عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: هناك العديد من الأمور التي تعد تقاليد لمناطق أو شعوب. وهي تكون أمور عادية في تلك المناطق أو الشعوب؛ إلا أنها تتقمص لونا من الغرابة عندما يتم نقلها إلى العالم خارج تلك البيئة.

رغم ذلك يكون بعض التقاليد غريبة في حد ذاتها سواء أكانت في بيئتها أو خارجها. ومن التقاليد المعروفة في باكستان فصل القضايا عن طريق المجالس القبلية أو المحلية بدلا من مراجعة المحاكم .

ولهذا الأمر أيضا طرق تختلف من منطقة إلى منطقة. ويبدو من الصعب أن يعرف العالم خارج باكستان أو خارج إقليم بلوشستان الباكستاني أن النار أيضا قاضية تحكم بين الناس وتفصل في القضايا.

وقد تم فصل خصومة بين شقيقين في إقليم بلوشستان الباكستاني قبل يومين حول إرث أبيهم عن طريق الاحتكام إلى النار. وقد أصدرت النار حكمها في حق الشقيق الذي ادعى أن شقيقه الآخر ظلمه إذ لم يعطه شيئا من إرث أبيه.

ترى بعض القبائل البلوشية أن النار تحرق الجاني ولا تحرق البريء. ويتم الاحتكام إلى النار في قضايا القتل والسرقة والاغتصاب أو الزنا.

وطريق تحكيم النار أن يتم حفر أخدود بطول 12 قدما وبسعة وعمق قدمين. ثم يتم ملؤها بالحطب الذي تضرم فيه النار لتحترق إلى مدة ساعتين، حتى تتحول الحطب إلى جمر أحمر.

وعندما يحين وقت اقتحام الشخص الذي ينوي المشي على الجمر لإثبات براءته، يتقدم بعض كبار القبيلة إلى النار ويتلون آيات من القرآن الكريم للسيطرة على النار لتحرق الجاني فقط ولا تمس البريء بسوء.

وبعد ذلك يمشي المتهم حافيا على ذلك الجمر من طرف إلى الطرف الآخر. وعند عبوره الأخدود، يأخذه أقاربه ليغمسوا قدميه في قدح مليء بدم عنزة أو كبش يذبحونه من قبل.

وأخيرا يفحصه أعيان القبيلة. فإذا وجدوا بقدميه أثر النار والحروق أعلنوا أنه الجاني وإلا برؤوه من الاتهام.

وفي الحادث الأخير من هذا النوع الذي حصل في مدينة مستونك البلوشية، عبر شخص اسمه ناظم أخدود النار لطلب نصيبه من إرث أبيه من شقيقه الذي يعيش في مدينة كوئتا عاصمة إقليم بلوشستان.

وقد قرر سردار طلال بكتي - نجل ووريث نواب أكبر خان بكتي رئيس قبيلبة بكتي البلوشية الذي اغتيل خلال عملية عسكرية في بلوشستان عام 2006م- بعد معاينة قدمي ناظم ، أنه محق في دعواه؛ لأنه لم يوجد أي أثر للنار على قدميه. وبالتالي سيكون ناظم مستحقا لنصيبه من إرث أبيه وسوف يأخذه من شقيقه.