الاستخبارات تتسلم لائحة بأزيد من 30 معتقلا مغربيا في بلاد الرافدين
مقاتلو القاعدة في العراق في الطريق نحو المغرب
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: توصلت مصالح الاستخبارات الخارجية المغربية quot;لادجيدquot; من نظيرتها العراقية بلائحة بأسماء مقاتلين مغاربة، يوجدون في سجون بلاد الرافدين، بعد أن ألقي عليهم القبض في حملات قادتها السلطات الأمنية، بتنسيق مع القوات الأميركية، ضد الجماعات المسلحة التي تنتمي إلى تنظيم quot;القاعدة في بلا الرافدينquot;.

وأفادت مصادر مطلعة أن لائحة المعتقلين تفوق 30 شخصا، أغلبهم يتحدر من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدن الشمال، مشيرة إلى أن السلطات الاستخباراتية بالرباط دخلت في تنسيق مكثف مع نظيرتها في بغداد لبدء عمليات تسليم المعتقلين.
وكشفت التحريات أن عمليات تهجير الأشخاص الذين يجندهم الطاهر للذهاب للعراق، غالبا ما تجري من الدار البيضاء باتجاه تركيا، ومن هناك يلتحق المجندون بسوريا عبر الحافلة، ليجري تسريبهم إلى بلاد الرافدين.
كما أوضحت أن نسبة كبيرة من الاستمارات التي عبأها هؤلاء المتطوعين، واطلعت عليها الأجهزة الأمنية، تظهر أن السبب الأول الذي يدفع هؤلاء المغاربة للسفر إلى العراق هو
quot;الاستشهادquot;. ولا تتجاوز نسبة المغاربة الذين دخلوا إلى العراق 6 في المائة.
تحذير مغاربة العراق أخطر من الأفغان
في الفترة الأخيرة توالت التقارير الاستخباراتية الأوروبية المحذرة من العودة المنتظر للمقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة إلى بلدانهم الأصلية، ما دفع الأجهزة الأمنية الدولية إلى رفع وتيرة التنسيق فيما بينها لرصد تحركاتهم.
وتشير تقارير أمنية إلى أن مغاربة العراق أشد خطورة من المغاربة الأفغان، الذين يوجد بعضهم في السجن لتورطهم في التخطيط لاعتداءات إرهابية في المغرب، لكونهم تدربوا جيدا على حرب العصابات، كما أنهم يجيدون تصنيع المتفجرات واستعمال الأسلحة.

وفيما تنتظر الرباط تسلم معتقلين مغاربة في العراق، رفعت درجات التأهب الأمني وتزايدت وتيرة التحرك الاستخباراتي لتعقب العائدين إلى بلدانهم الأصلية، الذين شرعوا فعلا quot;في quot;الهجرة المعاكسةquot;.
وتعتبر سلطات مدريد منع وصول الإرهابيين مسألة حاسمة، خاصة أن أغلب هؤلاء المقاتلين في صفوف القاعدة التحقوا بالعراق انطلاقا من إسبانيا، وأنهم في حال جرى إخراجهم من هناك سيعودون إليها للإختفاء، إدراكا منهم لاستحالة عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث أن المقاتلين يعرفون أنه من الصعب مراوغة مخابرات بلادهم.

وانطلقت رحلة شريحة كبيرة من المجندين المغاربة من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء على متن الطائرة المتوجهة نحو مطار إسطنبول الدولي بتركيا، في رحلة تستغرق حوالي أربع ساعات.
وعندما ينزل بالمطار، يطلب سيارة أجرة تتوجه به إلى محطة المسافرين، حيث يقتني تذكرة بـ 35 أورو على متن الحافلة المتوجهة إلى دمشق، في رحلة قد تستغرق حوالي 22 ساعة.
وما إن يصل إلى العاصمة السورية، حتى يتوجه نحو أقرب فندق فندق لحجز غرفة، حيث ينزل هناك لمدة ليست بطويلة.

وببعد ذلك، يعمل على اقتناء بطاقة إلكترونية خاصة بالخطوط السورية، ليربط الاتصال مع مستقطبه ليخبره أنه وصل بأمان، ويحدد له المكان الذي يقطن به، لينقل بدروه هذه المعلومة ورقم هاتف المتطوع إلى المكلف باستقباله في دمشق عبر البريد الإلكتروني، حسب ما جاء في اعترافات متهمين ضمن شبكات مفككة أخيرا.
ويشترط في المجند أن يتوفر على 10 آلاف أورو لتغطية مصارف الرحلة، كما يتوجب عليه إجادة قيادة السيارات حتى يكون على استعداد لتنفيذ هجمات بواسطة سيارات مفخخة.
الأمن المغربي يقطع الطريق على المجندين
تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية، منذ سنة 2003 إلى نهاية 2008، من تفكيك حوالي 40 شبكة لتجنيد مقاتلين مغاربة بهدف إرسالهم إلى العراق لمواجهة القوات الأميركية وتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة.
وساهمت هذه الحملة الاستباقية في قطع الطريق على المجندين، الذي حوكم مجموعة منهم ضمن خلايا تنشط في هذا المجال وترتبط بتنظيمات متطرفة، منها القاعدة.
وأشرفت 16 شبكة تجنيد، من أصل الـ 40، على إرسال أكثر من 130 متطوعا في ظرف ثلاث سنوات.

ومن أبرز شبكات التجنيد المفككة في المغرب،خلية تطوان، وضمنها متهم سويدي الجنسية، وخلية محمد رحا، وضمنها مواطن بلجيكي من أصل مغربي.
وتوبع أعضاء هذه الخلية، والبالغ عددهم 21 متهما، ومن بينهم خال المتهم الرئيسي المدعو أحمد الزموري، وهو الآخر بلجيكي من أصل مغربي، بالإضافة إلى (م مزوز) و (إ. بنشقرون)، وهما من بين المعتقلين السابقين بقاعدة غوانتانامو، بتهم quot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في ارتكاب أعمال إرهابيةquot;.

وتفيد محاضر التحقيق أن quot;الشرطة القضائية تمكنت في نونبر 2006 من تفكيك خلية إرهابية قيد التشكيل، تتكون من21 عنصرا يشتبه في ارتباطهم بحركة إسلامية متطرفة تقيم روابط وثيقة بتنظيم القاعدة، والتي كانت تسعى إلى استقطاب شباب مغاربة وإرسالهم إلى الخارج لإخضاعهم لتداريب شبه عسكرية وإرجاعهم، بعد ذلك، إلى المغرب للقيام بأعمال تخريبية فيهquot;.
مومو.. ولد في فاس وقتل بالموصل
محمد مومو، الملقب بـ quot;أبو قسورةquot; وquot;أبي سارةquot;، لم يكن معروفا لدى المغاربة أو حتى المهتمين بالشأن في المغرب، إلا أن إسمه أثير بقوة بعد سقوطه في معركة شرسة في الموصل بالعراق، ليتبين أنه كان ملاحقا منذ سنوات من قبل الاستخباراتية المغربية والسويدية والأميركية، دون أن تتمكن من اعتقاله.
وكان quot;أبو قسورةquot; يعد الرجل الثاني في القاعدة ببلاد الرافدين، الذي تسبب مقتله في خسارة كبيرة لهذه الشبكة الإرهابية الدولية، لكونه لعب دورا مهما في الأنشطة الخاصة بها.

ويتحدر quot;أبو سارةquot; من عائلة تقطن في العاصمة العلمية فاس، حيث تربى وترعرع، قبل أن يحزم حقائبه، وهو لم يبلغ بعد سن الرشد، وبالتحديد عندما كان عمره 15 سنة، الثمانينيات ويهاجر إلى السويد.
في الثمانينيات، عندما توجه إلى السويد، لم يكن مومو معروفا لدى الأجهزة الأمنية المغربية، التي تردد عليها هذا الإسم، لأول مرة، بعد اعتداءات 16 ماي الإرهابية، ليوضع بعد ذلك في لائحة المبحوث عنهم، إثر ورود اسمه في التحقيقات.
وفي السويد محمد كان يعيش حياة طبيعة في السويد، حيث كان يشتغل في أعمال موسمية تدر عليه أموال كان يعيل بها نفسه، قبل أن يتزوج من امرأة سويدية وينجب منها خمسة أبناء.
وفي سنة 2004، توجه quot;أبو قسورةquot; إلى إيران وأفغانستان والعراق، حيث التقى بأشخاص يربطون صلات بمنتمين لتنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن، قبل أن يعود مجددا إلى السويد.
سنتان بعد ذلك توجه أبو quot;سارة مجددا إلى شمال العراق، حيث انقطعت أخباره، ما جعل الأجهزة الأمنية تفقد أثره، قبل أن يعلن الجيش الأميركي مقتله في الموصل.