واشنطن: محادثات المبعوث الأميركي في مصر quot;مثمرةquot;
ميتشل يدعو لتمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في غزة وتثبيته
إيلاف،وكالات: علق الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في القاهرة quot;أهمية كبرىquot; على quot;تمديد وتثبيتquot; وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال ميتشل للصحافيين إثر لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل أن يصل إلى إسرائيلquot;ثمة أهمية كبرى معلقة على تمديد وقف إطلاق النار وتعزيزهquot;. ميتشل الذي وصل الى القاهرة أمس، أولى محطاته في أول جولة له يقوم بها في المنطقة منذ تسلمه منصبه الجديد اجتمع فور وصوله مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، كما التقى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. والتقى ميتشل مساء أمس وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط. وفي هذا الإطار أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود ان ميتشل اجرى محادثات quot;مثمرةquot; في مصر، وقال وود خلال لقاء مع الصحافيين ان quot;اللقاءات كانت مثمرة حسب ما قيل ليquot;.
هذا وقال كبير المفاوضين الفلطسينيين صائب عريقات إن ميتشل سيلتقي عباس الخميس. وأوضح أن quot;اللقاء بين المبعوث الأميركي وعباس سيعقد في رام الله عند الساعة 12.30 (الساعة 10.30 ت.غ.). وكان مسؤول فلسطيني قال في وقت سابق إن اللقاء سيعقد الأربعاء. والسبت، يواصل ميتشل جولته حيث يجري محادثات في عمان مع المسؤولين الأردنيين على أن يتوجه الأحد إلى الرياض. وأضاف المسؤول أن ميتشل سيزور باريس الاثنين ولندن الثلاثاء، قبل العودة إلى واشنطن لإطلاع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على نتائج جولته مشيرا إلى أن برنامج الجولة قد يعدل حسب الظروف. وأوضح أنه قد يزور تركيا كذلك لكن الزيارة لم تتأكد بعد بسبب مشاكل في التوقيت.
وقال أبو الغيط إنه يجري حاليًا الإعداد للمصالحة الفلسطينية حيث سيتم دعوة الفصائل الفلسطينية للحوار، معربًا عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق في هذا الشأن خلال الأسبوع الثالث من الشهر المقبل. وأشار إلى أنه في حالة الوصول إلى هذه الاتفاقات سيتم في الأسبوع الأخير من شهر فبراير فتح ملف إعادة الاعمار في غزة. وأوضح أبو الغيط أنه يأتي بعد ذلك استعادة الأداء العالمي لعملية السلام بالتعاون مع مبعوث السلام الأميركي، وأشار إلى أن الخطوات المختلفة في هذه المرحلة تتم بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي كما أن العمل مع الولايات المتحدة له دوره وتأثيره المهم.
وفي اسرائيل أعلن وزير الدفاع رئيس حزب العمل، ايهود باراك، انه يقود الحزب الوحيد الذي يضع في رأس اهتمامه دفع عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني ـ والاسرائيلي ـ السوري ـ اللبناني ويتعاطى باحترام مع مبادرة السلام العربية لتكون ذات وزن لائق في المفاوضات من أجل عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط. وقال انه في الوقت نفسه يدير معركة لا هوادة فيها لمكافحة الارهاب. وأكد ان هذه السياسة تتلاءم تمامًا مع سياسة الرئيس أوباما.
وأما رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني، فقد تحدثت عن توافق كامل في سياستها مع سياسة الادارة الأميركية ورفضت اتهامات اليمين بأن الأميركيين يريدون الضغط. وقالت: هنالك مصلحة مشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة ولا توجد أي حاجة لممارسة الضغط. وأضافت ان ما يسميه اليمين ضغطًا هو في الواقع فرصة توفرها الادارة الأميركية لاسرائيل حتى تحقق السلام مع جيرانها. وهذا بالضبط ما يخيف اليمين بقيادة نتنياهو الذي يخاف السلام.
ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت فقد اعتبر لقاءه مع المنتظر مع ميتشل فرصة لاعطائه فكرة عن مدى التقدم الحاصل في المفاوضات بينه وبين الرئيس الفلسطيني من جهة ومع سورية من جهة ثانية. وقال أولمرت إن ميتشل قادم لكي يسمع بالأساس ويعرف كيف يتابع مسيرة الوساطة بين اسرائيل والعرب. وأكد ان اي حكومة ستقوم في اسرائيل ستكون مضطرة للبدء في المفاوضات من النقطة التي وصل اليها هو في المفاوضات. وانه سيمد ميتشل بشحنات ايجابية تشجعه على الاندفاع بالمسيرة السلمية بخطوات كبيرة الى الأمام.
أوباما بين ميتشل وهيلاري كلينتون أثناء اجتماع في البيت الأبيض بواشنطن يوم الاثنين |
الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس من جانبه، تكلم مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الليلة قبل الماضية وأبلغها انه قرر الامتناع عن السفر الى مؤتمر اقتصادي في أوروبا لكي يلتقي ميتشل. وأكد انه سيحاول أن يشرح كيف يمكن للسياسة الأميركية أن تنجح في الشرق الأوسط، بعد مسلسل الاخفاقات العديدة التي اعترت هذه السياسة في السنوات الأخيرة. وقال بيريس انه ينصح واشنطن بأن لا تبدأ في مفاوضات مع ايران قبل الصيف المقبل. فإيران تخوض حملة انتخابات في الصيف. وهناك صراع بين التيار المتشدد بقيادة محمود أحمدي نجاد وبين التيار الاصلاحي والمفاوضات مع نجاد ستقويه في المعركة وستلحق الضرر في التيار المعتدل.
ميتشل مغادراً قصر الرئاسة بعد اجتماعه مع مبارك |
وكان أوباما قد حدد الهدف من جولة ميتشل الاولى في المنطقة موضحًا انه quot;سيستمعquot; الى الاطراف المعنية بالنزاع في الشرق الاوسط من اجل الخروج بافكار حول الطريقة الكفيلة بترسيخ وقف اطلاق النار (بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة) من اجل ضمان امن اسرائيل والعمل على ان يتلقى فلسطينيو غزة ما يحتاجونه من المواد الاساسيةquot;. وياتي وصول ميتشل الى المنطقة فيما يسود منذ 18 كانون الثاني/يناير وقف هش لاطلاق النار بعد هجوم اسرائيلي دام استمر 22 يومًا. وقبل ساعات من بدء جولة ميتشل قتل جندي اسرائيلي وفلسطيني في اول مواجهة في قطاع غزة منذ توقف المعارك قبل عشرة ايام.
استثناء ميتشل لدمشق غير طبيعي أو مفهوم
من جانب أخر اعتبر محلل سياسي سوري في تصريح خاص لإيلاف ان استثناء المبعوث الأميركي لسوريا من جولته إلى المنطقة، ليس طبيعيا أو مفهوما رغم انها الجولة الشاملة الاولى والتي اعدت على ما يبدو بترو وتمعن. وقال المحلل السياسي السوري ادهم الطويل انه استنادا الى كثير من الكلام الذي قيل عن سياسة ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تجاه المنطقة، والتي اعتقد الكثير من المحللين انها ستتعامل بطريقة مختلفة تكتيكيا، مع المحافظة على بعض الاسس التقليدية في ملفات المنطقة، استنادا الى هذا كله ليس طبيعيا او مفهوما ان يستثني المبعوث الأميركي جورج ميتشيل سوريا ،من جولة الى المنطقة، وهي الجولة الشاملة الاولى والتي اعدت على ما يبدو بترو وتمعن. ولا ان يستثني الرئيس اوباما الرئيس السوري بشار الاسد من اتصالاته بقادة المنطقة.
وقال كذلك تأتي تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أكدت ان الاولوية بالنسبة لسياسة واشنطن الحالية هي الملف الفلسطيني الإسرائيلي وليس الملف السوري. واوضح انه باختصار ان ما سبق هو مؤشر واضح وقوي على ان ادراة اوباما لم تحسم امرها بوضوح في ملف الصراع العربي الاسرائيلي كليا، وموقفها غير المبرر في عدم فتح قنوات علنية ومباشرة مع سوريا لاشك سيؤدي الى ردود فعل سلبية تجاه هذه الادارة هي بغنى عنها في بداية عهدها
وقال الطويل لا نقول ان المطلوب من ادارة اوباما البدء بحواء رسمي مع دمشق فربما الامر لازال مبكر لكن المنطقي ان لا يتم تجاهل سوريا من جولة ميتشيل خاصة وانه اعلن ان مهمته استطلاعية وهدفها الاستماع الى الاطراف الفاعلة في المنطقة ، وتعرف ادارة اوباما ان سوريا احد هذه الاطراف، بل هي لاعب اساسي في معظم ملفات المنطقةـ اضافة الى كونها صاحبة احدى ابرز ملفات الصراع مع اسرائيل.
واعتبر ان أبسط قواعد المنطق تقول أن المعرفة الصحيحة لواقع منطقة الشرق الاوسط يقتضي معرفة اللاعبين الاساسيين فيها، وتجاهل سورية ودورها يدل على اما على تجاهل متعمد لهذا الدور وهو موقف مسبق سيؤدي الى خلافات جديدة ، واما يدل على جهل من ادارة اوباما وهو جهل لانتوقع وجوده لدى هذه الادارة. وكان ميتشيل استهل جولته الشرق اوسطية الاولى بالقاهرة واجرى محادثات مثمرة حسب مصادر أميركية، حيث التقى ممثل السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا ووزير الخارجية المصري ورئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان.
التعليقات