالات: تاتي الزيارة لوزير الخارجية الايراني متكي بنوشهر غير المعلنة اليوم لروسيا على خلفية تفاقم الوضع في القوقاز وتصعيد المواجهة بين روسيا والغرب وخاصة الولايات المتحدة الاميركية. واتخذت ايران موقفا حذرا ولم تعلن دعمها لهذا الطرف او ذاك، وكان بود طهران دعم روسيا في النزاع ضد جورجيا ولكن التعدد القومي لسكان ايران دفع قيادتها تجنب الادلاء بتصريحات حول هذا النزاع. والسؤال اليوم يدور فيما اذا كانت ايران ستحدث تغيرات على موقفها مقابل وقوف روسيا لمنع فرض عقوبات جديدة، او تتعهد بمساعدتها عند تعرضها لهجوم اسرائيلي او اميركي.

وتشير الدلائل الى ان الوضع السياسي والعسكري المترتب في القوقاز يمكن ان يضفي الكثير من التعديلات في العلاقات الروسية ـ الايرانية لصياغة مواقف مشتركة في القوقاز.
وتشير الدلائل الى ان الموقف الايراني كان يميل اكثر نحو دعم روسيا في المواجهة في القوقاز، لاسيما وان احد نتائج النزاع في جورجيا سيتمثل بتقارب روسيا مع ايران وسوريا في اطار اعادة اصطفاف القوى في الشرق الاوسط.
ويرصد مراقبون نهاية التعاون الروسي مع الولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الايراني. ولم يجعل موقف الغرب في النزاع في القوقاز الشكوك تحوم بشأن مستقبل تعاون روسيا مع اعضاء مجلس الامن الغربيين بشان الملف النووي الايراني فقط، بل ودفع روسيا الى تسريع الاعمال لانهاء بناء محطة بوشهر الكهروذرية.

وحصلت ايران ايضا من النزاع في القوقاز على فرصة ذهبية للتقارب اكثر من منظمة شنغهاي للتعاون واقامة علاقات خاصة معها بما في ذلك في المجال العسكري.
وتنتظر ايران من بين امكانات الاخرى الى افاق اقامة تحالف عسكري مع روسيا او تعزيز العلاقات معها الثنائية في هذا المجال. ويقول مدير مركز التحليل الاستراتيجي والتقني روسلان بوخوف ان تصاعد التوتر بين روسيا والغرب يمهد لتزويد ايران بمنظومة اس 300 القادرة على الكشف عن الاهداف الجوية من على مسافات طويلة وتدميرها.وقالت مصادر مطلعة ان الحكومة الروسية تنظر في اطار خيارات الرد على الدرع الصاروخية الاميركية ببولندا وتشيكيا بنشر قواعد ومحطات رادار في ايران بما في جزيرة كيمش الواقعة بالخليج العربي غير بعيد عن مضيق هرمز، مقابل ان تقدم روسيا الدعم العسكري لايران في حال التعرض لهجوم من قبل اميركا او اسرائيل.

وتأمل ايران اضافة لذلك ان توفر النزاع لها في القوقاز امكانية لزيادة صادراتها من النفط والغاز الى اوروبا لا سيما وان بعض الدول الاوروبية شرعت باستيراد موارد الطاقة من ايران.لذلك فان طهران باشرت بالبحث عن خيارات لمسالك صادراتها من النفط والغاز لاوروبا.
مصادر امنية غربية .. ايران تجدد تطوير برنامج الاسلحة النووية

من جهة ثانية اكدت مصادر امنية غربية هنا اليوم ظهور ادلة جديدة تكشف عن قيام ايران بتجديد تطوير برنامج انتاج الاسلحة النووية.
وقالت صحيفة (دايلي تليغراف) الصادرة هنا صباح اليوم ان الخبراء المسؤولين عن مراقبة برنامج ايران النووي اكتشفوا اختفاء كمية من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه لانتاج ما يكفي لتصنيع نحو ست قنابل ذرية من مرافق الانتاج الرئيسية في اصفهان.

واضافت الصحيفة ان اقمار التجسس الصناعية الاميركية حددت عددا من المواقع المشبوهة التي لم يعلن عنها الايرانيون لفريق المفتشين النوويين حيث يعتقد المسؤولون في الاستخبارات ان هذه المنشآت تستخدم لاجراء البحوث السرية.
وكانت هذه الاكتشافات الجديدة ظهرت في الوقت الذي اعلن فيه عن طلب اسرائيل بعضا من الامدادات العسكرية من الولايات المتحدة تشمل القنابل الخارقة لباطن الأرض وطائرات اعادة تعبئة الوقود التي تناسب الهجوم على المنشآت النووية الايرانية.
وازدادت المخاوف من ان ايران أستأنفت العمل فى بناء القنابل الذرية بعد الكشف عن اختفاء كميات كبيرة من اليورانيوم من منشأة نووية في اصفهان.

ويجري في مجمع اصفهان تخصيب اليورانيوم الخام او ما يطلق عليه (الكعكة الصفراء) الى مواد يمكن استخدامها لانتاج الطاقة النووية أو الأسلحة الذرية حيث من المفترض ان تكون خاضعة لاشراف دقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعرب الخبراء النوويون عن اعتقادهم بأن ما بين 50 الى 60 طنا من اليورانيوم قد فقدت من مجمع اصفهان النووي وذلك من خلال اجراء دراسة دقيقة لكمية المواد المخزونة وكمية اليورانيوم الخام (الكعكة الصفراء) التي تم تجهيزها في المنشأة.
واوضحوا ان الكميات التي اختفت اذا تم تخصيبها بدرجة تناسب انتاج الاسلحة فانه يمكن ان تكون كافية لانتاج خمس او ست قنابل ذرية.

ويعتقد المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الايرانيين تعمدوا ازالة اليورانيوم في عملية الانتاج التي لا تخضع لاشرافهم حيث تساءل خبير نووي عن سبب قيام طهران بذلك quot;اذا كانت نوايا ايران النووية سلمية