واشنطن: أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها بصدد إعادة النظر في سياستها إزاء إيران، وقال روبرت وود المتحدث باسم الوزارة إن واشنطن مهتمة بالحوار مع إيران كما قال الرئيس أوباما، لكنه حث طهران على أداء دور إيجابي في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف: quot;إننا نرغب في تحسن سلوك إيران على الصعيد الدولي، ونحن مهتمون بالحوار مع الشعب الإيراني لأننا نكن الاحترام لإيران وثقافتها وشعبها، ولكن يجب عليها اتخاذ بعض الخطوات إذا أرادت العودة إلى المجتمع الدولي، ومنها ما يتعلق ببرنامجها النووي وأنشطتها التي تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط.

إيران تقول إنها لن توقف نشاطاتها النووية

وكان قال مساعد مقرب من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء إن إيران لن توقف النشاط النووي الحساس كما طلبت منها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتقول الإدارة الأميركية الجديدة إن أوباما سينأى بنفسه عن نهج سلفه من خلال إجراء محادثات مباشرة مع طهران لكنها حذرت إيران أيضا بأن تتوقع مزيدا من الضغط ما لم تستجب لطلب مجلس الأمن الدولي وقف تخصيب اليورانيوم.

وأبلغ المستشار الرئاسي الإيراني علي أكبر جوانفكر وكالة أنباء رويترز أن إيران لا تعتزم وقف أنشطتها النووية التي تشتبه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى في أنها واجهة لإنتاج أسلحة نووية.

وقال خلال مقابلة في مكاتب حكومية في طهران إنه ليست لدى إيران أنشطة غير سلمية لتعلقها، كل أنشطتنا سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ردا على سؤال بشأن قرارات الأمم المتحدة التي تطالب إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم إننا تجاوزنا تلك المرحلة، لقد رفضنا القرارات، تلك القرارات صدرت تحت ضغط أميركي، إن إيران تعمل في إطار القوانين الدولية. وأضاف أن على أوباما أن يعمل بواقعية لتفادي تكرار أخطاء جورج بوش.

وكانت الأمم المتحدة قد فرضت ثلاث جولات من العقوبات على إيران لعدم امتثالها للقرارات الدولية وقد سعت إدارة بوش لجولة رابعة. وهونت إيران مرارا من أثر العقوبات وهو ما كرره جوانفكر بقوله إن العقوبات غير فعالة. ويقول محللون إن العقوبات تزيد تكلفة مزاولة الأعمال على الشركات الإيرانية وتثني المستثمرين الأجانب.

وتقول إدارة أوباما إنها ستستخدم كل عناصر القوة الأميركية لمعالجة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي ولم تستبعد العمل العسكري إذا اقتضت الضرورة. وتقول إيران انها مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم. ولم يحدد أوباما ولا كبار مساعديه بدقة كيف سيكون تعاملهم مع إيران، وقال أوباما في أول حديث تلفزيوني رسمي إن إيران ستجد يد واشنطن ممدودة بالسلام إذا أرخت قبضتها.

ورد جوانفكر قائلا إنه من غير المنطقي الحديث عن إرخاء القبضات بينما إيران محاطة بقوات أميركية في أفغانستان والعراق. وقال أحمدي نجاد يوم الأربعاء إن بلاده سترحب بعرض أوباما لتغيير السياسة الأميركية بشرط أن يشمل ذلك سحب القوات الأميركية في الخارج واعتذارا عن الجرائم التي ارتكبت في الماضي بحق إيران، على حد تعبيره.
وأضاف دائما ما تمد أميركا قبضة مطبقة إلى إيران وإذا أرخت أميركا قبضتها فان إيران ستمد يد التعاون إلى أميركا.

وتقول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن لدى طهران quot;فرصة واضحة quot;لكي تظهر للعالم استعدادها للحوار. وقال موقع البيت الأبيض على الانترنت إن أوباما يؤيد دبلوماسية حازمة ومباشرة مع إيران بدون شروط مسبقة.

وعندما عرض على إيران إجراء محادثات مع الولايات المتحدة والقوى الدولية بشأن خططها النووية بشرط وقف نشاطها الذري قالت إيران إنها لا تقبل شروطا مسبقة. لكن ردا على اقتراح الإدارة لإجراء محادثات مباشرة قال جوانفكر إن لدى إيران شروطا. وقال مكررا المطالبة باعتذار إننا مستعدون لإجراء محادثات ببعض الشروط المسبقة، منها إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان.

ويقول محللون سياسيون إنه في حين تريد أصوات واقعية في إيران علاقات أفضل مع الغرب، إلا أن الأصوات الأكثر تشددا التي تسيطر على مراكز السلطة الرئيسية قد تمنع الانفتاح وسط مخاوف من أن واشنطن لا تزال تريد تقويض النظام الحاكم.

وسيتطلب أي قرار لإجراء حوار موافقة الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي قال في أكتوبر/ تشرين الأول إن كراهية أميركا ضاربة بعمق في إيران وحذر الزعماء العراقيين في يناير/ كانون الثاني من أنه لا يمكن الوثوق بالحكومات الأميركية.