اعتقلت الشرطة الإيرانية اليوم أشخاصا يعتقد انهم على علاقة بتفجير استهدف الحرس الثوري، وسط اعتقاد أن المشتبه به الرئيسيين يتواجدون في باسكتان.

طهران: قال رئيس شرطة ايران ان طهران قامت ببعض الاعتقالات يوم الاربعاء فيما يتعلق بالتفجير الانتحاري الذي أودى في الأسبوع الحالي بحياة العشرات ولكنها تتوقع ان تقوم باكستان باعتقال وتسليم المشتبه فيهم الرئيسيين.
وقالت باكستان انها ستساعد ايران في تعقب الجناة. وتقول ايران ان الجماعة السنية المتمردة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم يوم الاحد في الجنوب الشرقي المضطرب تعمل انطلاقا من باكستان.

وقال اسماعيل أحمد مقدم رئيس الشرطة وفقا لما أوردته وكالة أنباء فارس quot;الارهابيون يتخذون لهم مقرا من باكستان والحكومة الباكستانية مسؤولة عن هذا الأمر. ونحن نتوقع على الاقل ان تسلم قادة هذه الجماعات الى بلادنا.quot;
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الايرانية عنه قوله quot;بعض العناصر المرتبطة بالارهابيين اعتقلواquot;. ولم تتطرق الوكالة الى التفاصيل.

ويقول الحرس الثوري الايراني الذي فقد بعض كبار قادته في التفجير ان المتشددين يتلقون دعما من اجهزة مخابرات اميركية وبريطانية وباكستانية. وتنفي واشنطن ولندن واسلام اباد ضلوعها.
ونقلت الوكالة عن مجتبى سمارة هاشمي وهو مستشار بارز للرئيس محمود احمدي نجاد قوله quot;بدون دعم أجهزة المخابرات في الدول الاخرى ما كان يمكن للارهابيين ان ينفذوا ذلك الهجوم.quot;

ومما يزيد المخاطر ان التلفزيون الحكومي الايراني نقل عن قائد بارز للحرس الثوري قوله يوم الثلاثاء ان قواته يجب ان تمنح تصريحا لمواجهة جماعة جند الله السنية داخل باكستان. ولم يحدد التقرير ما اذا كان الجنرال محمد باكبور يشير الى تفويض لمثل تلك العمليات من باكستان او من السلطات الايرانية.
ورفض وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي التعليق على التقرير وقال ان وفدا ايرانيا من المقرر ان يصل الى باكستان لاجراء محادثات. وقال سمارة هاشمي ان ايران ستقدم وثائق تظهر ضلوع المخابرات الاجنبية.

وقال قرشي لرويترز يوم الاربعاء quot;سنساعدهم وندعمهم في الكشف عن الاشخاص المسؤولين... سنسوي هذا الامر على أساس حكومة لحكومة.quot;
وأضاف أن الارهاب مشكلة اقليمية تؤثر ايضا على باكستان وعلى الدولتين ان تساعدا بعضهما البعض.

وقال عضو البرلمان الايراني على اقا زاده quot;تأمل ايران ان تتخذ باكستان خطوات...لتسليم المتمردين المسلحين الى ايران. والا فان ايران ستعمل ضد المتمردين والحكومة التي تدعمهم استنادا الى القواعد الدولية.quot;
وأطلقت باكستان هجوما طال انتظاره ضد المتشددين في شمالها الغربي في مطلع الاسبوع بعد سلسلة من تفجيرات القنابل والهجمات الانتحارية التي هزت البلاد في الاسابيع الاخيرة وأسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلا.

ويقول محللون ان جند الله التي قالت ان هجوم يوم الاحد جاء quot;ردا على الجرائم المستمرة للنظام الايراني ضد شعب بلوخستان الاعزل والمقموعquot; تستلهم على نحو متزايد الجماعات السنية المتشددة في باكستان.
وتقول وسائل اعلام ايرانية ان 42 شخصا قتلوا في التفجير الذي يؤكد على انعدام الاستقرار العميق في اقليم سستان وبلوخستان الواقع في الجنوب الشرقي والمتاخم لباكستان وافغانستان.

وذكر مجلس الامن بالامم المتحدة الذي استجاب لطلب من طهران وادان الهجوم يوم الثلاثاء ان عدد القتلى 57. ولم يكن من الواضح في الحال من اين جاء هذا الرقم.

ويقوم الحرس الثوري الذي ينظر اليه على انه موال بشدة للزعيم الأعلى آية الله على خامئني بمهام الامن في المناطق الحدودية. وزادت قوته وموارده خلال السنوات الاخيرة.
والعلاقات بين ايران وباكستان جيدة بوجه عام خلال السنوات الاخيرة ويتعاون البلدان فيما يتعلق بخطط مد خط أنابيب للغاز الطبيعي.

ولكن ايران اتهمت في الماضي باكستان انها تستضيف على أراضيها أعضاء من جماعة جند الله التي تقول انها تقاتل من اجل حقوق السنة في ايران.
ويعيش كثير من السنة في المنطقة الصحراوية الفقيرة التي شهدت زيادة في التفجيرات والاشتباكات بين قوات الامن والبلوش السنة ومهربي المخدرات.