شكلت زيارة الرئيس التركي عبدالله غول إلى الأردن تتويجا لمشاريع كبيرة يتم رسمها بين عمان وانقرة في طريق تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات سياسية واقتصادية مختلفة، ويرى مراقبون أن العلاقة التركية الأردنية سياسيا تندرج ضمن العلاقة الطبيعية خلال الفترة الماضية و مستوى العلاقات بين البلدين يقوم على احترام متبادل مدعوما بنهج عدم التدخل في شؤون الاخرين quot;.


عمان:
تشهد العلاقات الأردنية التركية تطورا ملموسا لاسيما في الملفات السياسية والاقتصادية وتناغما في اتجاه قضايا المنطقة ورؤيا مشتركة خصوصا في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق ، والرؤية المشتركة بضرورة إنهاء حالة التشرذم بين الفصائل الفلسطينة
منحى التطور في العلاقات كلل بزيارة رسمية للرئيس التركي عبدالله غول إلى الأردن تخللها لقاءمع الملك عبدالله الثانيوالمسؤولين الأردنيين وزيارات للمناطق السياحة في الاردن كالبتراء .

وثمار الزيارة التركية للأردن استمرت ثلاثة أيام وافتتح الرئيس التركي مع رئيس الوزراء نادر الذهبي مشروع جر مياه الديسي الذي يعد من المشاريع الحيوية بالنسبة للأردن حيث انه سيزود عمان بحوالي 100 مليون متر مكعب من المياه سنويا وينتهي عام 2012 .


والتعاون الاقتصادي كلل واقعيا عبر التوقيع على اتفاقية إلغاء متطلبات التأشيرة لمواطني كلا البلدين وكذلك اتفاقية الشراكة لإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين
لكن قراءة الزيارة بابعادها السياسية والتقارب الأردني التركي مؤخرا يحمل رسائل حيوية للمنطقة والإقليم والعالم خصوصا في ظل تطابق رؤى مشتركة ازاء القضايا السياسية . .

وبهذا الخصوص ، يقول المختص فيشؤون الشرق الاوسط وايران في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الدكتور محجوب الزويري لـquot; ايلاف quot; أن العلاقة التركية الأردنية سياسيا تندرج ضمن العلاقة الطبيعية خلال الفترة الماضية و مستوى العلاقات بين البلدين يقوم على احترام متبادل مدعوم بنهج عدم التدخل في شؤون الاخرين quot;.

وشعار تركيا في سياستها الخارجية منذ مطلع القرن الحالي وفق الدكتور الزويري أن تركيا تريد توجيه رسائل لأوروبا وتشكل ورقة ضغط عليها بأنها من الدول التي تستطيع بناء علاقات قوية ومتوازنة مع المحيط مستدركا ميزة تركيا حيث ترتبط بعلاقات سياسية تمتاز بتوازن مع كافة دول الاقليم فهي على علاقة مع ايران ، حماس ،وسيط بين اسرائيل وسوريا وترعى المحادثات .وهذا يعود كما يقول الدكتور الزويري إلى هندسة سياستها الخارجية المستندة على قاعدة مهمة وهي صفر الأزمات مع الجيران .

والحديث عن الدولة التركية بصفتها لاعبا سياسيا في الاقليم يدفع الدولة الاردنية التي تتصف بسياسة متزنة وعلاقات جيدة مع دول الإقليم والعالم من شأن هذه المعطيات خلق حالة توافق سياسي أردني تركي إزاء قضايا المنطقة ويقول الدكتور الزويري إن الاردن يعتقد أن لتركيا دورا مهما في الضغط على اسرائيل من أجل التراجع عن سياستها حيال القدس والاستيطان . وكما ان كلا الدولتين الاردن وتركيا لديهما حساسية عالية تجاه القدس فإن الاردن يعتبر المساس بالقدس خطا احمر وشرارة اشتعال وتركيا كذلك تعتبر القدس ذات خصوصية سياسية ودينية .

وكما ان الورقة الاخرى المشتركة بين البلدين كما يشير الدكتور الزويري هو موضوع العراق لان كلا البلدين يطمح بانتخابات عراقية من شأنها تغيير وتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الاراضي العراقية .

ولكن البعد الآخر في علاقات البلدين هو اقتصادي بحت تمثل بتنفيذ الشركة التركية جاما لمشروع الديسي الذي يعتبر من المشاريع المائية المهمة التي يسعى الاردن لتنفيذها ،خصوصا الاتراك يمتكلون خبرة كبيرة ومهمة في موضوع جر المياه والتخزين في السدود متوقعا كذلك أن تنفذ تركيا كذلك لمشروع نقل مياه البحر الاحمر إلى البحر الميت ناقل البحرين . ناهيك عن البضائع التركية التي تغرق الاسواق الأردنية بالملابس والمواد الغذائية حيث بات المواطن الاردني يختار المنتج التركي ويفضل الكثير من اصنافها .

ويتفق مراقبون سياسيون تحدثوا لـquot; ايلاف quot; ان الاردن يهتم لتركيا ليس من باب العلاقات وفتح افاق تعاون فقط وانما نظرة الاردن السياسية لتركيا تنطلق من اعتبار ان quot;الاردن يريد بناء محور سياسي اقليمي قادر على تحقيق الاستقرار السياسي الاقتصادي الذي تحتاجه منطقة الشرق الاوسط .
واللعب السياسي ينذر بتحالف اقليمي له بعد اقتصادي وسياسي يجمع كلا من سوريا والاردن وتركيا والدليل على ذلك كما يقول مراقبون ان رئيس الوزراء عندما زار سوريا في نوفمبر الماضي ،وزيارة اخرى لتركيا تحدث عن علاقات تعاون وتنسيق ثلاثي يشمل سوريا تركيا والاردن والبوادر بدأت تظهر عندما اعلن ان العام المقبل سيتم الغاء ضريبة المغادرة على الاشخاص والسيارات بين الاردن وسوريا .وتوقع هؤلاء الخبراء ان الاشهر المقبلة سيكون هناك مشاريع حيوية بين البلدان الثلاثة خصوصا في ملفات المياه ،الطاقة والسكك الحديدية

لكن الدكتور الزويري يتوقع ان يكون لتركيا دور اكبر في المنطقة لاسيما دورها في الملف النووي الايراني لاسيما في ظل حديث سياسي يدرس حول اعتمادها كموقع تخزين لتخصيب اليوارنيوم الايراني ونقله الى بلد ثالث .


وبلغت مستوردات الاردن من تركيا نحو6ر143 مليون دولار خلال النصف الاول من العام الحالي، فيما بلغت الصادرات الأردنية إلى تركيا نحو 8ر9 ملايين دولار للفترة ذاتها والتي تشمل الأسمدة والفوسفات وتستورد المملكة من تركيا الفولاذ والمعدات والأجهزة الالكترونية، والمواد الغذائية والأنسجة، وبلغ حجم الاستثمارات التركية في الاردن نحو90 مليون دولار .