تركي العوين من الرياض: مع تصاعد التحذيرات العربية والإقليمية والدولية من مخطط إيراني يستهدف السيطرة على منطقة الشرق الأوسط, أصدرت جماعة إيرانية معروفة باسم quot;المقاومة الإيرانية في باريس بيانا، اليوم نددت فيه بالاعتداءات على السفارات العربية المعتمدة في طهران, ودعت quot;المقاومة الإيرانيةquot; في نفس البيان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع ما أسمتهquot;نظام الملالي في طهرانquot; وقطع اذرعه في المنطقة, ويأتي هذا البيان في أعقاب تعرض مكتب الخطوط السعودية في طهران لاعتداء بزجاجات مولوتوف قبل أسبوعين.

واتهمت وسائل إعلام إيرانية جماعة متطرفة تطلق على نفسها اسم quot;إخوان الرضوانquot; بأنها وراء الهجوم حيث قامت باعتداء بزجاجات مولوتوف على المكتب ما أدى إلى وقوع أضرار بسيطة في المبنى. ونقلت صحف طهران عن الجماعة المذكورة قولها إن سبب الاعتداء يعود إلى دعم المملكة لعملية السلام في الشرق الأوسط, وأتى هذا الهجوم بعد التظاهرات الطلابية التي سبقته بأسبوع وتم تنظيمها أمام سفارة المملكة العربية السعودية في طهران ورفعت شعارات طالت شخصيات وقيادات عربية. كما طال مصر جانب من المضايقات الإيرانية التي تزايدت بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حيث استدعى مكتب وزير الخارجية المصري القائم بأعمال مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة, وأبلغه احتجاج مصر واستياءها إزاء ما دأبت عليه بعض الدوائر الإيرانية من ترتيب مظاهرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية لمصر في طهران احتجاجا على ما اعتبره المتظاهرون تعاونا مصريا مع إسرائيل فيما يتعلق بالحصار المستمر على قطاع غزة.

كما أبلغ مكتب وزير الخارجية، الدبلوماسي الإيراني استياء مصر أيضا من مقالات في الصحف الإيرانية تتهجم على مصر وقيادتها، وخاصة خلال الأيام القليلة الأخيرة.

وكان المئات من الطلاب الإيرانيين قد هاجمو الاثنين مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران ، احتجاجاً علي ما وصفوه بquot;منع المساعدات الإنسانية وقوافل الإغاثة من الدخول إلي غزةquot;، متهمين الحكومة المصرية بquot;التعاون مع إسرائيلquot; في فرض الحصار وارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين.

وحمل المتظاهرون لافتات تحمل عبارات مسيئة للرئيس مبارك، ورددوا شعارات تدعو إلي quot;الموت لأمريكا وإسرائيلquot;، كما حاولوا إلقاء زجاجات حارقة علي المكتب، إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم.

وفيما يلي نص البيان :
المقاومة الإيرانية تدين حملة الاعتداءات ضد البعثات الدبلوماسية المعتمدة
للعربية السعودية وجمهورية مصر العربية وللمملكة الأردنية الهاشمية في إيران
وتدعو الدول العربية بقطع علاقاتها مع النظام الإيراني
تدين المقاومة الإيرانية حملة الاعتداءات المنظمة لعملاء نظام الملا لي ضد السفارات والقنصليات ومكاتب رعاية المصالح لجمهورية مصر العربية والعربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية في مدينتي طهران ومشهد وإحراق أعلام هذه الدول مطالبة الدول العربية والإسلامية بإغلاق مقرات بعثاتها الدبلوماسية في إيران وانتهاج سياسة صارمة حيال هذا النظام المناهض للإسلام ولإيران وان لا تسمح لهذا النظام بتمرير سياساته الموغلة في مد التطرف الديني والعدوان على الآخرين من خلال ممارسة أساليب الابتزاز والإرعاب واستخدام السكاكين.

أن الملا لي المتاجرين بالدين ومن خلال استغلالهم الخسيس لمأساة فلسطين الحالية والتي هم من المسببين الرئيسين لاندلاعها,يحاولون التستر على تدخلاتهم العدوانية في الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين بهذه الأساليب.
ومن خلال إتباعه أسلوبا مفضوحًا, يسعى نظام الملا لي الإيحاء بان الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية للدول العربية, عفوية وان المهاجمين هم من المواطنين العاديين أو طلبة الجامعات. غير أن مثل هذه الإجراءات يتم تخطيطها في أعلى المستويات الحكومية وتنفد بعد مصادقة خامنئي شخصيًا عليها. و أن قاطبة أبناء الشارع الإيراني لا يكترثون اهتمامًا بمثل هذه التصرفات بل أنها تزداد كراهية الشعب تجاه النظام.

وينوي المهاجمون المدفعون من قبل النظام, إرغام الدول العربية على التراجع من خلال توجيه التهديدات بتكرار أحداث اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979 ضد سفاراتها وذلك في بيانات يتم إصدارها في وزارة مخابرات الملا لي و قيادة قوة القدس الإرهابية.ووصف العملاء من منتسبي قوات البسيج (التعبئة) اعتداءاتهم هذه بأنها مجرد (صفارة الإنذار) معلنين laquo; لهم المقدرة على اقتحام جميع السفارات التابعة للدول العربية وهم مستعدون لإعادة أحداث أربعة تشرين الثاني /نوفمبر 1979 (اقتحام السفارة الأمريكية في طهران) إذا ما استمرت هذه الدول بسياسة الخذلان والتبعية للاستعمارraquo;.

هذا وكان الحرسي جعفري القائد العام لقوات الحرس التابعين للملالي قد خاطب عملاء البسيج (قوات التعبئة) في الجامعات يوم 25 كانون الأول /ديسمبر2008 ( أي قبل اندلاع أحداث غزة), قائلاً:laquo;إننا بصدد تهيأة الأجواء كي تستطيع قوات البسيج في الجامعات بنشاطات تشبه عملية اقتحام السفارة الأمريكية في الرابع من نوفمبر 1979raquo;.

إن هذا النظام الذي يواجه النبذ الشديد من قبل الشعب الإيراني ويرى نفسه مكروها ومعزولا بين أبناء الشعب الإيراني يري أن الطريق الوحيد لاستمرار حياته المخزية هو استغلال القضية الفلسطينية, و محاولة الاستيلاء على المنطقة برمتها.
ولا شك انه خلال العقود الثلاث الماضية لم تقم أي جهة ما قام به النظام الحاكم في إيران من إلحاق الأضرار والخسائر لآمال وطموحات الشعب الفلسطيني و مطالبه الشرعية.
أن المقاومة الإيرانية تدعو جميع الدول والأحزاب والشخصيات الدينية والسياسية والثقافية في المنطقة لتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف وقطع يد نظام الملا لي وبصورة خاصة في فلسطين ولبنان والعراق.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
الأول من كانون الثاني / يناير 2009