إتهم رئيس تحرير صحيفة الصباح العراقية اليومية المملوكة للدولة اليوم، مقرّبين من رئيس الوزراء نوري المالكي بالوقوف وراء قرار إقالته من منصبه، معتبرًا ذلك مؤشّرًا سلبيًّا على طبيعة أداء المؤسسات الحكومية وجزءًا من حال التخبط التي تعيشها الأوضاع العراقية الرسمية، واصفًا عزله بأنه قرار مرتجل مبني على الوشاية. وقال فلاح المشعل إنّ إقالته بنيت على ظنون ليست لها صحة حول قربه من جهة سياسية quot;وهذا ما لم يكن له أي صحة بتاتًاquot;.

لندن: قال فلاح المشعل quot;انا استغرب من قرار إقالتي الذي جاء بعد أكثر من ثلاث سنوات كانت فيها الصحيفة تمر بظروف في غاية الصعوبة، وواجهت هجمات ارهابية شرسة وتهديدات واضحة وصريحة ليquot;. واتهم المشعل مقربين من المالكي رئيس الحكومة بدفع quot;هيئة الأمناء في شبكة الاعلام العراقي المعينة من قبل الحكومةquot; لاتخاذ قرار اقالته بسبب مقالات سابقة له نشرت في الصحيفة. واشار الى ان هذه الهيئة مسيسة حيث تم اختيار اعضائها من قبل الحكومة quot;وبالتالي فهي تنفذ اجنداتها ولا تتمتع بالاستقلاليةquot;، كما نقل عنه بيان صحافي لمرصد الحريات الصحافية في العراق تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه.

وأكد مشعل وجود دوافع سياسية خلف قرار إقالته،معتبرًا تلك الخطوة مؤشرًا سلبيًا على طبيعة أداء المؤسسات الحكومية وجزءًا من حال التخبط التي تعيشها الأوضاع العراقية الرسمية هذه الأيام. وأعرب عن دهشته من عدم وجود أسباب محددة خلف إقالته مضيفًا quot;أنها مفارقة والمؤكد غير أخلاقية quot;لأني كنت أمثل الصباح وشبكة الإعلام العراقي وإذا بالوكالات تنشر خبر عزلي عن المؤسسةquot;. ووصف المشعل إقالته quot;بالقرار المرتجل المبني على الوشاية والظنونquot; لدى أصحاب القرار كما قال في تصريحات اخرى.

وطالب مرصد الحريات الصحافية هيئة الامناء في شبكة الاعلام العراقي بتقديم ايضاحات حول قرارها بإقالة فلاح المشعل رئيس تحرير صحيفة الصباح المملوكة للدولة الاحد الماضي حيث حلّ محله نائبه عدنان شيرخان بصفة موقتة بقرار من الهيئة دون تبيتوضيح دوافع هذا الاجراء. وشدد المرصد على ضرورة تبيان الاسباب الحقيقية لأقالة المشعل وفيما اذا كانت دوافع سياسية وراء الاقالة أو فيما اذا كانت هيئة الامناء قد تعرضت لضغوط في هذا الاتجاه وتم دفعها لاصدار قرارها بابعاد المشعل عن رئاسة تحرير صحيفة الصباح.

وكان مصدر اعلامي قد أشار في وقت سابق الى أن سبب الاقالة جاء بسبب استئثار المشعل بمنصبه واستحواذه شبه التام على مطبعة الشبكة التي تقع بالقرب من بناية الصباح في بغداد ومحاصرته لصحافيي المحافظات ومنعه لطباعة صحفهم التي هي ممولة من الشبكة أصلاً،اضافة إلى مجلة الشبكة العراقية نفسها الامر الذي يجبرها على صرف ملايين الدنانير لطباعتها. ولم يتم اختيار رئيس تحرير لجريدة الصباح حتى الآن.

لكن مصادر اخرى قالت إن هيئة الامناء المكونة من تسعة أعضاء اتخذت قرار اعفاء المشعل من منصبه بسبب quot;عدم حياديته وخرقه لمبدأ الاستقلالية الذي تأسست في ضوئه شبكة الاعلام ومؤسساتهاquot;. وتحدثت عن اجتماع بين اعضاء الهيئة ورئيس الوزراء نوري المالكي جرى خلال الايام الماضية لمناقشة الامر حيث اتخذ قرار الاعفاء بعد ذلك بإجماع الاعضاء.

وقالت إن اعتراضات الامناء على اداء المشعل اضيفت الى تحفظات المالكي بشأن علاقة قوية تجمع بين رئيس التحرير ووزير الداخلية جواد البولاني الذي لا يشعر رئيس الوزراء بإرتياح لمحاولاته بناء حزب سياسي بمفرده، وما يقال عن طموحاته في الحصول على منصب رئيس الوزراء خلفًا للمالكي.

يذكر أن جريدة الصباح تمول من المال العام للدولة العراقية وتابعة لشبكة الاعلام العراقي مع الفضائية العراقية بأقسامها والاذاعات الرسمية ومجلة الشبكة العراقية والصحف الرسمية في المحافظات والاذاعات. وهي تعتبر الجريدة الرسمية في العراق وتحقق أكبر نسبة مبيعات يومية وتداول على رئاسة تحريرها منذ عام 2003 أربعة رؤوساء تحرير اولهم اسماعيل زاير ثم محمد عبد الجبار الشبوط وبعده جمعة الحلفي ثم فلاح المشعل.

وشبكة الاعلام العراقي مؤسسة اعلامية شبه رسمية ممولة من المال العام وتخضع لرقابة مجلس النواب. وعمل المشعل في هيئة تحرير الصحيفة منذ تأسيسها في السابع عشر من أيار (مايو) عام 2003 وشغل بعدها منصب مدير التحرير ونائبًا لرئيس التحرير حتى شغل منصب رئاسة التحرير في العشرين من حزيران (يونيو) عام 2006 وهو العام الذي استهدفت فيه الصحيفة بتفجير شاحنة مفخخة ألحق اضرارًا بالغة في المبنى والمطبعة الملحقة به.