قرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود تكليف فريق من أعضاء النيابة العامة لبدء التحقيقات في حادث تصادم بين عبارتين لنقل الركاب في مدينة رشيد شمال مصر، والذي أسفر ـ حتى الآن ووفقاً للبيانات الرسمية ـ عن إصابة 13 شخصاً، وغرق ثمانية، في وقت لقي فيه ضابط شرطة مصرعه خلال حملة تفتيشية لضبط المخالفات في المسطحات المائية، وأثناء قيامه بفحص تراخيص إحدى المركبات النهرية بادر مستقلوها بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات ولاذوا بالفرار، ما أسفر عن مصرع المقدم محمد شكري، وإصابة الجندي أحمد عبد الباسط من قوات الإدارة العامة لشرطة المسطحات المائية .

في سياق تحقيقات حادث تصادم العبارتين في فرع النيل في مدينة رشيد، بدأت بالفعل النيابة العامة المصرية مباشرة تحقيقاتها يوم السبت حيث تفقد فريق من المحققين مكان وقوع الحادث بهدف الوقوف على الأسباب الحقيقية للتصادم بين العبارتين ورسم سيناريو للواقعة، فضلا عن الاستماع إلى مالك العبارة الثانية التي نجت من الغرق وباقي شهود العيان الناجين من الحادث .

أما على الصعيد السياسي فقد قدم النائب البرلماني جمال الزيني بيانا عاجلا إلى رئيس الوزراء المصري ووزير التنمية المحلية حول الحادث، قال فيه quot;إن تكرار مثل هذه الحوادث في العديد من المحافظات الواقعة على نهر النيل يكشف عن العجز المفرط في وسائل الإنقاذ النهري، فضلا عن غياب الرقابة على هذه العبارات، وطالب بإنشاء إدارة خاصة لهذا المرفق وتشديد الرقابة الدائمة وفرض العقوبات على المسؤولين عن هذه الحوادث لمنع تكرارها .

وأكد النائب البرلماني في بيانه quot;أن هناك تقصيراً في مراجعة التراخيص التي تمنح للعبارات، وكذلك في عوامل الأمن والسلامةquot; مشيرا إلى أن هذه المشكلة سببها ما وصفه بفوضى المحليات، وهنا تجدر الإشارة إلى أن العبارتين المنكوبتين مملوكتان ملكية خاصة، ولا يحتفظ هذا النوع من العبارات بسجلات للركاب .

تفاصيل الحادث
ووقع التصادم بين العبارتين على بعد نحو عشرين مترا من مرسى مدينة رشيد على نهر النيل، مما نتج منه كسر أحدهما وانقلاب الآخر وسقوط عدد من الركاب في مياه النيل، وقال اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة، إن الحادث وقع نحو الساعة الخامسة من مساء الجمعة، وأن فرق الإنقاذ هرعت على الفور حيث أمكن إنقاذ عدد من الركاب بينهم ستة مصابين تم نقلهم للعلاج في مستشفى رشيد، وتم تشكيل غرفة عمليات ، لافتاً إلى أنه كلف فرق البحث بمواصلة جهودها الحثيثة في تتبع الضحايا والمصابين .

وذكرت مصادر طبية محلية أن ثلاثة عشر من الركاب نقلوا الى المستشفى العام في مدينة رشيد لعلاجهم من اصابات مختلفة، وأضافت أن ثمانية ركاب لقوا حتفهم، بينما قال شهود عيان إن مئات الأهالي يقفون على الشاطئ في انتظار ظهور جثث تطفو على سطح الماء، أو مساعدة ناجين محتملين من هذا الحادث .

وأثارت سلسلة من حوادث النقل البحري والقطارات في مصر خلال السنوات الماضية غضبا مما يقول مصريون إنه اهمال حكومي في مجال سلامة النقل، ففي شباط (فبراير) من العام 2006 اشتعلت النيران في عبارة بالبحر الاحمر أثناء رحلة لها من السعودية الى مصر، ما أسفر عن مقتل 1034 شخصا من بين حوالي 1400 كانوا على متن تلك العبارة المنكوبة .

وقضت محكمة الاستئناف المصرية في اذار (مارس) الماضي بسجن مالك العبارة ممدوح إسماعيل سبعة أعوام، بعد أن أدانته بتهمة القتل الخطأ ، لتلغي حكما سابقا أصدرته محكمة للجنح ببراءته، واستقال وزير النقل محمد منصور في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب حادث قطار جنوبي القاهرة أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات وأثار إتهامات واسعة للسلطات المصرية بالتراخي والإهمال في الرقابة على وسائل النقل العامة عموماً .