بروكسل: دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الرباعية الدولية إلى التحرك بغية وضع معايير محددة للسلام وللحل الذي يؤدي إلى قيام دولتين على أساس حدود 1967، وعرضه على الفلسطينيين والإسرائيليين معاً.

وكان أبو الغيط يتحدث اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية ووفد العلاقات مع المشرق في البرلمان الأوروبي في بروكسل، حيث أكد أن من واجب الأطراف الدولية التحرك للخروج من المأزق الحالي الذي توجد فيه عملية السلام، وقال quot;يجب عرض اقتراح في إطار اللجنة الرباعية الدولية على الطرفين الفلسطيني والإسرائيليquot; واصفا كلاهما بأنهما quot;عاجزين حتى الآن عن التفاهمquot;.

وأوضح رئيس الدبلوماسية المصرية أن بلاده تؤيد هذا التوجه، فـquot;لن يكون حلاً مفروضاً، بل هو وضع أسس دولية للحل تضمن من جهة قيام دولة فلسطينية على مساحة جغرافية محددة وليس كانتونات تراقبها إسرائيل ومن جهة أخرى تعطي ضمانات للأخيرة بالعيش ضمن حدود آمنةquot;.

كما شدد وزير الخارجية المصري على موقف بلاده الداعي إلى ضرورة التعامل مع الوضع الحالي quot;بمزيد من الجديةquot;، خاصة لجهة ممارسة quot;الضغطquot; على إسرائيل لوقف الإستيطان في الضفة الغربية، وليس يهوذا والسامرة كما يقول مسؤولوها، منوها إلى أن استمرار الاستيطان من شأنه أن quot;يدمر نهائياً آفاق السلام ،وبدون وقف الإستيطان لا حل في المنطقةquot;.

وإعتبر أبو الغيط أن المنطقة تقف الآن على مفترق طرق وأمامها ثلاث خيارات، أولها عودة الطرفين إلى المفاوضات، وquot;هذا ما يبدو عسيراً حالياًquot;. أما الخيار الثاني ، quot;وهو ما لا يريده أحد بالتأكيدquot; ويكمن حسب وزير الخارجية المصري في quot;لعودة إلى الحرب والعنف و تنامي التطرف، ما سيلقي بظلال ثقيلة ليس على المنطقة فحسب بل على أوروبا أيضاًquot;.

وتطرق أبو الغيط في معرض نقاشه مع النواب الأوروبيين إلى الجهود التي تبذلها بلاده من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، وقال quot;نعمل على بذل جهد إضافي من أجل دفع حركة حماس إلى التوقيع على التفاهم الذي تم التوصل إليه مع السلطة الفلسطينيةquot; مؤخراً.

ودعا وزير الخارجية المصري المؤسسات الأوروبية إلى التحرك بإتجاه quot;التدخل بشكل أكبرquot; بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساعدة الفلسطينين أنفسهم على تحقيق المصالحة.

وعبر أبو الغيط عن أمله أن يلجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اتخاذ قرار بتمديد عمل المؤسسات الفلسطينية إلى ما بعد 24 كانون الثاني/يناير القادم، إلى حين يتم تحديد موعد جديد للانتخابات الفلسطينية وبزوغ أمل في المصالحة، فـquot;مصر تدعم هذا التوجهquot;. وأشار رئيس الدبلوماسية المصري إلى أن كافة الأطراف تدفع ثمن الإنقسام الفلسطيني.

وشدد رئيس الدبلوماسية المصرية على رفض العرب والفلسطينيين ضمنهم لأي مقولة إسرائيلية تتعلق بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، quot;هذا أمر مقبول نهائياًquot;.

من جانبه ، تحدث النائب هانز غيتر بوتورينغ، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي ورئيس مجموعة العمل البرلمانية من أجل السلام في الشرق الأوسط، فأكد على تقدير البرلمان للدور المصري في عملية السلام.

وأوضح بوتورينغ أن quot;الإتحاد الأوروبي لا يمكن أن يضع أمن إسرائيل على المحك، ولكنه يرى في الوقت عينه بأن إستمرار الأنشطة الإستيطانية الإسرائيلية أمر غير مقبول نهائياًquot;. كما دعا بوتورينغ الأمم المتحدة إلى quot;التدخل مباشرة من أجل وقف الإستيطان الإسرائيلي ودفع الأطراف للتفاوض لمنع إعلان دولة فلسطينية من طرف واحدquot;، في إشارة إلى التوجه الذي أعلنه مؤخرا رئيس السلطة محمود عباس.