لورد: اقام البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين في مدينة لورد (جنوب غرب فرنسا) قداسا عن نية المرضى لشفائهم اختتم به زيارة الى فرنسا استغرقت اربعة ايام لقي خلالها استقبالا حارا من قبل الفرنسيين الكاثوليك، مع احتفاظه بخطابه الديني المحافظ.
وخلال زيارته الاولى لفرنسا التي وصفتها الصحف بانها quot;ناجحةquot;، تمكن خلف البابا يوحنا بولس الثاني من جذب عدد كبير من الشباب.
وقال البابا في ختام زيارته التي جمعت مئات الاف المؤمنين quot;انني اشعر بسعادة كبيرة لحماستهم وتعاطفهمquot;.
وعاد البابا الى ايطاليا بعد ظهر الاثنين في ختام زيارته لفرنسا.
وخصص البابا يومه الاخير في فرنسا للمرضى باحيائه في مدينة لورد قداسا امام عشرات الاف المؤمنين بينهم حوالى الفين في كراس نقالة او ممدين على نقالات.
وقال البابا من مدينة لورد التي يتدفق اليها المرضى بالالاف كل سنة املا منهم بالشفاء quot;هناك معارك في الحياة لا يمكن خوضها دون عناية الهيةquot;.
واحيا البابا الاحد في لورد قداسا حضره اكثر من 150 الف مصل قدموا من جميع انحاء العالم في الذكرى المئة والخمسين لظهور السيدة العذراء على برناديت سوبيروس.
واراد البابا الالماني (81 سنة) ان يثبت تمسكه بالوجه الشعبي للسيدة العذراء.
وبدأ البابا الجمعة زيارته لفرنسا بلقاء سياسي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتطرق خلال زيارته الاولى لفرنسا منذ انتخابه قبل ثلاث سنوات الى موضوع العلمانية، داعيا الى quot;تأمل جديدquot; في دور الكنيسة. ودعا البابا الى اعتماد quot;علمانية ايجابيةquot; اي علمانية اكثر انفتاحا على الديانات.
كما دعا الكنيسة الفرنسية الى الحزم في مسألة المطلقين المتزوجين مجددا مدافعا عن العودة الى الليتورجيا اللاتينية.
وشدد البابا على quot;الجذور المسيحيةquot; لفرنسا مؤكدا ان الفاتيكان يريد ان يحترم quot;استثنائية الوضع في فرنساquot; حيث يفصل قانون صدر عام 1905 الدين عن الدولة.
وعن الكنيسة حذر البابا بشدة الاساقفة الفرنسيين من اي تراخ بشأن المبادىء الدينية وطلب منهم انتهاج خط محافظ.
واستعرض امام الاساقفة الفرنسيين الصعوبات التي تواجهها الكنيسة في فرنسا داعيا اياهم الى الصمود وعدم تقديم اي تنازلات حول الاسرة وخصوصا للمطلقين الذين لا يسمح لهم بالزواج مجددا في الكنيسة.
وقال الايطالي انياسيو انغراو المتخصص في شؤون الفاتيكان لمجلة quot;بانوراماquot; ان هذه quot;المداخلة الشديدة اللهجةquot; امام الاساقفة quot;كان لها وقع الصاعقةquot; مشيرا الى ان اصداءها ستتجاوز الكنيسة في فرنسا.
وقال جوليان دراي المتحدث باسم المعارضة الاشتراكية الاثنين ان البابا القى quot;خطابا اصوليا يمحو كل التطورات التي تشهدها الكنيسةquot;.
من جهته اشار المونسينيور اندريه فانتروا رئيس مؤتمر الاساقفة في فرنسا الى تدفق الشباب باعداد كبيرة الى المحطات المختلفة لزيارة البابا وهذا دليل على ان quot;الكنيسة لا تجمع عجزة ومسنين بل انها كنيسة تحوي الكثير من الشبانquot;.
وفي برقية الى الرئيس نيكولا ساركوزي وزع نصها على الصحافيين الذين كانوا يرافقونه اعرب البابا عن quot;امتنانهquot; للاستقبال الذي خصته به السلطات الفرنسية خلال زيارته.
واضاف quot;ستبقى هذه الزيارة في ذاكرتي بسبب كرم وضيافة الشعب الفرنسيquot;.
ولدى عودته الى ايطاليا توجه البابا مباشرة الى مقر اقامته الصيفي في كاستل غاندولفو في ضواحي روما.