ترددت أصداء فضيحة تجسس إسرائيلية جديدة في الولايات المتحدة، بطلها عالم أميركي كبير في يعمل في البيت الأبيض والبنتاغون ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، قالت إنه عرض التجسس لصالح إسرائيل، وأن الأخيرة لم تكن تعلم بأمره لأنه توجه أصلا لوكيل للمخابرات ظن أنه من الموساد.

أشارت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم إلى تداعيات تقرير غولدستون، والخلافات الدائرة بين وزارة الأمن، وعلى رأسها براك، وبين المستشار الفضائي للحكومة الإسرائيلية بشأن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة فيما جاء في التقرير، إذ يرى المستشار القضائي للحكومة ضرورة تشكيل لجنة تحقيق يترأسها قاضي مستقل بينما يرى براك أن ذلك سيكون صفعة للجيش الإسرائيلي. وتوقفت الصحف استقالة رئيس كتلة حزب العمل في الكنيست دانيل بن سيمون من منصبه، معتبرة أن ذلك يشكل نصرا للمتمردين على براك، وقد يكون إشارة إلى اقتراب الانشقاق في الحزب بغد أن فقد براك أخر المدافعين عنه، والذي شكل عمليا عقبة أمام انشقاق المتمردين، لأسباب دستوريةـ وهي عدم توفر العدد الكافي الذي يجيزه قانون الكنيست للانشقاق عن الحزب الأم. واعتبرت الصحف أن هذه الاستقالة قد تؤثر سلبا على استقرار ائتلاف نتنياهو، أو على الأقل على بقاء حزب العمل في الائتلاف الحكومي الحالي، خصوصا إذا تمكن المتمردون من تجنين الأغلبية المطلوبة للانشقاق عن كتلة الحزب، والانسحاب من الائتلاف الحكومي، مما قد يجبر نتنياهو على سحي وزارة الأمن من براك، خصوصا إذا ظل على رأس كتلة برلمانية مكونة من 5 أعضاء فقط.

معاريف: اقتراب اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة

قالت معاريف إن هناك تشققات في مواقف الحكومة الإسرائيلية بشأن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من خارج الجيش الإسرائيلي فيما جاء في تقرير غولدستون، على الرغم من معارضة وزير الأمن، إيهود براك. واعتبرت الصحيفة أن المستشار الفضائي للحكومة يشكل العامل الرئيسي الذي يدفع اليوم الحكومة الإسرائيلية باتجاه لجنة تحقيق كهذه، وأن وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، رغم معارضته المبدئية، إلا أنه اعترف في أحاديث خاصة بأنه لن يكون أمام الحكومة مفر من تشكيل مثل هذه اللجنة. وأشارت الصحيفة |إلى أن وزير الفضاء الإسرائيلي، بعقوف نئمان، ووزير المخابرات، دان مريديور يؤيدان هما أيضا أن تشكل إسرائيل لجنة لهذا الغرض، وأن الجميع الآن بانتظار قرار نتنياهو.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي قد يعارض في براك تشكيل لجنة كهذه (أشارت يديعوت وهآرتس إلى معارضة براك الشديدة لتشكيل اللجنة، باعتبار ذلك صفعة للجيش الإسرائيلي) إلا أنه لن يقف سدا في وجه تشكيلها، خصوصا إذا حصل على تعهد بأن تحقق اللجنة فقط مع الجيش وقادته، وألا تتطرق إلى المستوى السياسي(أي له شخصيا)، بينما يسعى ليبرمان، المطارد من الشرطة في ملفات فساد إلى استمالة الجهاز الفضائي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن التخوف الأساسي هو من أن تتطور هذه اللجنة ومهامها لتصبح منحدر هاوية قد يطال رجال السياسة، على غرار ما حدث مع لجنة فينوغراد التي شكلها وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، عمير بيرتس للتحقيق في الفشل الإسرائيلي في لبنان، فكان هو أول ضحايا تقريرها.

يسرائيل هيوم: وزير في حزب العمل: براك على وشط الانهيار

قالت يسرائيل هيوم نقلا عن وزير رفيع المستوى في حزب العمل إن استقالة عضو الكنيست دانيل بن سيمون من رئاسة كتلة العمل في الكنيست تشكل انهيارا كاملا لإيهود براك داخل صفوف حزبه. وقالت الصحيفة إن هذه الاستقالة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار كتلة العمل كليا وانشقاقها مع خروج المتمردين على براك من كتلة الحزب وتشكيل كتلة جديدة في الكنيست. واعتبر أحد أعضاء الكنيست من حزب العمل أن استقالة بن سييمون هي بمثابة دحرجة كرة ثلج لا أحد يعرف كم سيكبر حجمها، وقال عضو الكنيست المذكور إن بن سيمون سينتقل قريبا لصفوف معارضي براك، وبعده سيأتي عضو الكنيست السادس، الذي سيمكننا في الحالة هذه من الانشقاق عن كتلة براك وتشكيل كتلة جديدة في الكنيست، .

وقالت الصحيفة إن مصادر في حزب العمل ترى أن استقالة بن سيمون من منصبه تشكل دليلا على تدني مكانة براك وانحسار ثوته داخل الحزب، مما دفع بن سيمون إلى quot;الهروب من السفينة قبل غرقها.

في المقابل أشارت الصحيفة غلى أن استقالة بن سيمون سببت فرحا كبيرا في حزب كديما، حيث اعتبر حزب كديما استقالة بن سيمون دليلا على بدء انهيار الائتلاف الحكومي، وفق تعبير رئيسة كتلة كديما في الكنيست، عضو الكنيست داليا إيتسيك.

يديعوت أحرونوت: الولايات المتحدة: أحبطنا محاولة تجسس إسرائيلية

خصصت يديعوت أحرونوت، صفحة كاملة لقضية القبض على عامل أميركي، عمل في البيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأميركية ووكالة الفضاء ناسا، وتقديم لائحة اتهام ضده في واشنطن بتهمة محاولة التجسس لصالح إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن العالم الأميركي ديفيد نوزط توجه إلى عميل للمباحث الفدرالية الأميركية، وعرض عليه الهمكل والتجسس لصالح إسرائيل، اعتقادا منه أن العميل المذكور هو عميل للموساد الإسرائيلي. وأبرزت الصحيفة حقيقة أن بيان المباحث الأميركية أشار إلى أن إسرائيل لم تكن على علم بمحاولة العالم الأميركي تسليم أسرار أميركية تخض الأمن القومي الأميركي لإسرائيل، ومن بينها مواد غاية في السرية تتعلق بالخطط الذرية الأميركية، ومنظومات الدفاع الأميركية، وأسرار أخرى تتعلق بالأسلحة وبأجهزة الإنذار المبكر الأميركية.

وبعد أن استعرضت الصحيفة التفاصيل التي نشرتها وسائل الإعلام الأميركية بهذا الخصوص أشارت إلى الحالات السابقة التي تم فيها تجنيد علماء وموظفين أميركيين من أصول يهودية للتجسس لصالح إسرائيل وفي مقدمتهم جونثان بولارد، الذي تم اكتشافه ومحاكمته بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والمس بالأمن القومي الأميركي عام 1985، وترفض الولايات المتحدة لغاية اليوم الإفراج عنه.