الملف النووي الإيراني وخاصة بعد التطورات الأخيرة إستدعى تحركا مباشرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المرة عبر زيارة يقوم بها أمينها العام محمد البرادعي واعلن انها ستتناول البحث في هذا الملف والخطوات القادمة.

طهران: وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد ظهر اليوم السبت الى طهران لمناقشة الملف النووي الايراني.

وكان في استقبال البرادعي ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية.

وسيجري البرادعي مباحثات مع المسؤولين عن الملف النووي الايراني ولا سيما علي اكبر صالحي، مدير المنظمة الايرانية للطاقة الذرية.

أحمدي نجاد

من جانبه دافع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد السبت على quot;صدقquot; بلاده التي اعلنت بناء موقع تخصيب ثان لليورانيوم منتقدا الرئيس الاميركي باراك اوباما لانه استغل هذه القضية ضد ايران.

وقال احمدي نجاد في خطاب متلفز ان quot;عمل ايران يقوم على الصدق وليس لدينا اي سر في ما يخص نشاطاتنا النووية بما اننا قدمنا المعلومات (حول الموقع الجديد) مسبقاquot; للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لكنه اضاف ان quot;وسائل الاعلام الغربية تعتمد خطا سياسيا بقولها ان لدينا اسرارا. انها تكرر حملة الاكاذيب هذه حتى يستوعبها الناسquot;.

وانتقد احمدي نجاد اوباما مؤكدا انه quot;ارتكب خطا تاريخياquot; باعلانه ان ايران اخفت وجود هذا الموقع.

وقال ان quot;الرئيس الاميركي ارتكب خطا تاريخيا وتبين بوضوح ان تلك المعلومات كانت مغلوطة وان ليس لدينا اي اسرارquot;.

واضاف ان quot;السؤال هو كيف ان الرئيس الاميركي لم يتبلغ ذلك؟quot;.

وتابع ان quot;الرئيس الاميركي بدا يهاجم ويؤكد ان موقعا سريا اكتشف في ايران بينما تبين ان تلك المعلومات كانت مغلوطةquot;.

واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 25 ايلول/سبتمبر ان ايران ابلغتها في 21 من نفس الشهر انها بدات بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم قرب قمquot; (وسط).

واثار هذا الاعلان قلقا وادانة في العواصم الغربية لا سيما الرئيس اوباما الذي دعا ايران الى فتح الموقع الجديد امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر المدير العام للوكالة محمد البرداعي ان تاخر ايران في اعلان موقعها الثاني تقف quot;عكس القانونquot;.

واعلنت ايران بعد ذلك انها ستفسح المجال امام متفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش الموقع وكرر سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين ذلك في تدخلاته في جنيف مع الدول الست الكبرى.

الصحف الإيرانية: إنتصرنا

إلى ذلك اثنت الصحف الايرانية السبت على الوفد الايراني برئاسة سعيد جليلي الذي شارك في محادثات جنيف معتبرة ان الجمهورية الاسلامية انتصرت خلال المحادثات التي جرت مع الدول الست الكبرى حول ملفها النووي.

وعنونت صحيفة ايران الحكومية صفحتها الاولى quot;ايران انتصرت في محادثات جنيفquot;.

وكتبت الصحيفة ان quot;منطق ايران المتين وابداعها ومقاومتها كانت العناصر الاساسية التي قام عليها موقف طهرانquot;.

والتقى مندوبون عن ايران ودول مجموعة 5+1 الخميس في جنيف لمناقشة الملف النووي الايراني.

ووافقت طهران خلال اللقاء على فتح منشأة التخصيب الجديدة التي كشف وجودها مؤخرا امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورات بعض الصحف ان محادثات جنيف جرت quot;في ظلquot; محادثات ثنائية بين ايران والولايات المتحدة.

وعنونت صحيفة جمهوري اسلامي المحافظة quot;محادثات نووية في جنيف من خلال الحوار بين ايران والولايات المتحدةquot;.

وتناولت صحيفتا افتاب يزد واعتماد ايضا الموضوع من الزاوية ذاتها.

وعنونت افتاب يزد quot;العلاقات الايرانية الاميركي تلقي ظلالها على محادثات جنيفquot; فيما عنونت اعتماد quot;تفاوض مباشر بين ايران والولايات المتحدةquot;.

وكتبت صحيفة وطن امروز المحافظة quot;ايران هي المنتصر في مفاوضات جنيفquot; فيما لزمت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة تفاؤلا حذرا بشأن مستقبل الحوار.

ورأت الصحيفة في افتتاحيتها ان ايران كانت quot;نموذجا للمقاومةquot; في مسألة النووي.

وكتبت ان مجموعة الدول الست لم يكن لديها خيار سوى quot;التفاوض مع ايران لان التهديد بالعقوبات لم يعد ينطلي على احد .. والتهديدات العسكرية خدعة سياسية للضغط على ايرانquot;.

وتابعت انه quot;بالرغم من كل الدعاية السلبية والدعاية الاعلامية، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية نجحت بفضل دبلوماسية خلاقة في قيادة المفاوضاتquot;.