طلال سلامة من روما: يوطد سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي، علاقاته مع الجاليات اليهودية الأوروبية عبر زيارات داخلية وخارجية. ويبدو أنه يريد وضع الثقل الصحيح على تصاريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، المتعلقة بنية إيران في محو إسرائيل عن سطح الكرة الأرضية. في أي حال، ونظراً لتحركات أحمدي نجاد على الساحتين السياسية والعسكرية، ستضع ايطاليا، في عهد برلسكوني، اهتماماً زائداً ومستمراً على التحركات الإيرانية، من بعد، على ضوء سجل السلوك الدولي السلبي الذي يتمتع به أحمدي نجاد ويغذيه بشراهة، يوماً تلو الآخر. ولم ينس أحمدي نجاد الضغط، بين وقت وآخر، على أزرار الملف النووي والتجارب الصاروخية الإيرانية لاختلاق سيناريوهات سياسية دولية، تتجدد حسب مزاجه. فهل ستتحمل الدول الغربية، والحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة ليفني، تصرفات أحمدي نجاد المتهورة التي يصفها المحللون والمراقبون الغربيون بأنها تصل الى حد الجنون، في أغلب الأحيان؟

في هذا الصدد، يعتقد برلسكوني أن ما يدفع الرئيس الإيراني الى تهديد إسرائيل بإزالتها من الخريطة الجغرافية العالمية هي خطة إيرانية داخلية ترتبط بزيادة شعبية أحمدي نجاد المتدهورة. وطالما تميزت ايطاليا بصداقتها مع الدولة الإسرائيلية. في الوقت الحاضر، ينوه برلسكوني بأن بلاده تخلصت، في القرن الماضي، من نظامين ديكتاتوريين هما الفاشية والشيوعية. وطالما أبدى برلسكوني كراهيته العميقة للتيارات الشيوعية الإيطالية باستثناء بعض الشخصيات المرموقة كما رئيس الجمهورية quot;جورجو نابوليتانوquot; ورومانو برودي الذي يبدي أمامه احتراماً مؤسساتياً مع أن الأخير أنقذه بإخلاص من عدة قضايا ومشاكل مع القضاء.

كما يعرب برلسكوني عن أسفه الشديد لرحيل أولمرت من السلطة نتيجة عدة قضايا متعلقة بالفساد. فخبرة أولمرت وقدراته جعلته أفضل شخصية إسرائيلية قادرة على مفاوضة الفلسطينيين بسلاسة ووضوح. هكذا، يأمل برلسكوني أن تكون خليفة أولمرت شخصية تواصلية لتجربة أولمرت الناجحة مع الفلسطينيين.