علاوي يؤكد أن المحاصصة مرض خطر يجب استئصاله
المالكي : نخجل من عمليات القتل على الهوية الشيعية أو السنية

أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراقيين يخجلون من عمليات القتل على الهوية الشيعية والسنية التي اعقبت تفجير سامراء قبل ثلاث سنوات لكنه اشار الى ان الجهود تبذل لتكون المدينة منطلقا للوحدة وليس للافتراق كما اراد لها الارهابيون .. بينما اكد رئيس القائمة العراقية الوطنية رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي ان المحاصصة الطائفية مرض خطر استشرى في مفاصل الحكومة ومرافقها العامة ولابد من استئصاله .

وقال المالكي خلال زيارته اليوم لمدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) للاطلاع على حملة انجاز إعمار مرقد الامامين العسكريين الذي دمّرهما انفجار كاد ان يقود العراق الى حرب طائفية حيث تفجر قتال طائفي شيعي سني غير مسبوق .. قال ان سامراء ستكون نقطة انطلاق وليس نقطة افتراق كما اراد لها الارهابيون حين استهدفوا مرقد الامامين .

واضاف quot; كان ذلك اليوم المفجع صدمة كبيرة للواقع السياسي والأمني وضعتنا على طريق ظن البعض ان لاعودة منه فبعد حصول الجريمة النكراء انفجرت الدماء الطاهرة في كل زاوية من زوايا العراق ووقعت الاعتداءات على باقي المراقد والجوامع والحسينيات وأخذت المؤامرة بعدا جديدا يحدث لأول مرة في تاريخ العراق حيث القتل على اساس الهوية ونحن نخجل لما حصل من الحمقى والمدفوعين، الفعل الذي اكملته القاعدة باستهداف العتبات والمراقد في بغداد كمرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني والنعمان والخلاني والحسينيات والجوامعquot; .

واضاف quot; نحمد الله الذي مكننا من اطفاء الفتنة والتحول بالتفكير والتخطيط نحو بناء هذه العتبة المقدسة التي نريدها ان تعود رمزا لوحدة المسلمين . وتابع quot;ثلاثة اعوام مرت على الفاجعة التي توقف فيها الزمن العراقي والاسلامي حين استهدف الحقد الدفين المقدسات والوحدة بين العراقيين سنة وشيعة وارادوا اشعال فتنة طائفية واشعال نار الحرب التي أطفأناها بالحكمة والصبر بعون الله والمخلصين وتعاون المواطنين مع ابناء الجيش والشرطة والاجهزة الامنية وكادت ان تأخذ الكثير لولا تاريخ العراقيين الذين صمموا على العيش تحت خيمة الوطنquot; .

واشاد بملاحقة ابناء مدينة سامراء quot;عصابات القاعدةquot; حيث كانوا عونا للجيش والشرطة وثمّن دور قيادة عمليات سامراء الذين أمّنوا الطرق اليها ليبدأ الاعمار quot;ولتشمخ قبة الامامين مرة اخرىquot; . واوضح ان الظروف صعبة امام الكوادر المساهمة في عملية البناء وقال quot;لكن بهمة المخلصين من ابناء الجيش والشرطة واهالي سامراء والعشائر تمكنا من فتح الطريق الى مدينة سامراء ومطاردة المجرمين والارهابيين والعصاباتquot; .

واضاف quot; لقد فتحت الطرق وعاد الناس متحابين وعاد العراق بلدا يشار اليه بالاحترام لقدرته ورموزه وعلاقاته وعادت الشركات الاجنبية للعمل في العراق وعقدنا العزم على ان تكون هذه السنة والسنوات التي تليها أعواما للبناء والاعمار لتكون سامراء مهيأة لاستقبال الزائرين ونقطة انطلاق بين العراقيين وليس نقطة افتراق كما اراد الارهابيونquot; .

ودعا رئيس الوزراء المواطنين الى التمسك بالمصالحة الوطنية quot;التي هي سفينة النجاة للوحدة الوطنية بين ابناء الشعبquot; .. والى quot;الوعي والحذر من الدعايات التي تريد تفريق الشمل حتى نبني العراق الذي شاء الله ان يجعله متعدد المذاهب والقومياتquot; . واكد قائلا quot;اننا نريد ان يعيش العراقيون تحت خيمة واحدة في ظل السيادة الوطنية لأن مسؤوليتنا حماية الجميع وحماية المعتقدات والحريات وليس إرغام الناس على التخلي عن قومياتهم ومعتقداتهم كما كان يفعل النظام السابقquot; .

كان من يقصد مدينة سامراء يشاهد من على بعد أميال كثيرة قبتها التي تتلألأ أشعة الشمس على صفحتها الذهبية، جنباً إلى جنب مع الارتفاع الشاهق للملوية التي كانت تبدو من بعيد منارة مناسبة بارتفاعها للحجم العملاق للقبة الذهبية.

ولم تكتسب سامراء تميزها الفريد بالقبة التي ترتفع فوق ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وبالمنارة الملوية فحسب بل بكونها المدينة الوحيدة ذات الأغلبية السنية التي تضم مرقداً شيعياً يعد واحداً من أقدس العتبات الدينية الأربع عند الشيعة في العالم.

وبعد التفجير الذي حدث قبل ثلاث سنوات فقد تم تدمير قبة المرقدين الذهبية التي كانت واحدة من أكبر القباب في العالم إن لم تكن أكبرها على الإطلاق مشعلة احترابا أهليا في عموم العراق بعد أن كانت مصدراً للتآخي.

وسامراء البالغ عدد سكانها نحو200 ألف نسمة والتي تبعد مسافة125 كلم إلى الشمال من بغداد ترقد على الضفة الشرقية من نهر دجلة وتمتد على مسافة35 كلم. ويعود تاريخها إلى الحقبة الأشورية حيث بنى الملك سنحريب قلعة في سامراء سنة690 قبل الميلاد.

وشيد مزار في مكان دفن الإمامين العاشر علي الهادي الذي توفي عام 868، وابنه الحسن العسكري الإمام الحادي عشر الذي توفي عام 874، وفوق القبو الذي اختفى فيه الإمام الثاني عشر محمد المهدي عندما كان لا يزال في السادسة من عمره سنة 878 بحسب المذهب الاثني عشري الشيعي. ويعتقد الشيعة أن المهدي سيعود قبل يوم القيامة quot;ليملأ الدنيا قسطاً وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجوراquot;.

وقد انتهى العمل في قبة المقامين عام 1905 وكسيت بحوالى 72 ألف قطعة ذهبية ويبلغ ارتفاعها نحو20 مترا ومحيطها 68 مترا وارتفاع كل من مئذنتي المقامين 36 مترا. أما مسجد الجمعة الذي تم تشييده بين عامي849 و 851 فقد دُمر كليا. وكانت السلطات العراقية قد اقترحت إدراجه عام 2000 ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية التي صنفتها هيئة اليونيسكو. وبالقرب من الجدار الشمالي لهذا المسجد تقع منارة الملوية البالغ ارتفاعها52 مترا وهي رمز ديني وكنز ثقافي أقدم المسلحون على نسف طبقته الأخيرة عام 2005.

يذكر أن القوات الخاصة العراقية استعادت مقام الهادي والعسكري من المسلحين في هجوم شنته القوات الأميركية على سامراء في تشرين الاول (أكتوبر) عام 2004 .

علاوي : المحاصصة مرض خطر يجب التخلص منه

اكد اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية رئيس الوزراء العراقي السابق خلال اجتماعه اليوم مع عدد من شيوخ ووجهاء وأئمة جوامع ان المحاصصة الطائفية مرض خطر استشرى في مفاصل الحكومة ومرافقها العامة .

واشار علاوي الى انه تصدى منذ البداية لمشروع المحاصصة الطائفية السياسية لانها ضد برنامجه ومبادئه ومعتقداته quot;وهذا ما اكد عليه جميع سفراء الدول الاجنبية والغربية الذين زاروه واكدوا له احترامهم وتقديرهم له لثباته على برنامجه الوطني والذي اخذت به الان جميع القوى السياسية التي كانت تعتمد على مبدأ المحاصصة الطائفية واصبحت اليوم تنادي بمشروع القائمة العراقية الوطنيquot; كما قال بيان صحافي الى quot;ايلافquot; .

واضاف ان الخطر الكبير يأتي من ان الطائفية السياسية والاحزاب التي تتبناها تتلاعب بعواطف الناس وهذا ما تستغله بعض الدول والقوى الخارجية التي تريد التلاعب بمقدرات الشعب العراقي لحساب مصالحها الخاصة. واكد الحضور أنهم وكل ائمة وخطباءالجوامع يؤكدون تأييدهم للمشروع الوطني للقائمة العراقية الرافض لكل أوجه التفرقة الطائفية في البلاد وأنهم قلبا وقالبا مع الدكتور علاوي لانه لا يملك نفساَ طائفياَ وانه يريد مصلحة الشعب العراقي.

وقد عقب علاوي على حديثهم قائلاً quot;انتم يا رجال الدين تحملون رسالة إنسانية مهمة وهي الدعوة الى رفع المحاصصة عن الشعب العراقي وان رجل الدين هو مؤمن في قلبه وعليه ان يكون محايداً لانه ملك لكل عراقي مسلم كان ام غير مسلم وعلى عاتقهم يقع دور كبير في إرشاد المجتمع وتوجيهه وان انتصاركم كعراقيين هو انتصار لكل الطوائفquot;.

وكان المالكي اكد امس ان المحاصصة الطائفية والحزبية قد دمرت العراق . واضاف خلال كلمة في رجال عشائر ووجهاء محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) ان اصرار العراقيين على الحفاظ على وحدة بلدهم دفعهم لمحاربة الارهاب الذي اراد تمزيق البلاد والقضاء عليه . وشدد بالقول ان المحاصصة دمرت البلاد مؤكدا رفضه لان يكون للمسؤول حصة في الوطن اقل من حصته الطائفية والحزبية . واشار الى ان المرحلة التي ستعقب الانتخابات العامة التي ستجري اواخر العام الحالي ستدخل البلاد في مرحلة جديدة بعيدة عن تشكيل الحكومة ومجلس النواب وفقا للمحاصصات الطائفية والحزبية . واوضح ان الانتخابات سترسم صورة العراق الجديد الذي سيتجاوز المرحلة الموقتة الحالية .