غير معلوم تماما إذا كانت السياسة الأميركية تجاه نوويإيران مناورة أم تهدئة أم غض طرف أم اعتراف بحق طهران رغم كل الأحاديث أم سوى ذلك لكن خبراء أميركيين يعتبرون أنالسياسة الأميركية المعتمدة قد تكون مجدية.

واشنطن، طهران:قال خبراء ان اختيار ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما انتظار رد واضح من ايران على عرض القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي يمكن ان يكون مجديا.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء مجددا انها ما زالت تأمل في قبول ايران لعرض الامم المتحدة تخصيب اليورانيوم في الخارج، وهو اقتراح قبلته طهران مبدئيا قبل شهر.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت نقل اليورانيوم الايراني القليل التخصيب الى روسيا ومنها الى فرنسا ليتم تحويله الى وقود لمفاعل الابحاث في طهران.

والنتيجة العملية لذلك هي ان هذا اليورانيوم لن يكون صالحا للاستخدام العسكري، وهو الامر الاساسي الذي يثير مخاوف القوى الكبرى التي تتفاوض مع ايران، اي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا.

وقالت ايران قبل ايام انها ترفض العرض، قبل ان تبدو وكأنها قد قبلته بشروط. وتأتي المعارضة لهذا العرض من مسؤولين ايرانيين كبار يخشون ان لا تحترم القوى الكبرى موجباتها في العقد وان لا تعيد الى ايران اليورانيوم المخصب.

وقالت المحللة ديبتي شوبي لوكالة فرانس برس quot;نظرا لحالة الالتباس في النظام، تبدو القوى الكبرة محقة في انتظار رد رسمي بدلا من الرد على مقالات صحافيةquot;.

وتبدو روسيا والصين حتى الآن اكثر تحفظا من الولايات المتحدة والاوروبيين على فرض عقوبات جديدة على ايران.

واضافت شوبي، الخبيرة في منع الانتشار النووي في معهد كارنيغي، ان الوضع يمكن ان يتغير، مؤكدة ان quot;القوى الكبرى متحدة في رغبتها في رؤية طهران تقبل العرض الاصلي الذي يشكل فرصة جيدة جدا لايرانquot;.

وتابعت ان quot;روسيا والصين يمكن ان تحاولا اقناع ايران بقبول الاتفاق لتجنب مشاكل فرض عقوباتquot;.

واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي ان الولايات المتحدة تنتظر الآن quot;الحدث المهم المقبلquot; الذي سيمثله اجتماع مدراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس لمناقشة تقييم مدير الوكالة محمد البرادعي للبرنامج النووي الايراني.

وقالت شوبي ان المجتمعين قد يرون ان ايران فشلت في تنفيذ التزاماتها الدولية. ومن الممكن ان تدعم موسكو وبكين هذه المذكرة، خلافا لما حدث في 2005. ويمكن بالتالي نقل القضية الى مجلس الامن الدولي من جديد.

واضاف شوبي انه quot;على ايران ان تدرك ان الوضع مختلف الآن عن السنوات الماضية وان الروس بالتأكيد، وربما الصينيين، قد عيل صبرهمquot;.

من جهته، رأى الخبير باتريك كلوسن ان الاعلان الايراني الذي يطالب بتبادل متزامن لليورانيوم بالوقود النووي وداخل الاراضي الايرانية لضمان تنفيذ الغربيين لوعودهم يشكل quot;خطوة كبيرة الى الوراءquot;.

واضاف ان التشكيك حتى في روسيا quot;يجعل الطريق لفرض عقوبات جديدة اسهل بكثيرquot;.

واكد الباحث ورئيس المجلس الوطني الاميركي الايراني تريتا بارسي ان واشنطن تبدو مصممة على ان تأخذ كل الوقت لاعطاء فرصة ليتضح الوضع.

وكانت واشنطن امهلت ايران حتى كانون الاول/ديسمبر للرد على اقتراح الوكالة الدولية.

وقال بارسي ان الحكومة الاميركية يمكن ان تقرر في اللحظة الاخيرة في كانون الثاني/يناير الدفع باتجاه عقوبات معززة quot;على الرغم من تردد الادارة في اختيار طريق العقوباتquot;.

لاريجاني

من جانبه اكد رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الاربعاء ان الولايات المتحدة تحاول quot;خداعquot; ايران عبر مشروع اتفاق تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج مقابل حصول الجمهورية الاسلامية على الوقود النووي اللازم لمفاعل الابحاث في طهران.

وقال لاريجاني بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (إرنا) انه quot;اذا تفحصنا دور الولايات المتحدة في الملف النووي الايراني يتبين لنا ان هناك حيلة في هذا الاقتراح. لقد ظنوا ان بامكانهم خداع ايران سياسياquot;.

واكد لاريجاني انه يجب على ايران ان تكون حذرة خلال المفاوضات مع واشنطن. وقال quot;علينا ان لا ننخدع بالتكيتيكات والابتسامات الاميركية. الاميركيون يتحدثون احيانا عن السلام ويبتسمون لمسؤولي الجمهورية الاسلامية لكنهم يخبئون خناجرquot;.

واضاف quot;انها لغلطة فادحة ان نظن بانهم سوف يغيرون سلوكهم بمجرد ان الادارة تغيرتquot;.