مستقبل العملية الإسرائيلية على غزة من منظور الصحافة العالمية
إيقاف الحرب متوقف على توجه واشنطن إلى القاهرة والرياض

الصحافة الدولية قلقة وبعضها يدعو إسرائيل للإنسحاب quot;فوراquot; من غزة
محمد حميدة من القاهرة: حيال العملية العسكرية الاسرائيلى على غزة ، تفاوتت ردود أفعال الصحف العالمية بين مؤيد ومعارض لهذا الهجوم ، كما تباينت الآراء على الجانب الأخر حول جدوى الضربة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية المرجوة وهو الهدف الأساسي من أي خيار عسكري .

وفي الولايات المتحدة، قالت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; ان العملية العسكرية الإسرائيلية مصيرها الفشل ،ومن غير المحتمل تحقيق انتصارا عسكريا حاسما في المعركة ، لان إسرائيل لا يمكنها إسقاط حماس بشكل كامل والحد من صواريخ القسام دون تسوية سياسية .وأضافت ان طريق الوصول لهذه التسوية يتم عن طريق القاهرة والرياض ، وإذا استمرت إسرائيل في الإفراط في ضرباتها العسكرية الموجهة لغزة فإنها بذلك تكتب نهايتها دبلوماسيا .

وحول الحرب البرية التى شنتها إسرائيل ولا تزال على غزة قالت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ان عواقبها وخيمة ليس فقط على الجانب الفلسطيني بل الجانب الاسرائيلى أيضا .ودعت الصحيفة ايضا واشنطن الى التوجه الى القاهرة والرياض لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل .

ومن أميركا الى بريطانيا قالت صحيفة quot;الاوبزرفر quot; ان الضربة العسكرية الموجهة من إسرائيل الى غزة تحمل بصمات سياسية ساحقة ، سيتبين مرددوها لاحقا في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مشيرة الى المكاسب السياسية لوزير الدفاع quot;ايهود باراك quot;ترتفع منذ بداية الضربات وفقا لاستطلاعات رأى الشارع الاسرائيلى .لكنها على الجانب الاخر تحشد المزيد من التأييد لحركة حماس وتوقعت تحولا في موقف أوربا من دعم الضربة العسكرية الى إيقافها وخصوصا بعد تجلى المأساة الإنسانية التى يعيشها سكان غزة على النقيض من تصريحات quot;تسيفي ليفنى quot;وزيرة الخارجية الاسرائيلية التى اكدت ان الضربات تستهدف حماس فقط وان اسرائيل تراعى الحالة الإنسانية في القطاع .

وأوضحت صحيفةquot; الاندبندنت quot;ان هذه الضربة ستمكن حماس من تجييش المزيد من الجنود ، وخصوصا من العناصر المتطرفة ، وهو ما يجعل من الصعوبة على اسرائيل مستقبلا الحد من صواريخ القسام والعمليات الفدائية التى اعطى قاده حماس الضوء الأخضر للقيام بها مرة اخرى ضد الإسرائيليين ، وكذلك فتاوى رجال الدين العرب بضرورة قتل الاسرائيليين .

وتطرقت صحيفة quot; ميل اون صندايquot; الى مستقبل عملية السلام مشيرة الى ان الضربات العسكرية الموجعة والمجازر التى نتج عنها عشرات المئات من القتلى والجرحى قضت على اى بوادر للتهدئة بين حماس وإسرائيل وبالتالي جمود عملية السلام. وأضافت ان الفرصة مواتية أمام الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما ، اذا فضل ان يكون مختلفا عن سلفه جورج بوش لكن الصحيفة لا تتوقع ان تختلف سياسة أميركا مع إسرائيل مشيرة الى ان quot; اوباما الذى يوصف بالمناهض للحرب والمؤيد للدبلوماسية لن يغير من هذه السياسة quot; وأعربت عن أملها quot; الا يقف موقف المتفرج للمسرحية النارية التى تدور رحاها في الشرق الاوسط quot;.