أحمدي نجاد: من مصلحة الغرب إيجاد تسوية مع إيران

احمدي نجاد: لا تفاوض في حقوق ايران النووية

يثير خطاب رئيس الوزراء التركي قلق بعض الاوروبيين خصوصا بعد زيارته الاخيرة لإيران واعلانه عن ان العقوبات المفروضة على ايران quot; متغطرسةquot; وان على الدول التي تعارض برنامجها النووي ان تتخلى بدورها عن اسلحتها النووية.

بروكسل: تثير العلاقات المتنامية بين تركيا وايران مخاوف بعض دول الاتحاد الاوروبي ويمكن أن يستخدمها المعارضون لانضمام أنقرة للاتحاد ذريعة.

وبالرغم من أن الانضمام للاتحاد يمثل أولوية بالنسبة لانقرة حرص حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الاسلامية على زيادة نفوذ تركيا في الشرق الاوسط. وخلال الاسابيع القليلة الماضية زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طهران واستضافت تركيا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي.

وتقول بعض الدول الاوروبية ان تحسين أنقرة لعلاقاتها مع طهران يمكن أن يدعم سياسة الاتحاد في الشرق الاوسط ويعزز جهود القوى العالمية الرامية لمنع ايران من تصنيع قنبلة نووية.

بينما يخشى اخرون من أن تدير أنقرة ظهرها لاوروبا وان تعوق سياستها المحادثات حول البرنامج النووي لايران بتقليل العزلة المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

وكتبت كاتينكا باريتش من مركز أبحاث الاصلاح الاوروبي في لندن quot;يزداد قلق صناع القرار في الغرب من أن تنامي علاقات تركيا مع ايران -- من خلال تقليل شعورها بالعزلة-- قد يحبط الجهود الدبلوماسية الرامية لمنع طهران من تصنيع قنبلة نووية.quot;

كما أشارت الى أن بعض البلدان الاوروبية قد تحاول المبالغة في أي خلافات في السياسات التركية والاوروبية لتعزيز حجتها ضد انضمام تركيا للاتحاد الذي يتشكل من 27 دولة.

وقالت عبر الهاتف quot;المسألة قد تصب في ايدي من يقولون ان تركيا ليست دولة أوروبية. وبغض النظر عما تفعله أنقرة فسوف يفسر ذلك دوما بطريقة من قبل من لا يريدون تركيا في الاتحاد الاوروبي وبطريقة أخرى من جانب من يريدونها.quot;

ومن شأن أي تحول في اهتمام تركيا بعيدا عن الاتحاد الاوروبي أن يضر بالعلاقات مع واحد من أكبر شركاء أنقرة التجاريين وسيكون مبعثا لقلق المستثمرين الذين يعتبرون مساعي الانضمام للاتحاد ركيزة للاصلاحات المالية والسياسية.

كما أن هذا سيثير قلق الاتحاد اذ انه بالرغم من معارضة بعض الاعضاء لانضمام تركيا الا انها تعد ممرا مهما محتملا لنقل الطاقة يقدم بديلا عن روسيا كمصدر للامدادات.

ويرى وزراء فرنسيون وبريطانيون ان علاقات تركيا مع الشرق الاوسط والبلدان الاسلامية يمكن أن تعود بالنفع على الغرب. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان أنقرة يمكن أن تضطلع بدور ايجابي في تخفيف المواجهة مع طهران.

بيد أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبرت في أحاديث خاصة عن مخاوفها حيال دفء العلاقات بين أنقرة وطهران.

ويقول مسؤولون في المانيا التي تقود مع فرنسا المعارضة لانضمام تركيا الى الاتحاد ان ميركل منزعجة من اشارة اردوغان الى الرئيس الايراني على انه quot;صديقquot; لتركيا خلال مقابلة مع صحيفة الجارديان.

كما يقول دبلوماسيون ان صناع القرار الاوروبيين عبروا عن مخاوفهم في أحاديث خاصة بشأن العلاقات الاخذة في النمو بين أنقرة وطهران. كما أشاروا الى تدهور صلات أنقرة العضو في حلف شمال الاطلسي مع اسرائيل بسبب هجومها على قطاع غزة في يناير كانون الثاني.

وحذر هيو بوب من المجموعة الدولية لادارة الازمات من quot; التضحية بعلاقات الاتحاد مع أنقرة من أجل اعتبارات سياسية محلية قصيرة المدى عادةquot; لحكومات تواجه رفضا من الرأي العام للسماح لدولة كبيرة وفقيرة تسكنها غالبية مسلمة بدخول الاتحاد.

وتقول أنقرة انه ليس هناك تعارض بين وجود علاقات طيبة مع ايران والسعي لدخول الاتحاد. وفي اتساق مع سياسات الاتحاد تعارض تركيا امتلاك ايران لاسلحة نووية وعرضت التوسط بين القوى العالمية وطهران.

وبالرغم من أن محادثات انضمام أنقرة متوقفة تقريبا بسبب التقدم البطيء في تنفيذ اصلاحات ونزاع على الارض مع قبرص لم يذكر التقرير الاوروبي السنوي حول المحادثات الذي صدر الشهر الماضي أي مشكلات بسبب ايران.

وقال التقرير quot;تساند تركيا موقف الاتحاد الاوروبي من البرنامج النووي الايراني.quot;

وفي أيلول/سبتمبر قالت مجموعة من رجال الدولة الاوروبيين المخضرمين ان الاتحاد قد يستفيد كثيرا من صلات تركيا وايران لان أنقرة يمكنها quot;التواصل مع القيادة الايرانية على مستوى وبمعدل أسرع من أي دولة في الاتحاد الاوروبي.quot;

ويقول محللون ان أفضل سبيل امام الزعماء الاتراك لتهدئة بواعث القلق في أوروبا هو التخفيف من لهجتهم والتأكيد بصورة أوضح على انهم يستخدمون اتصالاتهم مع ايران للضغط عليها بشأن المسألة النووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي يهدف فقط الى انتاج الطاقة للاستهلاك المحلي.

وقال ايان ليسار من صندوق مارشال الالماني quot;ليس هناك مجال سياسي واحد انشقت فيه تركيا عن الغرب. اراها أكثر مسألة شكليات ولهجة. فاردوغان لم يوصل لطهران الرسالة التي كانت متوقعة من دولة مثل تركياquot;.