طلال سلامة من روما: لا يستبعد المراقبون أن تتحول محطة quot;سكايquot;، المملوكة الى القطب الأسترالي روبرت مردوخ، الى حزب في قلب ائتلاف الوسط اليساري. لم لا؟ فمحطات quot;رايquot; الحكومية وquot;ميدياسيتquot; التابعة لبرلسكوني وعائلته، باستثناء النشرات الإخبارية التي تبثها القناة الثالثة في محطة quot;رايquot;، تجهز المشاهدين بمعلومات مشابهة تؤيد حكومة برلسكوني بصورة عمياء. أما محطة quot;سكايquot; فهي تجهزهم بمعلومات فورية وموضعية غنية بعناصر متطورة ما تزال المحطات التلفزيونية الكبرى بإيطاليا تجهلها(أم تتجاهلها). لذلك، قد تكون quot;سكايquot; ضمانة لكافة أنواع الحريات ولم لا حزباً بكل معنى الكلمة له مراكزه وفروعه الإعلامية.. والسياسية!

في الماضي، اتهمت العديد من الشخصيات السياسية محطة quot;رايquot; الحكومية بأنها حزب غير مرئي. في أي حال، تغيرت الأمور كثيراً ولا يمكن لهذه المحطة أن تحتضن حزباً. إذ نجد داخلها مجموعة من التشابكات السياسية والصناعية المعقدة، المرئية وغير المرئية والشرعية وغير الشرعية. في حين تبدو أنشطة quot;سكايquot; بنظر المراقبين الإيطاليين بسيطة وواضحة كون الثقل السياسي عليها شبه غائب. بيد أن برلسكوني وصراعات المصالح حوله قد تحول محطة quot;سكايquot; الى وكر حزبي يقوم اليسار بتغذيته، معنوياً ومادياً. يكفي النظر الى أن quot;سكايquot; تحتضن اليوم محطتين، تبثان عبر أقمارها الصناعية، الأولى تابعة لماسيمو داليما(وزير الخارجية السابق) وتدعى quot;ريدquot;، والثانية تابعة لفالتر فلتروني، زعيم المعارضة، وتدعى quot;يوديمquot;.

في أي حال، بدأ زعماء اليسار تشييد سوار حول مصالحهم في محطة quot;سكايquot; الحرة. هذه السنة، ثمة عشرة ملايين مشاهد سينتقلون الى متابعة المحطات الرقمية الأرضية التفاعلية. ما يعطي quot;سكايquot; فرصة للتقدم على محطتي quot;رايquot; وquot;ميدياسيتquot; معاً، من حيث استقطاب عدداً أكبر من المشاهدين الى برامجها، ناهيك من تسبيب خسائر بملايين اليورو لهما. إذن، قد يستخدم مردوخ هذا التقدم التكنولوجي للانقضاض على برلسكوني حتى لو كان الأخير يشرب فنجان قهوة وحوله المئات من رجال الأمن في عرين الأسد، أي قصر رئاسة الوزراء بروما.