قامت السلطات اليمنية بايواء عدد قليل من المواطنين اليهود هم من بين 150 الف شخص تقريبا اضطروا ان يغادروا منازلهم في شمال اليمن هربا من الحرب بين الجيش والمتمردين الحوثيين، وهم يحظون بحماية الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا.

صنعاء: ذكر الحاخام يحيى يوسف المسؤول عن الطائفة اليهودية في بلدة السالم عبارة quot;حفظه اللهquot; كل مرة لفظ فيها اسم الرئيس اليمني. وقال الحاخام quot;انه رئيس كل اليمنيينquot;.

وكانت عائلة الحاخام تحيط به في المنزل الذي منحتهم اياه السلطات في قرية سياحية في صنعاء، شانهم شان باقي ال45 يهوديا الذين فروا من قرية السالم في 2007.

وبينما كان يخزن القات لابسا الثياب اليمنية التقليدية، قال حبوب سالم ابن عم الحاخام quot;نحن حاليا 70 شخصا لان زيجات تمت وولد اشخاص جددquot;.

اما الحاخام يحيى فقال quot;كنا تسع عائلات عندما وصلنا الى هنا ونحن اليوم 14 عائلةquot;.

وفي منزل الحاخام يقيم ايضا والده الحاخام يوسف موسى الذي يجد صعوبة في النطق منذ تعرض لذبحة قلبية، وكذلك والدته نعمة التي كانت تلبس حجابا وعباءة سوداء تغطي ثوبها الملون وتتابع الحديث وتهز براسها.

وتعج الصالة الرئيسية لمنزل الحاخام باصوات اولاده واولاد ابن عمه العائدين من المدرسة، فيما تضع الفتيات منديلا ابيض على رؤوسهن وهو ضمن الزي الذي يرتدينه في المدرسة.

ولولا الجدائل والقلنسوات، لما كان شيء يميز اليمنيين اليهود عن المسلمين من حيث المظهر الخارجي.

وفي بلدة السالم كان المواطنون اليهود يعملون خصوصا في النجارة والحدادة.

وقال الحاخام يحيى quot;كنا نعيش بسلام بين حوالى اربعة الاف مسلم، الا ان الامور تغيرت في نيسان/ابريل 2007 عندما تلقينا رسالة تهديد مكتوبة من المتمردين الذين طلبوا منا المغادرةquot;.

واضاف quot;بعد ثلاثة ايام دخل علينا مسلحون في الليل واجبرونا على مغادرة المنازل ولم ناخذ سوى ثيابنا. ذهبنا الى صعدة التي تبعد ثلاثين كيلومترا ومن ثم قاموا (المتمردون) بتدمير منازلنا وخربوا مكتبتنا التي فيها كتب التوراة وكتب نادرة اخرىquot;.

والشعار الاساسي للمتمردين الحوثيين هو quot;الموت لامريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهودquot;.

وبعد ان استقبلتهم السلطات المحلية، تم اجلاء يهود السالم بعد ذلك بواسطة مروحيات الى صنعاء حسبما قال حبوب سالم الذي نادرا ما كانت تطأ قدماه العاصمة اليمنية قبل ذلك.

ومنذ ذلك الحين تهتم بهم السلطات وقام الرئيس اليمني بزيارتهم في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي لطمأنتهم.

وقال الحاخام يحيى quot;كانت زيارة كبيرة من قبل رجل كبيرquot;.

وردا على سؤال حول التفكير في الهجرة، قال الحاخام quot;نحن بخير هنا في صنعاء ولن نغادر وطنناquot;.

وعندما تم تذكيره بمهاجرة ستين يهوديا مؤخرا الى الولايات المتحدة، قال quot;كل شخص حر في ما يفعلquot;.

وفي هذا السياق، قال الحاخام quot;ان الذين غادروا هم اشخاص من ريدة (60 كلم شمال صنعاء) وهناك ثلاثمئة شخص (يهودي) ما يزالون هناك ويرفضون المغادرة بالرغم من عرض الحكومة بالقدوم الى هناquot;.

وريدة قريبة من حرف سفيان التي تشهد مواجهات دامية بين المتردين والقوات الحكومية منذ 11 اب/اغسطس، تاريخ اندلاع الجولة السادسة من النزاع المستمر في شمال اليمن منذ 2004.

وقتل يهودي من ريدة في كانون الاول/ديسمبر 2008 بايدي ضابط في الجيش حكم عليه بالاعدام في وقت لاحق، كما هاجر عشرة يهود من هذه البلدة الى اسرائيل في شباط/فبراير 2009.

وكان 60 الف يهودي يعيشون في اليمن عند اعلان قيام دولة اسرائيل في 1948 وغادر حوالى 48 الفا منهم الى الدولة العبرية في السنوات الثلاث التي تلت.

واليوم هناك اقل من اربعمئة يهودي في اليمن بحسب الحاخام يحيى.