تثبت المرحلة السابقة برأي الكاتب عدم جدوى تدخل الروس في أوكرانيا. فبرأيه شكلت التدخلات السابقة أضرارا بالغة لروسيا في العلاقة مع أوكرانيا وفي المقابل يتقرب الأوكران من الروس ويبتعدون عن الغرب أكثر في حال عدم التدخل.

انطلق في أوكرانيا سباق جديد، سيحصل الفائز فيه على الجائزة الرئيسية ـ كرسي الرئاسة. ومع ذلك، مهما كان الفائز من العدد الكبير من الطامحين، لن يتغير الوضع في هذا البلد وسياسته مبدئيا. فأن أوكرانيا تواصل العوم نحو أوروبا. ولى زمن quot;الثورة البرتقاليةquot;، وتم تجاوز التناقضات الرئيسية. ويعني تنويع الاتجاهات المتعارف عليه في الفضاء السوفيتي السابق، بالنسبة لكييف التمسك بموقف متساوي البعد عن الشرق الروسي والغرب الأوروبي، ولكن بميل أكثر إلى الأخير. ولا عودة عن ذلك.

لا يجوز في كافة الأحوال اعتبار ما تعرضت له العلاقات الروسية الأوكرانية خلال السنوات الخمس الأخيرة، هزيمة لموسكو. ومجرد حان الوقت لإدراك أن جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية قد طواها التاريخ. وتوجد دولة أخرى نوعيا، ومن الضروري عدم تغيير العلاقات معها، وإنما بناؤها من جديد، مراعاة لاحتمال عدم تطابق مصالح أوكرانيا، وحتى تعارضها مع المصالح الروسية.

ومن المجدي لروسيا في العلاقات مع أوكرانيا، التمسك بموقف متريث وعدم التدخل. فقد أظهرت الانتخابات الأوكرانية السابقة أن تسرع النواب والباحثين السياسيين الروس يعود على روسيا بأضرار أكثر من الفوائد. وأن أي ضغط خارجي قد يدفع السياسيين الأوكرانيين إلى عرض quot;إخلاصهم للمصالح القوميةquot; مقارنة بعلاقاتهم مع روسيا.

ومن المثير أن الأوروبيين الذين ينطلقون من أن كييف لن تتخلى عنهم في كافة الأحوال، وأن انضمام أوكرانيا إلى أوروبا مجرد مسألة وقت، لا ينتظرون تغيرات ملموسة من كييف أيضا.

الكسي مالاشينكو