ترتيبات إقليمية وراء زيارة رئيس الوزراء العراقي للقاهرة

اكد رئيسا وزراء العراق نوري المالكي ونظيره المصري احمد نظيف عن تطلعاتهما لنقل العلاقات المشتركة الى مستوى متميز ومرحلة جديدة من التعاون وتبادل المصالح وخاصة في القضايا السياسية والاقتصادية، ومساهمة مصر في اعادة بناء في العراق الخارج من quot;حقبة الاستبداد والدكتاتورية والارهاب والطائفيةquot;، كما اشار المسؤول العراقي الذي تلقى تعهدات من نظيره المصري بدعم العملية السياسية في بلاده.

لندن: خلال اجتماع للماكي مع نظيف في القاهرة التي وصلها اليوم في زيارة تستغرق يومين تم بحث تطوير العلاقات بين العراق ومصر في جميع المجالات حيث أكد ان توقيع اتفاقيات في المجالات المختلفة مثل الكهرباء والاتصالات والصناعة وغيرها وتبادل الزيارات دليل على تطور العلاقات بين البلدين وقال quot;ان اهم شيئ يتحقق اليوم هو ادامة التواصل وتعزيز هذه اللقاءات وتوسيع التعاونquot;.

واضاف المالكي ان العراق يجدد الدعوة للشركات والخبرات المصرية للاستثمار في جميع المحافظات العراقية التي لديها صلاحيات للتعاقد مع المستثمرين وعدم اكتفاء اصحاب الشركات المصرية بالتعاقد مع الحكومة المركزية عبر هيئة الاسثمار الوطنية مؤكدا quot;حاجة العراق الماسة الى خبرات الاشقاء ومساهمتهم في دعم العراق وحملة البناء والاعمار التي يشهدهاquot;.

واشار المالكي الى الزيارات التي قام بها وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والثقافة وغيرهم من المسؤولين العراقيين لمصر وحضور وفد يزيد على ثمانين من المستثمرين المصرين بصحبة وزير الاستثمار معبرا عن الرغبة في ان تستمر هذه اللقاءات وتتم متابعتها للخروج بنتائج مثمرة. واستعرض التطورات السياسية والامنية والاقتصادية التي حققتها الحكومة العراقية وآخرها جولة التراخيص النفطية الثانية التي ستوفر موارد مالية للعراق وستدفع عجلة الاقتصاد العراقي وتدعم الثروة الوطنية كما ستسهم في اعادة بناء العراق الذي خرج من حقبة الاستبداد والدكتاتورية والارهاب والطائفية كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الى quot;ايلافquot;.

من جهته اعرب نظيف عن توقعاته بأن تشهد العلاقات بين العراق ومصر تطورا ملحوظا مجددا دعم مصر للعملية السياسية كما ابدى ارتياحه للتطورات والنجاحات التي حققتها الحكومة العراقية على مختلف الصعد مبديا استعداد بلاده لتوفير كل اسباب الدعم وزيادة التعاون في المجالات التي تمكن العراق من اعادة البناء وتحقيق طموحات الشعب العراقي.

ويلتقي رئيس الوزراء يوم غد بالرئيس المصري حسني مبارك وامين عام الجامعة العربية عمرو موسى وعدد من المسؤولين المصرين. وبدأ المالكي اليوم زيارته للقاهرة حيث ستتناول مباحثاته مع مبارك الازمة العراقية السورية وامكانية توسط القاهرة لنزع فتيلها والتوقيع مع نظيره المصري بيان تفعيل الاتفاقٍ الستراتيجي بين بلديهما واجراء مباحثات حول توسيع الاستثمارات المصرية في العراق.

وقال المالكي في تصريحات صحافية قبيل توجهه الى القاهرة في ويارة تستمر يومان انه لكون مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية quot;نتمنى ان يكون لها دور ونرحب بحركتهاquot; في اطار وساطة مع سوريا quot;لاننا لانريد العداء مع سوريا ونرحب بوساطة اية جهة تتوسط لانهاء التوترquot;. واكد quot;اننا لانريد علاقات متوترة مع سوريا بل نريد العكس من ذلك تماما فسوريا دولة جارة وشقيقة وتربطنا بها الكثير من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وانا وقعت الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية مع سوريا ولدينا قناعة تامة بانه لابد من انهاء التقاطعات والخصومات السابقة مع الدول العربية التي كانت سيئة في السابق ونبحث بكافة الوسائل عن سبل انهاء اي توتر مع سوريا ولم نكن نريد ان يحدث ذلكquot;. وتتهم بغداد قيادات بعثية عراقية مقيمة في سوريا بتنفيذ التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد مؤخرا.

ومن المقرر ان يوقع المالكي مع نظيف بيان تفعيل الاتفاق الستراتيجي المشترك الموقع بين بلديهما الشهر الماضي ويبحث مع مبارك دعم العراق في حربه ضد الارهاب وتوسيع الاستثمارات المصرية فيه اضافة الى الدعم المصري لبغداد سياسيا واقتصاديا وما يتردد عن دور لدول مجاورة للعراق فى العمليات الارهابية الدامية الاخيرة.

وتأتي الزيارة بعد أسابيع من وصول السفير المصري الجديد إلى بغداد شريف محمد كمال الدين شاهين بعد غياب أربع سنوات اثر خطف القائم بالاعمال المصري السابق ايهاب الشريف في بغداد في تموز/يوليو عام 2005 واغتياله في عملية اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها.

كما تتناول مباحثات المالكي استحقاقات المصريين الذين سبق لهم العمل بالعراق والديون العراقية المستحقة لعدد من الشركات المصرية وأوضاع المهاجرين العراقيين الوافدين الى مصر والذين يقدر عددهم بحوالي 100 الف شخص.. وكذلك مناقشة تعزيز الحضور المصري فى العراق وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين القاهرة وبغداد فى اطار اجتماعات اللجنة المشتركة التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين هوشيار زيباري وأحمد ابو الغيط. كما ستتناول المباحثات الدور الذى يمكن أن يلعبه الأزهر فى تخفيف الاحتقان الطائفي فى العراق والأزمة العراقية السورية وفشل الجهود التركية فى حلها.

ووقعت بغداد والقاهرة الشهر الماضي تسع اتفاقيات ستراتيجية ومذكرات تفاهم في الجوانب السياسية والاقتصادية والفنية والقنصلية والزراعية والصناعية والبيئية والاتصالات والنقل تتويجا لاجتماع اللجنة المشتركة.

وسيجري المالكي ايضا خلال الزيارة مباحثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول كيفية مساهمة الجامعة في الحد من التدخلات الخارجية في الشؤون العراقية وتطوير التعاون العراقي العربي اضافة الى ملف الانتخابات التشريعية المقبلة. ويرافق المالكي خلال الزيارة وزراء الخارجية والنفطِ والكهرباءِ والاسكان والنقلِ والاتصالات اضافة الى عدد من النواب والمسؤولين والخبراء ورجال الاعمال.

وقد اكد مبارك خلال اجتماعه في القاهرة اواخر الشهر الماضي مع الوفد الوزاري العراقي المشارك باعمال اللجنة العراقية المصرية برئاسة زيباري استعداد مصر لوضع خبراتها في مجال التحول الاقتصادي والبناء المؤسسيrlm; وإعداد الكوادر البشرية لمساعدة العراق في التنميةrlm; وبكافة المجالات.rlm; واستعرض مبارك مع الوفد العراقي الذي ضم اضافة الى زيباري وزراء الداخلية والصناعة والزراعة والكهرباء والعلوم والاستثمار والتكنولوجيا سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

وعن زيارة المالكي قال أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري انها تأتي لتوقيع وتفعيل الاتفاقيات الاستراتيجية المشتركة بين البلدين. وأكد في تصريحات هذا الاسبوع أن quot;مصر لن تتخلى عن العراق رغم الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بهاquot; موضحا أن quot;الفترة المقبلة ستشهد زيادة في تواجد الشركات الاستثمارية المصرية في العراقquot;.

وتمتلك شركات الاتصالات المصرية والإنشاءات خبرة في الاستثمارات في المنطقة العربية، وحتى في الأوقات الحرجة كما أن لمصر مئات الآلاف من اليد العاملة المختصة وتسعى إلى إعادة توظيفها في العراق مثلما كان الحال قبل عشرين عاما عندما كان حوالي مليون ونصف المليون مصري يعملون في العراق.

وقد وصل السفير المصري الجديد في العراق كمال شاهين الى بغداد اواخر تشرين الاول/أكتوبر الماضي مشيرا الى ان الهدف من فتح السفارة المصرية في بغداد الذي جاء في ضوء زيارة ابو الغيط للعراق في تشرين الاول/اكتوبر عام 2008 هو تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وفي جميع المجالات.

يذكر انه لم يكن لمصر تمثيل دبلوماسي في العراق منذ خطف القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف في بغداد في تموز/يوليو 2005. وكان الرئيس مبارك اصدر في حزيران/يونيو الماضي قرارا جمهوريا بتعين شاهين سفيرا لمصر في العراق. وكان وزير الخارجية المصري زار العراق في تشرين الاول/كتوبر عام 2008 في اول زيارة على هذا المستوى لمسؤول مصري منذ العام 1990.