يستعد الجنود الأميركيون لحزم أمتعتهم ومغادرة العراق في عام 2011، وعليهم حصر أكثر من ثلاثة ملايين قطعة من المعدات العسكرية المنتشرة في شتى انحاء العراق.
معسكر عريفجان (الكويت): بدأ الجنود الاميركيون في العراق جمع متعلقات بينها أدوات للرقص ولحوم معلبة فاسدة عمرها ست سنوات وشاحنة جديدة تماما لم تستخدم بينما يستعد الجيش للانسحاب من البلاد.
وبينما ميزت مأساة الغارات الجوية والاشتباكات التي بثتها القنوات التلفزيونية على الهواء الغزو الاميركي للعراق عام 2003 فان حزم الامتعة للعودة الى الوطن هو عملية أكثر رتابة واثارة للضجر بالنسبة لاخر مجموعة من الجنود تغادر البلاد.
ويجب حصر أكثر من ثلاثة ملايين قطعة من المعدات العسكرية المنتشرة في شتى انحاء العراق وتبلغ قيمتها 36.4 مليار دولار قبل انسحاب القوات الاميركية المقرر عام 2011.
وقالت جوين ساندرز السارجنت بسلاح المدفعية في مركز نقل عسكري أميركي بالكويت وهي بسبيل العودة للعراق لاعداد فهرس بالمعدات quot;لا أصدق كمية القطع عديمة الفائدة التي جمعت.
quot;لم ينتبه احد حقا لتلك المسؤولية حتى وقت الانسحاب. الكثير من الجنود يتساءلون (لماذا علي أن أنظف المكان خلف الجميع لمجرد أنني اخر المغادرين؟)quot;
ويستعد الجيش الثالث الاميركي المسؤول عن نقل المعدات والافراد للقيام بنشاط كبير.
وتراجعت وتيرة العنف في العراق بشكل كبير منذ أحداث العنف الطائفي الاسوأ التي سببها الغزو الاميركي وكبر حجم الجيش العراقي وازدادت ثقته كما يحرص قادة البلاد على تأكيد سيادة العراق واستقلاله.
ولكن الكثير يتوقف على نتيجة انتخابات عامة ستجرى في يناير كانون الثاني في تطور مهم لديمقراطية العراق الهشة وكذلك على قدرة العراق على حماية نفسه مع انسحاب القوات الاميركية.
وألقى تفجير انتحاري مزدوج قتل 155 شخصا على الاقل في بغداد يوم الاحد بظلال من الشك على قدرات قوات الامن العراقية. ويحجم قادة الجيش الاميركي عن المخاطرة بالتسرع في نقل معدات الجيش من العراق اذ ربما تظهر الحاجة لها مجددا.
وقال البريجادير جنرال مارك ماكارلي وهو مسؤول لوجستي عسكري كبير بمعسكر عريجان مقر الجيش الثالث في الكويت quot;نحن نستعد لزيادة كبيرة في عمليات سحب المعدات حال نجاح الانتخابات ومرورها بسلام.quot;
لكن بعض العمل تم انجازه رغم حالة عدم اليقين.
تضاعف عدد المركبات العسكرية الاميركية التي تنقل الى خارج العراق في الفترة الاخيرة الى نحو ثلاثة الاف مركبة شهريا وخصصت وحدات لتعقب المعدات الاميركية وتسجيلها قبل أن تعاد الى الولايات المتحدة أو يعاد نشرها أو بيعها أو منحها للعراق مجانا.
وبدأ توسيع القدرة الاستيعابية للجمارك مثل اتاحة صالات واسعة لتفتيش القوات المغادرة وحقائبهم وورش عمل لتنظيف المركبات قبل اعادتها للولايات المتحدة.
وتعهد ماكارلي quot;بأفضل تخطيط وأفضل تنفيذquot; لعملية نقل الافراد والمعدات في تاريخ العسكرية الحديثة وبدا عازما على تجنب الاخطاء التي وقعت في حملة عاصفة الصحراء التي قادتها الولايات المتحدة عام 1991 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
وقال quot;منينا بخسائر كبيرة في المعدات. عثر على بعضها بعد سنوات وفقد بعضها للابد. لن نسمح بتكرار ذلك.quot;
وتمر معظم المعدات الاميركية والافراد الذين يغادرون العراق عبر الكويت البوابة الرئيسية للعمليات الاميركية في الشرق الاوسط ومركز القوات المنتشرة في أفغانستان.
ويستعد المسؤولون في مدينة خيام مترامية الاطراف أقيمت للافراد الاميركيين المارين بالكويت لرحيل أكثر من 100 ألف جندي أميركي من العراق. وقال اللفتنانت كولونيل سيسيل وارين مدير النقل بالمعسكر quot; الامر أشبه برعاية القطط. يمر عدد كبير جدا من الافراد.quot;
ويستقبل المعسكر من 2000 الى 3000 فرد يوميا.
وخصصت نصف مساحة احدى الخيام لاعداد جنود معظمهم متجهم الوجه لنشرهم في مناطق أخرى أما النصف الاخر - الجانب السعيد - فقد خصص للجنود العائدين للوطن.
التعليقات