يحمل الرئيس التركي عبدالله غول خلال زيارته إلى الكويت غدا ملفات عدة، أبرزها الملف الإقتصادي بالإضافة للعلاقات الثانئية وملف الأمن.

انقرة: قال كبير مستشاري الرئيس التركي ارشاد هورموزلو ان زيارة الرئيس عبدالله غول لدولة الكويت غدا ستركز على البعد الاقتصادي كما ستبحث فرص تحقيق التكامل بين البلدين في المجالات الاخرى.

واضاف هورموزلو في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا ان الزيارة التي تاتي بدعوة من امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تحتل اهمية كبرى لانها تاتي لبلد شقيق يلعب دورا مهما في منظومة مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي وهي اول زيارة لغول بصفته رئيسا لتركيا لكونه زار الكويت مرات عدة حينما كان وزيرا للخارجية.

واوضح ان الرئيس غول سيجري مباحثات في نطاق هذه الزيارة تتركز على العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وكذلك القضايا التي تهم المنطقة الى جانب المسائل الدولية.

واعتبر ان العلاقة بين الكويت وتركيا راسخة ومتينة على الاصعدة كافة لكن التبادل التجاري والاقتصادي مع الكويت ودول المجلس بشكل عام quot;وان كانت متميزة وتحقق طفراتquot; فانها ليست بالمستوى الطموح الذي يعكس متانة هذه العلاقات وحجمها.
ولفت الى ان التشاور بين القيادتين وتبادل المصالح بين رجال الاعمال في كلا الجانبين امران مهمان يصبان في خانة تطوير العلاقات لكي تصل الى مستوى الطموح الذي تصبو اليه تركيا وبما يخدم مصالح شعوب الطرفين الخليجي والتركي.

وردا على سؤال حول تركيز تركيا على البعد الاقتصادي والتجاري في علاقاتها مع الكويت قال ان ذلك امر طبيعي نظرا للمكانة التي تحتلها ضمن منظومة دول المجلس التعاون الخليجي باعتبارها من الدول المؤسسة للمجلس وتعد الاقتصاد الثالث في هذه المنظومة من حيث الحجم والاداء.

واضاف ان ثمة امكانات كبرى لدى الكويت في مجالي الطاقة والاستثمارات وان بامكان الشركات التركية ان تلعب دورا في رسم هذه الامكانات على ارض الواقع خصوصا المشاريع المتعلقة بهذه المجالين.

واوضح ان الشركات التركية تمتلك خبرة وسمعة عالمية رائدة في مجال الانشاء والتشييد quot;وسبق للمسؤولين الكويتيين ان اشادوا بجودة المشاريع التي نفذتها شركات تركية في قطاع مقاولات البناء والهندسة العمرانية كما حازت رضاهمquot;.

وبشأن البعد الامني في مباحثات غول مع المسؤولين الكويتيين ذكر المستشار هورموزلو ان انقرة صرحت دائما بانها تقف الى جانب دول مجلس التعاون الخليجي في الحفاظ على استقرارها وامنها وان الزيارات السابقة لرئيس الوزراء والمسؤولين الاتراك الى دول منطقة الخليج العربي تؤكد الاهمية التي يوليها الجانب التركي لترسيخ الاستقرار والامن في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وردا على سؤال بشأن عدم تصديق الجانب التركي على بعض الاتفاقيات الموقعة مع دولة الكويت اوضح ان ثمة اتفاقيات صدقت عليها تركيا وسرى مفعولها خصوصا الاتفاقيات المتعلقة بتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الطرفين وتجنب الازدواج الضريبي معربا عن اعتقاده ان هذه الاتفاقيات نافذة.


واشار الى رغبة الطرف التركي في التوصل الى اتفاق تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي كمنظومة واحدة معربا عن الامل ان تسفر الاجتماعات التي يعقدها الجانبان الخليجي والتركي في هذا الاطار عن اتفاق في اقرب وقت ممكن.
وراى ان اتفاق التجارة الحرة من شانه ان يخدم الطرفين التركي والخليجي لاسيما من ناحية سهولة انسياب رؤوس الاموال وتنقل رجال الاعمال كما راى ان رئاسة دولة الكويت للدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي قد يسرع من عملية التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة.
وقال quot; نامل بالحصول على مساندة دولة الكويت والأمير والمسؤولين الكويتيين في هذا الشان كما نامل ان نتوصل الى اتفاق تجارة حرة مع دول المجلس كمنظومة خلال رئاسة الكويت للدورة الخليجية الحاليةquot;.
واعتبر ان زيادة تبادل الزيارات بين المسؤولين الاتراك والكويتيين تعكس جوا صحيا من العلاقات بين البلدين كما تعكس حرص البلدين على التشاور في المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وردا على سؤال بشأن نتائج مثل هذه الزيارات قال انها ساهمت في تحقيق التقارب والتفاهم بين البلدين في القضايا المشتركة وبما يخدم مصالح الشعبين كما قربت وجهات النظر في ما يتعلق بتحقيق التكامل الثقافي والاقتصادي والامني

- واشار الى مقترح اقامة سكك حديدية تربط تركيا بالكويت ودول الخليج وقال ان quot;هذا المقترح سبق ان طرحه المسؤولون الاتراك على نظرائهم في دول الخليج العربي ومن المتوقع ان يحتل حيزا ضمن محادثات الرئيس التركي في الكويتquot;.

كما اعتبر المقترح في حال تنفيذه على ارض الواقع احد اوجه التكامل الاقتصادي والثقافي والسياسي بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ومن شانه ان يكرس اهمية منطقة الخليج لاسيما اذا ما تم ربطها بالاسواق الاوروبية عبر الاراضي التركية كما سيحيي مجددا فكرة quot;خط الحج القديمquot; الذي كان يربط منطقة الحجاز باسطنبول ابان العهد العثماني.

وتطرق الى مشروع (نابوكو) لايصال الغاز الطبيعي من منطقة الشرق الاوسط الى اوروبا وقال انه من الوارد جدا ان يكون لمنطقة الخليج دور في هذه المشروع خصوصا بعد ان ابدى العراق اهتماما واضحا بالانضمام اليه بالاضافة الى تفكير قطر الغنية بحقول الغاز الطبيعي بمسالة تصدير غازها الى الاسواق الاوروبية عبر انبوب نابوكو.

وبشان التعاون العسكري بين الكويت وتركيا اكد المستشار هورموزلو استعداد تركيا لتزويد الكويت باحتياجاتها من العتاد والتدريب العسكريين على اعتبار ان العتاد المستخدم في جيشي كلا البلدين وفي باقي دول مجلس التعاون يتشابه الى حد كبير.

ونفى ان تكون بلاده تسعى لدور مميز في منطقة الخليج من خلال الاتفاقيات العسكرية الثنائية مع دول مجلس التعاون وقال انه ليس بوارد انشاء ما اسماه سياسة محاور لكن اذا كان ثمة رغبة من الطرف الخليجي لتحقيق التكامل مع تركيا في المجال العسكري فان بلاده على اتم الاستعداد وبما يلبي رغبة الاطراف في ارساء الامن والاستقرار في المنطقة.

وختم المقابلة بتوجيه التحية والتقدير للكويت قيادة وحكومة وشعبا والى القائمين على الاعلام الكويتي على الدور الريادي الذي قامت به في مجال التواصل الثقافي مع شعوب المنطقة quot;حتى امست منارة ثقافية واعلامية ترفد المنطقة بالعلم والادب والفن والثقافةquot;.(