بدأت احتمالات تنفيذ الخطة المقترحة منذ سنوات باعادة توزيع القوات الاميركية فى اوروبا ونقلها من القواعد فى المانيا الى دول اخرى في شرق اوروبا مثل بلغاريا ورومانيا وبولندا

صوفيا:
يرى العديد من المراقبين والمحللين العسكريين ان البيانات الواردة فى تقرير وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الصادر في الاسبوع الماضى تشير الى تقوية الاحتمالات الرامية الى تنفيذ الخطة المقترحة منذ سنوات باعادة انتشار وتوزيع القوات الاميركية المتمركزة فى اوروبا ونقلها من القواعد القائمة فى المانيا الى دول اخرى في شرق اوروبا مثل بلغاريا ورومانيا وبولندا.

واشارت البيانات الى ان البنتاغون صرف خلال العامين الماضين قرابة 100 مليون دولار لانشاء قواعد عسكرية فى كل من بلغاريا ورومانيا وان هناك احتمالات لرصد مبالغ اخرى اضافية لهذا الغرض خلال العام المقبل لاكمال البنية التحتية لهذه القواعد وتوفير الضرورات الخدمية والترفيهية لها. وقال رئيس مركز الدراسات العسكرية الاستراتيجية لمنطقة جنوب شرق اوروبا الاكاديمي ايفان تودوروف لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تقرير البتناغون تزامن مع تراجع الولايات المتحدة وادارة الرئيس باراك اوباما عن تنفيذ خططها وبرامجها الخاصة بنشر شبكة الصواريخ الاميريكة الدفاعية في كل من بولندا والتشيك والتى كانت تمثل العقبة الرئيسية فى عدم تفعيل العلاقات الروسية الاميركية فى الاونة الاخيرة الامر الذى يعطي الاحتمالات بان واشنطن قد عادت الى خططها السابقة الاقل تاثيرا على علاقاتها بموسكو باعادة نشر قواتها المتواجدة فى اوروبا الي دول فى شرق اوروبا وبالتحديد فى بلغاريا ورومانيا. واضاف ان اكثر من الفي عنصر عسكري من القوات الاميركية يشاركون منذ شهر يونيو الماضي فى المناورات والتدريبات المشتركة على الاراضي البلغارية والرومانية والتى ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري وان تلك التدريبات تاتي فى اطار الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع بلغاريا ورومانيا والمتعلقة بالتعاون العسكري وتخصيص قواعد للقوات الاميركية على المساحات الجغرافية للبلدين.

واشار الى ان تواجد القوات الاميركية في بلغاريا ورومانيا لم يتعرض لاية انتقادات روسية وذلك ما اعلنه قائد قوات العمليات المشتركة الاميركية (شرق) العقيد غارى راس من انه لا توجد اية اعتراضات من اي جهة لما تفعله الولايات المتحدة فى كل من رومانيا وبلغاريا.

من جانبه اكد رئيس معهد الدراسات العسكرية الاستراتيجية البلغارية الجنرال استويان تانيف ل (كونا) ان جزء من مسؤوليات الولايات المتحدة تجاه دول شرق اوروبا ياخذ شكل القواعد العسكرية فى رومانيا بقيمة 50 مليون دولار والتى يمكن ان تقبل وتستوعب 1600 من عناصر القوات العسكرية الاميركية اضافة الى مشروع اخر بقيمة 60 مليون دولار في بلغاريا يتسع لاستيعاب 2500 من القوات الاميركية.

واوضح انه على الرغم من ان القواعد مدعومة ويتم تمويلها من الولايات المتحدة الا انها مملوكة للحكومة البلغارية والرومانية وسيتم اقتسامها مع القوات الاميركية وقوات الدولة المضيفة. وقال ان جهود الولايات المتحدة فى رومانيا وبلغاريا تعد جزءا من الاستراتيجية العالمية الشاملة لاعادة نشر القوات الاميركية التي بدات فى اول عام من ادارة الرئيس السابق جورج بوش وتهدف الى نقل القوات الاميركية من المانيا الى الاتجاه الشرقي حيث ان نشر العناصر العسكرية فى تلك البلدان لن يكون فقط اقل تكلفة وانما سيكون اكثر قربا من منطقة الشرق الاوسط المتوترة.

بينما راى نائب رئيس نادى حلف شمال الاطلسى في بلغاريا الاكاديمي العسكري ايفان باخار انه في الوقت الذى يعطى وقف والغاء خطط نشر الصواريخ الاميركية انطباعا بان الولايات المتحدة لن تحافظ على مسؤولياتها في هذه المنطقة فان ادارة الرئيس اوباما ستحرص على تغيير خططها بمنطق هادىء.

وقال ان القيادات التشيكية الرسمية اعلنت انها تتفهم الاسباب وراء التخلي الاميركي عن فكرة الصواريخ الدفاعية في حين ان ردود الفعل في بولندا كانت متباينة قائلا ان رئيس وزراء بولندا دونالد توسك اعرب عن الامل في تلعب بلاده دورا فى اعادة صياغة وعمل خطط الدفاع الاميركية.