تل أبيب، وكالات: قالت صحيفة الثورة الحكومية السورية الجمعة أن إنتخاب تسيبي ليفني رئيسة لحزب كاديما (وسط) لتحل محل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، جاء لكونها quot;الأكثر تطرفاquot;. وقالت الصحيفة quot;من الطبيعي ان يتسابق الاسرائيليون الى انتخاب رئيس وزراء اكثر تطرفا لان كيانهم قام على القتل والتطرفquot;.

واضافت quot;لاجل ذلك فازت ليفني. ما جرى لم يكن انتخابات بل اختيار بين مجرم حرب قاد اجتياح الضفة الغربية عام 2001 وعميلة موسادquot;. وتابعت الصحيفة ان quot;فوز ليفني لم يكن لشخصها وما جرى من تنافس بين وزيرة الخارجية ليفني ووزير النقل شاوول موفاز على المناصب في كاديما والحكومة لم يكن بين اشخاص بل بين مواقف اكثر تطرفا واجراما ضد الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصةquot;.

واضافت quot;عملت ليفني اربعة اعوام جاسوسة لصالح جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد (..) كما ان والديها كانا منخرطين في عصابة الارغون التي اقترفت اعتداءات ارهابية ومجازر بحق الفلسطينيينquot;. وتجري سوريا واسرائيل وهما في حالة حرب منذ الحرب العربية الاسرائيلية الاولى في 1948، منذ ايار/مايو مباحثات سلام غير مباشرة بوساطة تركيا.

ليفني تطالب أولمرت بالاستقالة فورا

بدوره رفض نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون مطالبة ليفني اولمرت بالاستقالة الفورية وقال رامون خلال اجتماع لحزب كاديما اليوم انه على رئيسة الحزب أن تطلب من اولمرت البقاء في منصبه ريثما تتمكن من تشكيل حكومة جديدة. وأضاف انه سيكون خطأ تكتيكياً من جانب اولمرت اذا قدم استقالته قبل تشكيل الحكومة .

وكانت ليفني قد دعت اولمرت الى الاستقالة وقالت quot; انه منذ اللحظة علينا التحرك بسرعة لادارة البلاد quot;. والتقت ليفني اليوم قادة حزبها بعد الخطوة المفاجئة التي اتخذها منافسها شاؤول موفاز بتجميد نشاطه السياسي بعد خسارته الانتخابات الداخلية امام ليفني.

وستلتقي ليفني رئيس حزب المتقاعدين ورئيس حزب ميرتس وزعيم الحزب القومي الديني اليميني في اطار مشاوراتها لتشكيل الحكومة . وقالت ليفني في تصريحات لها اليوم انها اذا فشلت في مهمتها بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة فإنها ستدعو الى انتخابات مبكرة وستفوز.

ليفني تجمع قيادة كاديما لرص الصفوف

وبعد فوزها بزعامة كاديما، دعت ليفني الجمعة قيادة الحزب الى الاجتماع بهدف الدعوة الى رص الصفوف. ووجهت وزيرة الخارجية الاسرائيلية التي انتخبت الاربعاء على راس حزب كاديما الوسطي بفارق بسيط، الدعوة الى اعضاء كتلة الحزب البرلمانية ووزرائه في حين بدات مشاوراتها لتشكيل حكومة جديدة.

والغائب الاكبر عن هذا الاجتماع هو منافسها الرئيسي وزير النقل شاوول موفاز الذي اثار مفاجأة الخميس باعلانه الانسحاب موقتا من الحياة السياسية بعد هزيمته في الانتخابات الداخلية لحزب كاديما. الا ان ليفني دعته مع ذلك الى quot;لعب دور الزعيم الى جانبيquot;، في حين كان الى جانبها المرشحان الاخران اللذان لم يحالفهما الحظ في الفوز برئاسة الحزب وهما وزير الداخلية مئير شتريت ووزير الامن الداخلي آفي ديشتر.

وكان موفاز اوضح الخميس امام انصاره quot;اني بحاجة لفترة استراحة قبل اتخاذ قرار بشان مستقبليquot;. واعرب موفاز عن استيائه بحسب بعض المقربين منه اثر مخالفات حصلت برايه خلال الانتخابات الداخلية في الحزب وخصوصا ارجاء اقفال بعض مكاتب التصويت بينما كانت محطات التفزيون تعلن فوز ليفني بالاستناد الى استطلاعات الراي لدى الخروج من مكاتب التصويت. وبحسب وسائل الاعلام، فانه من غير المستبعد مع ذلك ان يعود موفاز الى حزب الليكود (يمين) لانه قريب من فكره.

من جهته، سارع زعيم المعارضة ورئيس هذا الحزب بنيامين نتانياهو الى الترحيب به. وابدت تسيبي ليفني من جهة اخرى تاييدها للابقاء على الائتلاف بشكله الحالي الذي يحظى بدعم 65 نائبا. وقالت quot;لا سبب يدعو الى تغيير تشكيلة الائتلافquot;. واشارت ايضا الى quot;الحاجة الى استقرارquot; الوضع السياسي quot;في اسرع وقتquot;، معلنة عن تقليص فترة الغموض المرتبطة بتغيير الحكومة. وكانت ليفني قابلت مساء الخميس نائب رئيس الوزراء ايلي يشائي زعيم حزب شاس المتشدد الذي وصف اللقاء بquot;الوديquot;.

ويتوقف مصير الائتلاف الجديد الذي تزمع ليفني تشكيله، على موقف شاس. فقد وضع يشائي شروطا لمشاركة حزبه في حكومة ليفني وخصوصا ان تقوم هذه الاخيرة بquot;رفض اي تفاوض حول مستقبل القدسquot;. ويشكل الوضع المستقبلي للقسم الشرقي من مدينة القدس الذي ضمته اسرائيل بعد احتلاله في 1967، احد اهم العقبات في المحادثات مع الفلسطينيين. وطالب يشائي ايضا بزيادة قيمة التعويضات العائلية وهو ما استبعدته ليفني حتى الان. وبعد استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت القريبة، سيكون امام ليفني مهلة 42 يوما لتشكيل غالبية جديدة.

ويذكر ان ولاية البرلمان (الكنيست) الحالي تنتهي في نهاية 2010. وينبغي ان يؤكد ايهود اولمرت المرتبط اسمه بعدد من قضايا فساد، لمجلس الوزراء الاحد قراره بالاستقالة. وسيبقى على راس الحكومة حتى تشكيل حكومة جديدة.

واجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا الخميس بزعيمة حزب كاديما الجديدة تسيبي ليفني لتهنئتها بالفوز، بعدما اعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاربعاء عن الامل في ان يؤدي انتخابها على راس الحزب الى اجراء مفاوضات quot;جديةquot;. وتسيبي ليفني منخرطة مباشرة في المفاوضات التي لم تحقق حتى اليوم اي انجاز يتعلق بالملفات المركزية، في حين كان الاسرائيليون والفلسطينيون ياملون التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري.