حث السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم العراق على الوفاء بالتزاماته تجاه الكويت وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن الحدود بينهما للخروج من تحت احكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

بغداد: قال بان في تقرير الى مجلس الأمن انه يدعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتطبيع مكانة العراق على الساحة الدولية كما يدعم سبل مساعدته لبناء قدراته وتخفيض أعباء الديون عليه في اطار العهد الدولي والدعم الذي تقدمه الامم المتحدة لتعزيز الحوار الاقليمي. واضاف quot;مع ذلك أود أن اشجع العراق على الوفاء بالتزاماته بموجب الفقرة 14 من القرار 1284 (حول عودة المفقودين الكويتيين والممتلكات) والى التأكيد مجددا على الحدود البرية والبحرية مع الكويت وفقا لقراري مجلس الأمن 833 و 773 وهذه الخطوات يمكن أن تمكن من قطع شوط طويل نحو بناء الثقة وزيادة تحسين العلاقات الثنائية مع الكويت والمنطقة على نطاق واسع كما يمكن أن تساعد في خلق قوة دافعة ايجابية تجاه العراق والتطبيعquot;.

واكد بان ان بعثة المساعدة التابعة للامم المتحدة في العراق (يونامي) وفي ضوء ولايتها لتعزيز التعاون الاقليمي ملتزمة بدعم هذه الجهود. ويعد تقرير بان أول تقرير يقدمه الى المجلس عملا بالقرار 1883 الذي قرر في اغسطس الماضي على تمديد ولاية البعثة لمدة 12 شهرا حتى أغسطس 2010 كما طلب منه وقتذاك تقديم تقرير فصلي الى مجلس الامن عن اداء يونامي في الوفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها. واعتبر بان ان تطبيع العراق لعلاقاته مع جيرانه quot;مهم بالنسبة للاستقرار الاقليميquot; وللتعاون بشأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك التجارة والطاقة وأمن الحدود واللاجئين وانه سيكون quot;حيوياquot; لتحقيق هذه الغاية.

ورأى السكرتير العام للأمم المتحدة في تقريره ان quot;التعاون الاقليمي هو عملية ذات اتجاهين لأن كلا من العراق وجيرانه في حاجة الى اشراك بعضهم البعض وابداء الاستعداد لاستماع كل طرف الى مخاوف الآخرquot; داعيا جميع الدول الأعضاء ولا سيما جيران العراق الى احترام سيادة العراق والالتزام بمبدأ عدم التدخل الذي هو مبدأ أساسي من مبادئ ميثاق الامم المتحدة. وقال بان انه على مدى السنوات العديدة الماضية ثمة quot;تقدم ملحوظquot; قد تحقق في العراق وهو يعود في جزء كبير منه الى التزام الحكومة والشعب العراقي وعزمهما خصوصا وان quot;البلاد تدخل الآن فترة حاسمة حيث يتمثل التحدي الآن في ترسيخ المكاسب التي تحققت بصعوبةquot;.

وأشار الى أنه منذ التوقيع على اتفاق أمني ثنائي بين العراق والولايات المتحدة اضطلعت قوات الأمن العراقية بمزيد من المسؤوليات وحققت تقدما في الحد من أنشطة المسلحين وفي حماية الشعب العراقي والمؤسسات من هجمات محتملة. واضاف انه ومع ذلك فان الخسارة المأساوية في ارواح العراقيين الابرياء في 19 اغسطس و25 اكتوبر هو تذكير بالتهديد الذي يمثله أولئك الذين يسعون الى تقويض استمرار الديمقراطية في البلاد معربا عن ارتياحه لمواجهة هذه الهجمات المؤسفة وغيرها وجازما بأن الشعب العراقي quot;لم يتأثرquot; بها.

ورحب بان كي مون بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في 8 نوفمبر في البرلمان والتعديلات التي أدخلت على قانون الانتخابات في العراق. ومع صدور قانون الانتخابات قال بان quot;أنا الآن أناشد جميع الكتل السياسية وقادتها للبرهنة عن حقيقة موقفها الداعم للمؤسسات خلال الحملة الانتخابية والمشاركة في روح من الوحدة الوطنية وأود أيضا أن اشجع جميع العراقيين على ممارسة حقهم في التصويت في الانتخابات المقبلة التي سوف تساهم في صياغة مستقبل بلادهمquot;.

واعتبر ان السلوك السلمي لانتخابات مجالس المحافظات وحكومة اقليم كردستان خلال الانتخابات السابقة في العام 2009 هو quot;انجاز رائعquot; قائلا quot;انني أؤمن ايمانا راسخا بأن الانتخابات المقبلة الوطنية المزمع اجراؤها في يناير 2010 تمثل فرصة تاريخية بالنسبة للعراق وخطوة حاسمة الى الأمام لتحقيق المصالحة الوطنية وسوف تسهم أيضا في تحقيق تقدم سياسي في العراق ويمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو تعزيز سيادة العراق واستقلالهquot;.

وشدد على انه من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والسلام الدائم في البلاد quot;من الضروريquot; أن تسعى الحكومة الاتحادية في بغداد والقيادة العراقية مع اقليم كردستان الى حل خلافاتهما عن طريق الحوار الهادف. وحذر من ان استمرار الخلافات ولا سيما فيما يتعلق بالحدود الداخلية المتنازع عليها وتقاسم الموارد الطبيعية quot;سوف تعيق التقدم السياسي على المستوى الوطني وليس فقط هذا بل انها قد تصبح مصدرا للتوتر بين القوات العراقية والكردية