تونس: أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان بلاده قدر ما تقبل النقد البناء والاختلاف النزيه وترحب بهما فانها تتمسك باستقلالها وسيادتها وحرية قرارها رافضا اي تدخل في شؤونها وعدم السماح لأي كان بالتطاول عليها او تشويه سمعتها زورا وبهتانا.

جاء ذلك خلال خطاب وجهه بن علي الى الشعب التونسي في جلسة خاصة لمجلسي النواب والمستشارين بمناسبة أدائه اليمين الدستورية بعد اعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.

وقال بن علي ان هذا التدخل يتجاوز المساس بسيادة بلاده لينال كذلك من سيادة اتحاد المغرب العربي والاتحاد الافريقي اللذين ننتمي اليهما كاشفا عن احالة هذا الموضوع على رئاسة كليهما لاتخاذ الموقف الملائم والتصدي لهذه الخروقات التي تتنافى مع مبدا احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

وكانت الخارجية الفرنسية قد ابدت quot;قلقها من التضييقات المسلطة على اعلاميين معارضينquot; تصاعدت معها أزمة ديبلوماسية اندلعت بين تونس وباريس في أعقاب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في ال25 من الشهر الماضي.

وطلب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من السلطات التونسية الافراج عن صحافي معتقل في قضية اخلاقية معتبرا ان اعتقالات الصحافيين غير مفيدة quot;بعدما ضمن الرئيس بن علي معاودة انتخابه لولاية خامسة وطالما انه يقود البلد بمهارةquot;.

وأتت تصريحات كوشنير في أعقاب استدعاء السفير التونسي في باريس رؤوف النجار الى وزارة الخارجية لابلاغه quot;قلق فرنسا من تضييقات على اعلاميين معارضينquot;.

وفي المقابل ردت تونس بقوة على تلك التصريحات اذ اعتبرت الخارجية التونسية ان تونس لا تتلقى دروسا من أحد.

وأكد الرئيس التونسي في خطابه quot;ان قلوبنا مفتوحة وايادينا ممدودة لكل التونسيين والتونسيات دون اقصاء او استثناء لأحدquot;.

واعتبر ان الاختلاف في الرأي أمر بديهي بل ضروري لاثراء الحياة العامة وتعزيز الوفاق حول الثوابت والمبادىء التي ارتضاها شعبه لنفسه مشيرا الى ان التعددية أصبحت واقعا سياسيا ملموسا في تركيبة مجلس النواب الذي تبلغ نسبة حضور الاحزاب الوطنية في رحابه اليوم ولأول مرة 25 بالمئة.

واكد بن علي الحرص على ان يكون التنوع في الاجتهادات والمقاربات عنصر افادة واضافة للمناخ الديمقراطي في بلاده مستدركا بالقول ان الوطنية لا يمكن ان تخضع للابتزاز او المزايدات والحسابات الشخصية لأنها صدق واخلاص وبذل وعطاء وشرف وانتماء.

واوضح ان المواطن الأصيل هو الذي لا يقبل بأن تلحق ببلاده اية اساءة من اي طرف كان وهو الذي لا يسمح لنفسه خاصة بأن يكون طرفا في هذه الاساءة باى وجه من الوجوه ولأي سبب من الأسباب.

ولفت الى ان الوطني الحقيقي هو الذي لا ينتقل بالخلاف مع بلاده الى الخارج للتشويه والاستقواء بالاجنبي مؤكدا ان هذا السلوك مرفوض اخلاقيا وسياسيا وقانونيا.

وعن برنامجه السياسي للسنوات الخمس المقبلة أفاد بأن هذا البرنامج قائم على نظرة استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار تطلعات كل الفئات والجهات في مختلف المجالات.

واعلن في هذا الصدد عن رفع مقدار منحة الدولة للاحزاب الممثلة في مجلس النواب نظرا الى المكانة التي تحظى بها الاحزاب السياسية الوطنية في المنظومة الديمقراطية التعددية.

واكد مواصلة الحرص على ترسيخ حرية الرأي والتعبير من خلال تطوير قطاع الإعلام بمختلف أنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئية والارتقاء بادائه شكلا ومضمونا.

وتطرق الى العمل على توسيع مساحات الحوار ومجالات النظر في الملفات في كل ما يتعلق بالشأن العام مع تيسير وصول الصحافيين الى مصادر الخبر ودعم المهن الصحافية وتحسين أوضاع الصحافيين.

واكد مجددا ان تونس ليس فيها محظورات فيما يتناوله الاعلام من قضايا وما يدرسه من ملفات الا ما يتنافى مع ضوابط القانون واخلاقيات المهنة.
واوضح ان المادة الاعلامية تبقى دائما من مسؤولية الاعلاميين انفسهم في التعبير عن واقع مجتمعه وعن مشاغله بصدق وجرأة معربا عن الامل بان تكون هذه المادة مرآة تعكس بامانة التعددية الفكرية والسياسية التي تعيشها بلاده.

وعلى المستوى الاقتصادي اكد بن علي العزم على التحرير الكامل للدينار قبل نهاية 2014 موضحا ان هناك quot;تقدما مشجعاquot; في مجال متطلبات التحرير المالي الخارجي باعتماد سياسة نقدية ناجعة واضفاء مرونة اكثر على سياسة سعر الصرف وتعزيز الاسس المالية للقطاع المصرفي ولرصيد بلاده من العملة.