بعد شهور طويلة من المناقشات والمداولات حانت لحظة المشروع الذي أخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ حملاته الإنتخابية. فقد أقر أخيرا إصلاح التأمين الصحي في الولايات المتحدة.

واشنطن: وافقت لجنة المالية في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء بغالبية 14 صوتا مقابل 10 معارضين على مشروع قانون اصلاح التأمين الصحي في الولايات المتحدة، احد المشاريع السياسية الكبرى للرئيس باراك اوباما.

ويعتبر هذا التصويت اساسيا للبيت الابيض والاكثرية الديموقراطية التي تعمل على هذا المشروع منذ اشهر، كما ان حلفاء اوباما في الكونغرس حصلوا على دعم الجمهورية المعتدلة اولمبيا سنو.

ويعتبر هذا الدعم الاول من نوعه لمشروع اوباما من قبل سناتور جمهوري.

وتقرب موافقة لجنة المالية على مشروع القانون الذي تبلغ كلفته 829 مليار دولار على عشر سنوات، اوباما من هدفه الرامي الى التوقيع على القانون هذه السنة لتوسيع التغطية الصحية لتشمل عشرات الملايين من الاميركيين الذين لا يستفيدون في الوقت الحالي من اي تامين صحي.

وقال الرئيس الديموقراطي للجنة ماكس بوكس في بيان بعد التصويت ان quot;المشروع الذي وافقنا عليه اليوم يجعل المرضى والاطباء - وليس شركات التامين - يمسكون بزمام الامورquot;

وكان بوكس قال لدى افتتاح الجلسة quot;ستوفر خطتنا تغطية صحية ل23 مليون اميركي اضافيquot;. مشيرا الى ان 14 مليون مواطن اخرين سيستفيدون من تغطية صحية من خلال نظام quot;مديك-ايدquot; المخصص للفقراء.

ودعا بوكوس اعضاء مجلس الشيوخ الى التصويت بعد اسابيع من المناقشات وتمحيص المئات من التعديلات، مستشهدا باحد مؤسسي الولايات المتحدة بنجامين فرانكلين الذي قال quot;الافضل ان نحسن الفعل على ان نحسن القولquot;.

وسيتم على الاثر دمج مشروع القانون هذا مع ذاك الذي اقرته لجنة الصحة في مجلس الشيوخ في تموز/يوليو قبل ان يطرح للتصويت في جلسة عامة للمجلس.

وفي مجلس النواب، وافقت ثلاث لجان على القوانين المتعلقة باصلاح القطاع الصحي، وينبغي في النهاية التوصل الى حل وسط لتبني قانون اصلاحي قبل نهاية 2009 تحقيقا لرغبة الرئيس باراك اوباما.

ويتميز المشروع الذي اعدته لجنة المالية في مجلس الشيوخ بانه حصل على تقدير مالي في مصلحته بعد ان نشر مكتب الميزانية في الكونغرس دراسة لهذا النص خلصت الى انه يقلل من العجز في الميزانية الاميركية.

وقال مكتب الميزانية في الكونغرس ان خطة الاصلاح التي اعدتها لجنة المالية تتيح تخفيض العجز في الميزانية بما يناهز 81 مليار دولار على مدى عشر سنوات، مقابل كلفة اجمالية من 829 مليار دولار.

ولكن النقاش لم ينته بعد حيث يتواصل بشكل خاص حول فرصة ادخال quot;خيار حكوميquot; ضمن الاصلاح يكون قادرا على منافسة التامينات الخاصة.

ولا تتضمن خطة بوكس نظاما حكوميا، على العكس من نسخة لجنة الصحة وتلك التي اقرها مجلس النواب التي تستند الى quot;خيار حكوميquot;.

وفي المفاوضات التي بدأت داخل الاغلبية الديموقراطية، بدات فكرة وضع نظام حكومي للتامين الصحي تديره الولايات تشق طريقها.

وياتي التصويت في حين اعلنت مجموعة الضغط الممثلة لشركات التامين معارضتها للمشروع مؤكدة في تقرير نشر الاثنين انه سيؤدي الى زيادة سعر التأمينات الصحية.

أفغانستان

على صعيد أوبامي آخر اعلن الرئيس الاميركي انه سينهي خلال quot;الاسابيع المقبلةquot; اعادة النظر في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان، تمهيدا لاتخاذ قرار بارسال عشرات الاف الجنود الاضافيين الى هذا البلد او لا.

ويظهر هذا التصريح الذي ادلى به اوباما لمناسبة اجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، ان اوباما يوشك على اتخاذ احد اهم القرارات في ولايته الرئاسية.

وكان روبرت غيبس المتحدث باسم اوباما قد اعلن حتى الان ان الرئيس لا يزال يحتاج الى اسابيع عدة قبل ان يتخذ قراره.

وقال اوباما في لقاء صحافي مشترك مع ثاباتيرو quot;سننجز العملية الحالية خلال الاسابيع المقبلةquot;.

واكد اوباما ان هذه العملية تتخللها مشاورات معمقة.

ومن المقرر ان يجمع اوباما صباح الاربعاء فريقه للامن القومي للمرة الخامسة بهدف عقد مجلس حرب لثلاث ساعات يناقش الوضع في افغانستان وباكستان المجاورة.

واوضح المتحدث باسمه الثلاثاء ان جلسة مماثلة ستعقد الاسبوع المقبل.

وفي ضوء التدهور الكبير للوضع في افغانستان، يجري اوباما مشاورات مكثفة تتناول الاستراتيجية الجديدة الواجب انتهاجها وما اذا كان ينبغي نشر عشرات الاف الجنود الاضافيين على الارض بناء على طلب قائد القوات الاميركية الجنرال ستانلي ماكريستال.

وفي حين يبدي حلفاء اوباما الديموقراطيون ترددا حيال ارسال التعزيزات، يحضه خصومه الجمهوريون على تلبية طلب الجنرال ماكريستال من دون تأخير.