الامن لا المرشحون سيحسم اذا ما كان الناخبون في أحد أخطر الاقاليم سيذهبون الى صناديق الاقتراع في جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية والتي تجرى الاسبوع القادم.

أرغنداب: غرقت الجولة الاولى التي أجريت في أغسطس في أعمال التزوير ويخيم شبح التزوير أيضا على الجولة الثانية بينما يعلن وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله المرشح للرئاسة أمام الرئيس الحالي حامد كرزاي يوم الاحد اذا ما كان سيشارك في الجولة القادمة أم لا.

واذا أجريت جولة الانتخابات فقد تعهدت طالبان بتعطيلها كما تعهدت بتعطيل الجولة الاولى التي أجريت في أغسطس.

وأرغنداب واد خصب عامر بأشجار الرمان والكروم لا يبعد أكثر من 15 دقيقة عن قندهار العاصمة الروحية لطالبان أفغانستان.

ويأتي الناس للتنزه وللصلاة في ضريح يقع على تلة تطل على الوادي وعلى الجبال المقابلة.

وقال عبد النافع (25 سنة) عن الجولة الاولى quot;كانت عندي بطاقة انتخابية لكنني لم أذهب. الامن كان سيئا. لقد هاجموا المنطقة بالصواريخ.quot;وقال عبد النافع الذي يبيع الطعام والمشروبات لزوار الضريح ان الحال في الجولة الثانية اذا كان كالجولة الاولى فلن يذهب للتصويت.

وازدهرت طالبان أولا في قندهار قبل أن تسيطر على أفغانستان عام 1996. وقندهار اقليم تقطنه أغلبية باشتونية وهي مسقط رأس كرزاي حيث يتمتع بشعبية واسعة.

لكن التمرد المتصاعد أعاق الجهود التي تبذلها كابول بدعم من الولايات المتحدة لحكم أغلب أنحائها. ويقول صفر محمد (35 سنة) انه سيدلي بصوته في الجولة القادمة لكن ليس في أرغنداب. وقال quot;الامن جيد. الحكومة تتحكم في هذه المنطقة لكن طالبان تأتي في المساء وتطلق النار أو تزرع الالغام ثم تهرب مرة أخرى.quot; واضاف quot;أدليت بصوتي وسأدلي بصوتي مرة ثانية. لكنني سأدلي بصوتي في مدينة أفضلها مثلما فعلت في المرة السابقة.quot;

وتولت كندا العمليات العسكرية في قندهار من الولايات المتحدة عام 2005 لكن بحوالي 2500 جندي فقط لتغطية الاقليم بأكمله وواجهت صعوبات في احتواء مقاتلي طالبان الذين أعادوا تنظيم صفوفهم ثم تسللوا مرة أخرى الى المدينة.

وتجمع ما يقرب من 200 من مقاتلي طالبان في أرغنداب في يونيو حزيران 2008 واستولوا على سبع قرى وهددوا المدينة نفسها.

واندلعت معركة كبيرة مع قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية دفعت الى استقدام ما يقرب من ألف جندي أفغاني من الشمال للمساعدة.

وقتل ما يقرب من مئة متمرد وأشادت القوات الافغانية وقوات حلف الاطلسي بالمعركة واعتبرتها نجاحا لكنها كانت المرة الثانية التي ينقض فيها من الجبال في الشمال.

ويوم الثلاثاء الماضي قتل سبعة جنود أميركيين ومترجمهم الافغاني جراء قنبلة بدائية هائلة زرعت في قاع النهر الجاف.

وفي يوم الانتخابات في أغسطس أطلق المتمردون ستة صواريخ على مركز أرغنداب والذي يعمل أيضا كقاعدة مؤقتة للقوات الافغانية والاميركية.

وأدت هذه الهجمات الى ابعاد الكثير من الناخبين عن صناديق الاقتراع.

وهذه المرة بنيت محال صغيرة لخدمة المسافرين قرب سفح التلة على الطريق المؤدي الى المدينة.وقال بائع يبيع الرمان بعصبية انه سيدلي بصوته مرة أخرى اذا لم تقع هجمات. وقال البائع الذي طلب عدم نشر اسمه quot;اذا لم تقع هجمات صاروخية وكان الامن بخير فسوف أدلي بصوتي لكن على الجانب الاخر من النهر هناك قتال كل يومquot;.