بيروت: ذكرت المصادر المواكبة لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت ان ملف العلاقات اللبنانية - السورية علمت كان حاضراً بامتياز في المحادثات اللبنانية الفرنسية، وان ساركوزي القادم من دمشق عبر عن ارتياحه الى ما قام به نظيره السوري الرئيس بشار الاسد، باعتبار انه laquo;التزم بكلمة من خلال إطلاقه تعهداً شجاعاً وواعياً لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان والبدء بتطبيع العلاقات الثنائيةraquo;. وأكد ساركوزي ان فرنسا مع جميع اللبنانيين وان laquo;لبنان يدفع الثمن كلما حصل شيء في المنطقة ونحن لا نريد أن يدفع لبنان هذا الثمنraquo;.

ونقلت مصادر وزارية عن ساركوزي قوله إنه نجح في بناء عامل الثقة بينه وبين الرئيس الأسد، وان هذا سيكون لمصلحة لبنان، مع انه جازف بهذه العلاقة وأخذ على عاتقه السير بها، لكنه تمكن من تحضير الأجواء أمام إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا. وأبلغ ساركوزي الجانب اللبناني أن الأسد أكد له عزمه على تبادل السفيرين في أقرب وقت ممكن وان السفير السوري سيصل قريباً الى بيروت، لكنه لم يحدد موعداً لوصوله فيما رجحت مصادر مواكبة احتمال تعيين الأديبة كوليت خوري أول سفيرة لسوريا في بيروت.

وأبدى ساركوزي ارتياحه الى التطور الذي حصل في لبنان منذ اتفاق الدوحة وعودة عجلة الدولة الى الانطلاق على مستوى المؤسسات، مجدداً وقوف فرنسا الى جانب لبنان كدولة مستقلة، مبدياً الاستعداد للمساعدة في شتى المجالات، خصوصاً على المستوى العسكري من خلال تفعيل الاتفاق الموقع لمساعدة عسكرية للبنان.

الى ذلك أوضحت مصادر وزارية لبنانية لـquot;الحياةquot; ان الجانبين اللبناني والفرنسي شددا على ضرورة متابعة الجهود لتطبيق القرار 1701 وعلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار العام في الجنوب من خلال تعاون الـlaquo;يونيفيلraquo; والجيش اللبناني، وبالتالي التنبه الى أي محاولة لتهديد الاستقرار فيه.

وأكدت المصادر ان ساركوزي نصح لبنان باعتماد سياسة الخطوة - خطوة في حل مشكلاته العالقة مع سوريا لأن لا مصلحة في الاستعجال، مؤكداً أن لدى الأسد laquo;نيات طيبةraquo; في هذا المجال، وقالت إن لبنان طلب في المقابل من ساركوزي العمل لدى سوريا للبدء بترسيم الحدود بما فيها حدود مزارع شبعا للإسراع بتحريرها، خصوصاً ان القرار 1701 واضح وان من الأفضل في ظل التعقيدات التي تشهدها المنطقة العمل لاستكمال تطبيقه بدلاً من ربطه بمفاوضات لبنانية - اسرائيلية غير مباشرة، لا سيما ان تطبيقه لا يحتاج الى مفاوضات.

ولفتت الى أن لبنان طلب من ساركوزي التدخل لإيجاد حل لمسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات باعتبار ان سوريا قادرة على مساعدته. وأكد ساركوزي كذلك انه كان أبلغ رئيس كتلة laquo;المستقبلraquo; النيابية سعد الحريري عندما التقاه أخيراً في باريس وقوفه الى جانب المحكمة الدولية، ونقلت عنه المصادر قوله إنه مع قيام هذه المحكمة التي لا يجوز أن تخضع للمساومة laquo;لأن ما يهمنا أن تؤدي الى جلاء الحقيقة وكشف مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري ومحاكمتهمraquo;.