صديق الفاروق مع مراسل إيلاف خلال اللقاء معهفي حين تشهد الساحة الباكستانية وضعا محتدما بسبب الأوضاع الأمنية من ناحية وبسبب قانون كيري-لوغر من الناحية الأخرى، يبدو أن المشادة بين أكبر حزبين في البرلمان حزب الشعب وحزب الرابطة جناح نواز شريف ستشتد مع مرور الوقت، رغم محاولات الوفاق والتلاحم بين الحكومة والمعارضة؛ لأن المعارضة ترى أن الحكومة، بل بتعبير أدق قصر الرئاسة هو يمثل عرقلة كبيرة في طريق الديموقراطية في باكستان. كما وأنه منبع القرارات السياسية، بدل أن يكون مقر رئاسة الوزراء هو مصدر القرارات.

أكد المتحدث باسم حزب الرابطة جناح نواز شريف صديق الفاروق في لقاء خاص مع إيلاف أن هناك تضارب واضح بين قرارات قصر الرئاسة وقرارات رئيس الوزراء.

وردا على سؤال عن قضية قانون كيري-لوغر المثير، أكد الفاروق أن الحكومة أعلنت نهاية دورة الجمعية الوطنية التي كانت تناقش هذا الموضوع فجأة. كما وأن الحكومة لم تكسب ثقة حزب الرابطة أو أي حزب آخر في هذا الصدد، مشيرا إلى أن البرلمان لا دور له في الحكومة الحالية، بل قصر الرئاسة هو مصدر القرارات وأن هذا أسلوب غير ديموقراطي وغير أخلاقي وغير مسؤول.

ومن المعروف أن الحكومة بقيادة حزب الشعب أعلنت قبل أشهر تشكيل لجنة لتقديم مبادرات للتعديلات الدستورية؛ إلا أنه لم يتم تقديم أي شيء إلى غاية الساعة. ويصرح الفاروق في هذا الصدد بأن اجتماعات تلك اللجنة مستمرة لكنها مضيعة للوقت؛ لأن زرداري غير جاهز للتخلي عن الصلاحيات المطلقة للرئيس في حين يرغب حزب نواز شريف في إلغاء تلك الصلاحيات، مؤكدا أن حزب الرابطة سينتظر قليلا؛ لكني أقول أن الشهور الثلاثة القادمة ذات أهمية خاصة.

وفي حين بدأ بعض الأوساط يطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل قيادة باكستان من الأزمات المتراكمة الراهنة، يرفض حزب نواز شريف هذا الطلب. ويؤكد صديق الفاروق أن السؤال عن تواصل الحكومة الحالية من عدمه في ذمة الحكومة وهي الكفيلة بالرد عليه، مشيرا إلى أن حزب الرابطة يطالب بإعادة الدستور والإيفاء بالوعود، مضيفا أننا لا نرغب في إصابة النظام الحالي بأي ضرر، رغم أنه يمثل ديموقراطية جدعاء. نحن نرغب في تحويله إلى ديموقراطية حقيقية وأن يسود البلاد سيادة الدستور والقانون، مشددا على أن انقطاع خيط الديموقراطية أم لمشاكل باكستان.

كما وأن الفاروق رفض فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية مضيفا أن حزب الرابطة لن يقبل بأي خطوة غير ديموقراطية؛ بيد أنه أشار إلى إمكانية التفكير في الانضمام إلى حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات المبكرة، إذا حدث ذلك.

وبالإشارة إلى لقاءات وزير الداخلية عبد الرحمن ملك والجنرال مشرف ونواز شريف مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أكد الفاروق أن لقاء نواز شريف مع الملك كان ضمن زيارة عائلية ولم تكن سياسية. كما وأن المملكة العربية السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية لباكستان، بل إن أواصر الأخوة والصداقة تربطة بين باكستان والمملكة وأن قلوب الشعب السعودي والباكستاني ولاسيما حزب الرابطة جناح نواز شريف، تنبض معا حول التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.

هذا وردا عن سؤال عن الضغط السعودي على نواز شريف وتأكيد المملكة لمشرف بأن حزب الرابطة لن يحرك المحكمة ضده، ضحك الفاروق وصرح بأنه لم يتم الكشف عن فحوى لقاء مشرف مع الملك رسميا، في حين لا اعتبار للتصريحات الأحادية لمشرف؛ لأنه كذاب وقد ثبت كذبه أكثر من مرة، مؤكدا أنه لا ضغط على حزبه من جانب المملكة في هذا الصدد.