القاهرة تشهد تحركات مكثفة على صعيدي التهدئة والحوار:
مبارك يجتمع مع عباس والفيصل ومصر تترقب رد حماس

حماس موافقة على تهدئة quot;لمدة عامquot; مع إسرائيل شرط فك الحصار

مسؤول بمنظمة التحرير: غداً سيكون حاسماً لجهة التهدئة

قادة quot; حماس quot; يتوافدون إلى القاهرة لبحث التهدئة والمصالحة

التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مهب الريح

السويد تحاكم جمعية خيرية بتهمة تمويل حماس

نجاد يؤكد ضرورة مقاطعة البضائع الصهيونية

نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت العاصمة المصرية القاهرة يوم الإثنين تحركًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا على عدة أصعدة تتصدرها مسألة تثبيت وقف إطلاق النار وإقرار التهدئة مع إسرائيل، إضافة إلى جهود المصالحة الفلسطينية، وهو الأمر الذي كان محور اجتماع ثلاثي جمع كلاً من الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل .

يأتي هذا في وقت يصل فيه إلى القاهرة وفد من حركة quot;حماسquot; لتسليم ردها النهائي على المبادرة المصرية القائمة على هدنة طويلة الأمد، إلا أن مصادر مسؤولة في القاهرة رفضت تأكيد أو نفي معلومات تحدثت عن موافقة حماس على الاقتراحات التي سبق أن طرحها مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان خلال لقاءات سابقة مع وفد من الحركة التي تسيطر على قطاع غزة .

وحسب مصدر رئاسي مصري فقد تناول الاجتماع الثلاثي الذي ضم مبارك وعباس والفيصل آخر التطورات في الجهود المصرية للمصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية للتوصل الى موقف فلسطيني موحد، بما يمهد لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإحياء عملية السلام، وذلك في إطار جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة المزمع أن تستضيفها القاهرة قريبًا. ووفق المصدر ذاته فقد تناول الاجتماع الثلاثي أيضًا جهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة بين الجابنين الفلسطيني والإسرائيلي، وفتح المعابر بما يكفل إنسياب معونات الإغاثة والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.

وتحدث مشاركون في مباحثات القاهرة عن أجواء إيجابية وقالت الخارجية المصرية إنها تترقب ردود كل الفصائل على دعوتها لاستضافة حوار فلسطيني في 22 شباط (فبراير) الحالي، وقالت مصر إن ورقة المقترحات التي قدمتها لا تشمل سوى مبادئ عامة وان تفاصيلها متروكة لعمل خمس لجان شكلت لإدارة الحوار. وأعربت عن الأمل في أن تحضر كل التنظيمات إلى القاهرة يوم 22 شباط/فبراير، وأن تشترك بشكل إيجابي وفعال ومسؤول في مناقشة الأمور التي تتطلب المناقشة والاتفاق عليها.

عباس وحماس

ووصف مصدر دبلوماسي مصري المباحثات بين المسؤولين المصريين وقياديي حماس بأنها صعبة لكنها ليست بلا أفق، وقال: نرى ضوءًا في نهاية النفق، وقد تكون هناك أخبار طيبة قبل نهاية الأسبوع الحالي خاصة في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار وتجديد اتفاق التهدئة، والشروع في التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وتشكيل حكومة جديدة. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد شن الليلة الماضية هجومًا غير مسبوق على قادة حركة حماس، مؤكدًا أنه لن يتحاور مع الذين لا يعترفون بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا وحيدًا للفلسطينيين، واتهم الحركة بجر الفلسطينيين إلى الدمار ومحاولة الانتصار بدماء الأطفال الشهداء في غزة، ومنتقدا بشدة quot;الصواريخ العبثيةquot; .

ومضى رئيس السلطة الفلسطينية قائلاً quot;لا حوار مع من لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينيةquot;، وأكد ضرورة أعتراف حركة حماس بالمنظمة قبل إجراء أي حوار معها، وأضاف إن مصر ما زالت مصممة على الوصول لاتفاق تهدئة، مشيرًا إلى المبادرة المصرية التي اعتمدت في الجامعة العربية بإجماع عربي كامل وفي مجلس الأمن quot;ومع ذلك هناك من يعمل فى الخفاء من أجل تخريبهاquot;.

وهاجم عباس قادة حركة حماس من دون أن يسميهم قائلاً يزعم البعض أن إسرائيل انتصرت بآلتها العسكرية ونحن انتصرنا بدماء أطفالنا، وقد تساءل عباس مستنكرًا: quot;من هذا المجرم الذي يريد أن ينتصر بدماء الأطفال ؟ ولا يجوز لأحدهم أن يقول كنا نتصور أنها معركة لمدة يومين تقوم بعدها تظاهرات للضغط على مصر لفتح المعبر، أو يقول لم نكن نتوقع هذا الحجم من الدمار... وسمعنا كلامًا مثله من أماكن أخرىquot;، على حد تعبيره. واختتم عباس قائلاً عن قادة حركة حماس quot;إن هؤلاء الناس غامروا بمستقبل الشعب وبدمائه وبحلمه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة بسبب أجندات ليست فلسطينية، واليوم يخرجون علينا بمشروع تدميري سبق أن سمعناه وعانينا منه ولكنه ذهب إلى مزابل التاريخ، فقد سبق أن قال بعضهم: لا بد أن ندمر منظمة التحرير، البيت المعنوي للفلسطينيينquot;.