باريس: وجه البابا بنديكتوس السادس عشر السبت نداء الى الدعوات الدينية التي تشهد تراجعا في الكثير من الدول الاوروبية، خلال قداس في باريس حضره 260 الف مؤمن استقبلوه بحماسة كبيرة غير متوقعة في اليوم الثاني لزيارته في فرنسا.
وقال متوجها الى الشبان الحاضرين باعداد كبيرة بين الحشود في باحة الانفاليد الذين لم يتردد الالاف منهم في تمضية الليل في العراء لرؤية الحبر الاعظم، quot;لا تخافوا من ان تهبوا حياتكم للمسيحquot;.
واضاف quot;انتم جميعا الذين جئتم من فرنسا كلها وبلدان اخرى مجاورة اسمحوا لي ان اطلق نداء واثقا في ايمان وسخاء الشبان الذين يطرحون على انفسهم مسألة الدعوة الدينية او الكهنوتية: لا تخافواquot;.
وكما فعل الجمعة في نوتردام عندما توجه الى الشباب في باحة الكاتدرائية استخدم البابا هذه العبارة quot;لا تخافواquot; التي كان اول من اطلقها سلفه البابا يوحنا بولس الثاني الذي يلقى تقديرا اكبر منه في فرنسا.
ووقف البابا الى المذبح الذي اقيم للمناسبة في باحة الانفاليد الواسعة في وسط باريس محاطا بخمسين اسقفا وتسعمئة كاهن بثوبهم الابيض.
واليوم الثاني من زيارة الحبر الاعظم الاولى الى فرنسا منذ توليه الكرسي الرسولي، يكتسي طابعا دينيا لان البابا سيتوجه بعد ذلك الى لورد التي تعتبر ثاني مزار كاثوليكي يحج اليه المؤمنون بعد روما حيث سيشارك في الذكرى ال150 لquot;ظهورquot; السيدة العذراء على برناديت سوبيرو.
وفي اليوم الاول من زيارته الى فرنسا الجمعة استقبل البابا الرئيس نيكولا ساركوزي الذي ايد مفهوم quot;العلمانية الايجابيةquot; المثير للجدل في فرنسا والذي يعني علمانية منفتحة على الاديان.
وعنونت صحيفة لوفيغارو اليمينية صفحتها الاولى السبت quot;بنديكتوس السادس عشر، حماسة باريسquot; مشيرة الى ان هذا البابا quot;جذب باريسquot; بخطبه الفكرية وتحليلاته العلمية.
وعنونت صحيفة لوباريزيان من جهتها quot;في باريس اثار بنديكتوس السادس عشر حماسة غير متوقعةquot;.
وكانت السلطات تتوقع حضور نحو مئتي الف شخص الى الانفاليد وقد توافد الى الباحة نحو 260 الفا بحسب مفوضية الشرطة. وخلال الليل الفائت شارك عشرات الاف الباريسيين في شوارع باريس في مسيرة quot;الدرب المضيءquot; وهم يحملون الشموع.
وقالت جولييت لوبويك (18 عاما) وهي مسؤولة فرقة كشافة في ريمس (شمال شرق فرنسا) اتت لتمضية الليل في ساحة الانفاليد، صباح السبت quot;لا نزال نشعر بالنعاس بعض الشيء لكننا متشوقون جدا لرؤية البابا شخصياquot;.
غير ان الاقبال الكبير لحضور قداس الانفاليد لا يحجب واقع تراجع الكنيسة في فرنسا حيث لا تتجاوز نسبة الذين يعتبرون انفسهم من الكاثوليك ال51%، في مقابل 80% مطلع التسعينات. ومن جهة الدعوات الدينية هناك حاليا 15440 كاهنا يعملون في الابرشيات، في مقابل 16859 في 2004 و37555 في 1970.
ويتوجه البابا بعد ذلك الى لورد (جنوب غرب) الهدف الاول لزيارته الى فرنسا لانه يعلق اهمية كبيرة للورع الشعبي بمريم العذراء.
وعند وصوله قرابة الساعة 16,00 ت غ سيتبع البابا في سيارته quot;باباموبيليquot; درب اليوبيل، المسار الروحي على خطى برناديت سوبيروس. وسيزور كنيسة القلب الاقدس، في المكان الذي عاشت فيه عائلة برناديت سوبيروس والمغارة حيث quot;ظهرتquot; السيدة العذراء على الراعية الشابة.
التعليقات