اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أنه من غير الممكن إعداد وثائق مسبقة لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وأوضح أن بلاده تسعى لترتيب مؤتمر كهذا يجمع الأطراف المعنية لإطلاق المفاوضات، منوها بأن هناك quot;مؤشرات ايجابية نسبياًquot; في هذا المجال.

باريس: قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ردا على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء حول تفاصيل المقترح الفرنسي لعقد مؤتمر للسلام، quot;هناك أكثر من طريقة من أجل تنظيم مؤتمر دولي، فهناك طريقة تقليدية ودبلوماسية وهي أن نعرف مسبقا ما الذي سنقوم به، وأن يكون لدينا النصوص والوثائق التي سيسفر عنها المؤتمر، ومن ثم نجتمع للتوقيعquot;، وأضاف quot;هذه الطريقة لن تنجح بالنسبة للشرق الأوسط والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيليquot;، متسائلا quot;هل علينا أن نحاول إطلاق عملية السلام كما كانت سابقا وكما جرت بين الأطراف؟quot;، وفق تعبيره.

وأوضح كوشنير في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي بأنه quot;يدرك صعوبة المشاكل، مثل الحدود والقدس واللاجئينquot;، وتابع quot;هذا لا يمنع أنه يمكن دعوة اللجنة الرباعية وبعض الدول المهمة وبالطبع الولايات المتحدة فالأمر لا يبدو مستحيلاquot;، واعتبر أن الإقدام على مؤتمر دولي ينطوي على quot;مجازفةquot;، وقال quot;إذا لم نقم بشيء لا نجازف بشيءquot;، ورأى أن المرحلة الحالية ليست quot;لليأسquot; منوها بما اعتبره quot;مؤشرات ايجابية إلى حد ماquot;، وشدد على أن فرنسا مصرة على المضي قدما في مشروعها لترتيب عقد مؤتمر دولي وذكر أن هناك اتفاق مع روسيا بهذا الشأن.

ومن جهته أكد المالكي أن هناك أزمة في ظل quot;غياب التزام إسرائيلي باستحقاقات السلامquot; وذكر أن quot;وقف الاستيطان بشكل كامل بما فيه النمو الطبيعي هو أساس للعودة إلى مفاوضات السلامquot;، وأضاف quot;أمام الأزمة التي نمر بها هناك مقترح فرنسي نعمل على تطويره وتفعيله لمساعدتنا على الخروج من هذه الأزمةquot;، وشكر المالكي فرنسا على quot;الجهد الذي تمخض عنه قرار توصيات المجلس الأوروبي حول الوضع في الشرق الأوسطquot;، مشيرا إلى الوثيقة السويدية التي تبناها المجلس الأوروبي وأوضح أن السلطة الفلسطينية تريد quot;التركيز والبناء على النقاط الايجابية في هذا النص مع شركائنا الأوروبيين وخاصة فرنساquot;، وفق تعبيره.

ووقع الوزيران كوشنير والمالكي quot;اتفاقية إطار للشراكةquot; بين فرنسا والسلطة الفلسطينية بقيمة مائتي مليون يورو على مدى ثلاث سنوات للفترة بين 2008 و2010، وترفق الاتفاقية بقائمة مشاريع تنفذ كل سنة. وبحسب الخارجية الفرنسي توزع المساعدات وهي 68 مليون يورو سنويا كالتالي quot;25 مليون مساعدة للميزانية و32 مليون يورو مساعدات للمشاريع و11 مليون يورو للمساعدات الإنسانيةquot;، وتأتي هذه الاتفاقية ضمن تعهدات مؤتمر باريس لدعم الدولة الفلسطينية الذي عقد قبل سنتين.