الجامعة تأمل ألا يكون قبول أولمرت للمبادرة العربية في إطار العلاقات العامة
غلعاد في القاهرة قبيل حضور قادة الفصائل الفلسطينية لبحث تثبيت التهدئة

نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما أعلنت الخارجية المصرية بدء سلسلة من الاتصالات بالأطراف الدولية المعنية من أجل المؤتمر الذي تعتزم الدعوة إليه لتوفير الدعم المالي والسياسي اللازمين لإعادة الإعمار في قطاع غزة، فقد أعلن مصدر دبلوماسي في القاهرة إرجاء حضور ممثلي الفصائل الفلسطينية للقاهرة من أجل الترتيب لمؤتمر عام للمصالحة الوطنية، وتثبيت التهدئة الراهنة في قطاع غزة، بينما اجتمع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، والمخوّل مصرياً بمتابعة ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مع عاموس غلعاد رئيس الهيئة السياسية والامنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية .

ووصف مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة محادثات عمر سليمان وعاموس غلعاد بأنها تناولت بحث سبل تثبيت التهدئة الراهنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، التي أكد أحمد أبو الغيط وزيرالخارجية المصري أن بلاده لم تنكر أنها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية، لكنها اعترضت على ما وصفه بانقلابها العسكري على الشرعية الفلسطينية .

كما أعلنت القاهرة إرجاء حضور قادة الفصائل الفلسطينية للاتفاق على سبل تثبيت التهدئة في قطاع غزة، والإعداد لمؤتمر المصالحة الوطنية الفلسطينية، وذلك حتى تستمع القاهرة إلى رؤية المسؤول الإسرائيلي عاموس غلعاد في هذا المضمار، خلال المحادثات التي أجراها غلعاد في القاهرة اليوم .

وسبق أن دعت مصرإلى محادثات إسرائيلية فلسطينية في القاهرة لتثبيت وقف اطلاق النار المعلن من كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .

إسرائيل والمبادرة العربية

ونفت مصر أنباء عن إدخال تعديلات سرية على معاهدة السلام مع إسرائيل، كما نفت أيضاً التوصل إلى اتفاق مكتوب مع إسرائيل حول مكافحة تهريب الأسلحة لقطاع غزة، وهو الاتفاق الذي سبق أن أعلن عنه مسؤول إسرائيلي بقوله quot;إن إسرائيل ومصر توصلتا إلى اتفاق حول الإجراءات الأمنية لمكافحة تهريب الأسلحة على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وداخل شبه جزيرة سيناءquot;، كما أوضح المسؤول الإسرائيلي ذاته أن quot;هذا الاتفاق هو أحد شروط وقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي أعلنته إسرائيلquot; .

وأعلنت فرنسا استعدادها مع كافة دول الاتحاد الأوروبي للمساعدة في ترسيخ وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة، ولتقديم مساهمتها بشتى الأشكال لمحاربة تهريب الأسلحة والتعاون مع الأطراف والسماح بإعادة فتح المعابر من دون الخوض في مزيد من التفاصيل .

على صعيد ذي صلة أعرب محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين عن أمله في أن يكون إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت استعداده لقبول مبادرة السلام العربية صحيحاً وليس في إطار العلاقات العامة .

وفي سياق تعليقه على تصريحات أولمرت لصحيفة quot;معاريفquot; الإسرائيلية، باستعداده لقبول المبادرة كإطار لإجراء مفاوضات تقود إلى تسوية سلمية تستند إلى قراري مجلس الأمن الدولي (242 و 338) قال صبيح quot;إنه كان ممكن أن يقول أولمرت هذا الكلام وهو في سدة الحكم وليس وهو يغادرهاquot; .

ومضى صبيح قائلاً إن الجانب العربي يريد أن يسمع كلاماً قابلا للتحقيق على أرض الواقع، ولفت إلى أن مدى التزام الحكومة الاسرائيلية هو الذي يبقى محل سؤال، وأكد ترحيب الجانب العربي بأي صوت يؤيد المبادرة العربية في إطار الالتزام بالدفع نحو سلام عادل وشامل .

وأشار صبيح إلى أن الجامعة العربية سمعت كلاما كثيرا مماثلا من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، غير أنه يدخل في إطار التضليل ،حيث تم نزع كل مكونات مبادرة السلام العربية في حال قبلتها إسرائيلquot;، على حد تعبيره .