أشرف أبوجلالة من القاهرة: كم هي صعبة الحياة عندما تتحول من واقع مشرق بالتفاؤل والتطلع إلي مزيد من الأمنيات والأحلام المشروعة إلي حياة مقيدة تصبغ عليها دوافع الاستغلال .. هذا هو أبسط توصيف لحال أسرة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي وجد نفسه بعد مشوار طويل مع الطموحات رئيسا شرعيا منتخبا لأكبر دولة في العالم، وبدون أية مقدمات أو بوادر ، فوجيء بأن الحياة الوردية التي كان يخطط لعيشها بصحبة أسرته البسيطة المكونة من زوجته وابنتيه الصغيرتين قد أضحت محاصرة، ليس هذا فحسب، بل تزايدت وتيرة الخناق الإعلامي والتجاري بصورة متزايدة وغير مبررة أيضا ً!

وفي هذا السياق، أعدت صحيفة التايمز اللندنية تقريرا ً مطولا ً عن هذا الموضوع في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، كشفت فيه عن المساعي والإجراءات الجديدة التي يخطط مسؤولي البيت الأبيض لاتخاذها خلال الفترة المقبلة من أجل توفير أقصي قدر ممكن من الحماية لأسرة الرئيس من حالة الاستغلال التجاري التي باتت تلاحق وتهدد استقرار وكيان الأسرة الرئاسية الجديدة في البلاد. وقالت الصحي5ة في بداية تقريرها أن نجاح أوباما السريع في أن يصبح أقوي رجل بالعالم، ساعد من ناحية أخري علي بيع بعض المنتجات التجارية بدءا ً من منتجات الآيس كريم ونهاية ً بقطع الصابون، إضافة ً إلي إقدام احدي الشركات المصنعة للعب الأطفال في شيكاغو بتصميم دمي أطفال شبه نجلتي الرئيس ( ساشا وماليا ) وهو ما كان سببا في استثارة غضب والدتهم، لدرجة أنها اضطرت للخروج عن صمتها مدافعة ً عن حقوق طفلتيها الأدبية والاجتماعية فيما يتعلق بهذا الأمر.

وفي هذا الصدد، أزاحت الصحيفة في تقريرها النقاب عن أن محاميي الرئيس الجديد في البيت الأبيض يبحثون الآن عن طرق جديدة لضمان حسن استخدام صورته، في أعقاب استغلال بعض الشركات والمصانع التجارية لحالة الزهو الشعبي والإعلامي التي أحاطت به عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية قبل أشهر قليلة، وهو ما أزاد من المخاوف بشأن احتمالية تعرض سمعته للتشويه نتيجة مثل هذه الحملات التسويقية والتجارية القائمة علي عنصر الاستغلال. وقالت جين بيساكي، متحدثة باسم البيت الأبيض :quot; يعمل فريق المحامين الخاص بنا خلا هذه الأثناء من أجل تطوير سياسة من شأنه حماية الصورة الرئاسية، مع الاعتناء بعدم سحق حالة الحماسة المفرطة التي يكنها الشعب تجاه الرئيس quot;. وقالت الصحيفة أن السيدة الأولي، ميتشيل أوباما، عانت الأمرين منذ حفل تنصيب زوجها بسبب استغلال احدي شركات لعب لأطفال لابنتيها، وتصميمها دمي للأطفال يجسدانهما ( ساشا الحلوة وماليا الرائعة ). الأمر الذي بررته الشركة وتدعي quot;Ty Incquot; مؤكدة أن اسمي الدميتين جاءا بالصدفة متشابهين مع اسمي ابنتي الرئيس !

لكن الصحيفة أكدت من جانبها علي أن أي محاولات سوف يقوم بها البيت الأبيض من أجل الحد من حالة الاستغلال الواضحة لصورة واسم الرئيس باراك أوباما سوف تكون غاية في الصعوبة، بسبب قوة الحرية الخاصة بحقوق التعبير في الولايات المتحدة بالإضافة لحجم هذه الصناعة المزدهرة التي ساهم فيها عملية انتخابه رئيسا للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن من بين المنتجات التي بنيت علي أساس وصول أوباما إلي البيت الأبيض بعض أنواع الأحذية والمشروبات الغازية والقمصان الرياضية وكرات لعبة الغولف ومشروب القهوة والصلصة الحارة والشيكولاتة وأحمر الشفاه وكذلك السجائر، وجميع هذه المنتجات اقترن باسم الرئيس باراك أوباما في أسمائها التجارية داخل المحال والأسواق .
وأوضحت الصحيفة في النهاية علي أنه يحق للشخصيات العامة في الولايات المتحدة وفقا لمجموعة من الحقوق القانونية أن يسيطروا علي استخدام أشباههم. لكن أسرة أوباما علي ما يبدو تشعر بالسعادة لسماحها باستغلال صورتها خلال حملتهم الانتخابية لأنها كانت غاية في الإيجابية. لكن مع تزايد الضغوطات الرئاسية، سوف تكون هناك علي الأرجح المزيد من المجهودات للمحافظة علي صورة أوباما. كما أن مساعديه يتطلعوا لإيجاد طرق تجنبهم عدم تكرار هذا الأمر عند إعادة إنتخاب أوباما في حمل ترشحه للولاية الثانية عام 2012.