يومان على الانتخابات الإسرائيلية
قلق شديد لدى نتنياهو من تعاظم قوة الأحزاب اليمينية
نضال وتد من تل أبيب:
مع بقاء يومين على الانتخابات الإسرائيلية العامة، وفي خطوة خارجة على المألوف اعترف زعيم الليكود بينيامين نتنياهو، أمام اجتماع انتخابي عقد الليلة في القدس، بأن الوضع الراهن كما تصوره الاستطلاعات للرأي العام من شأنه أن يفضي إلى ضياع فرصة تشكيل حكومة يقودها الليكود، وذلك في ظل تصاعد قوة حزب يسرائيل بيتينو، بقيادة ليبرمان، من جهة، والخوف من حرق أصوات كتل اليمين إذا توزعت على الأحزاب الصغيرة في اليمين، والتي قد لا تجتاز نسبة الحسم واعتبر نتنياهو في خطابه أما جمهور ناخبيه في القدس أمس، أن كلمة السر لتحقيق أهداف اليمين في إسرائيل تكمن في تمكن الليكود من الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد، حتى يتسنى له تشكيل حكومة وحدة مستقرة لا تكون خاضعة لا لابتزاز كتل اليمين المتطرف ولا لابتزاز أحزاب مثل العمل أو يسرائيل بيتينو.
في المقابل قالت شخصيات بارزة في الليكود للصحافة الإسرائيلية تكمن قبل كل شيء بالقوة المتعاظمة باستمرار لحزب ليبرمان، الذي تمكن ، وبسبب أخطاء نتنياهو في قيادة المعركة الانتخابية، من سلب ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة مقاعد من مقاعد الليكود، وخصوصا بسبب رفض نتنياهو طيلة المعركة الانتخابية توجيه دعايته ضد حزب ليبرمان، بل إن تصريح نتنياهو من الأسبوع الماضي بأنه سيسند لليبرمان حقيبة وزارية مهمة، فسرت في أوساط الجمهور الإسرائيلي كغزل وإقرار بالتصويت لليبرمان، حتى يحصل على عدد أكبر من المقاعد يؤهله بالحصول على وزارة مهمة.
وأعلنت مصادر في مقر الانتخابات التابع لليكود أن الحزب سيستغل اليومين المتبقيين للتأكيد على ضرورة التصويت لليكود وعدم الاكتفاء بالتصويت لحزب يمين، وذلك لسد الطريق أيضا أمام احتمال تفوق كديما ولو بمقعد واحد على الليكود، مما قد يعني في نهاية المطاف، تكليف ليفني بتشكيل الحكومة القادمة، عبر حكومة يشارك فيها ليبرمان وحزب العمل.
وكان نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بني بيغن، حاول خلال الاجتماع الاختتمامي للمعركة الانتخابية لليكود، في القدس، قد حاول استعادة خطاب والده، مناحيم بيغن، عام 1977، والذي دعا فيه الناخبين إلى التصويت لليكود بوضع ورقة quot;ماحلquot; وأخرى ورقة وهكذا لملئ صناديق الاقتراع بها. لكن بيغن الإبن لم يفلح، وفق الانطباع الذي خلفه أمس بجرف ناشطي الحزب خلفه كما فعل والده، وفقا لما كتبه صباح اليوم كل من بن كاسبيت في معاريف، وناحوم برنيع في يديعوت أحرونوت.
في المقابل وعلى الرغم من الكابوس الذي يشكله ليبرمان لحزب الليكود، فقد ذكرت الصحف الإسرائيلية اليوم، ان نتنياهو، يحافظ على اتصال يومي مع ليبرمان، طمعا في أن يعلن الأخير بالتزامه بعدم ترشيح ليفني لتشكيل الحكومة في حال فازت بعدد أكبر من المقاعد من الليكود. وقالت مصادر في الليكود إن نتنياهو يسعى من جهة للحفاظ على علاقة مع ليبرمان، لكنه يحث نشطاء الحزب على العمل لاستقطاب أكبر عدد من الأصوات التي اتجهت لحزب ليبرمان في الأسابيع الأخيرة.
ليبرمان كابوس الأحزاب الكبيرة
يجمع المحللون والناشطون الحزبيون في إسرائيل على حد سواء، أن ظاهرة ليبرمان، وتعاظم قوة حزبه، وخصوصا بفعل الأجواء التي خلفتها الحرب على غزة، هي الكابوس الأكبر للأحزاب الإسرائيلية الكبيرة، غذ يرى هؤلاء أن تمكن ليبرمان من اجتياز حاجز ال15 مقعدا يعني خريطة حزبية غير مستقرة في إسرائيل، وعدم القدرة على تشكيل حكومة حقيقية قادرة على الحسم. ويرى محللون مثل بن كاسبيت أن وجود أربعة أحزاب متوسطة الحجم، يقضي على فرص تشكيل حكومة طبيعية في إسرائيل، ويزيد من قوة الأحزاب الصغيرة، وخصوصا التي تهتم وتمثل قضايا قطاع ووسط معين دون غيره، مثل حركة شاس، أو حركة البيت اليهودي وغيرها.

ويقول محلل الشؤون الحزبية في الإذاعة الإسرائيلية، حنان كريستال إن حزب ليبرمان، إذا ما اجتاز وتفوق على حزب العمل، سيكون بمثابة بيضة القبان، وسيكون الحزب الذي يقرر ليس فقط هوية الحكومة القادمة في إسرائيل وإنما وجهتها السياسية والأمنية، خصوصا وأن سيناريو كهذا يعني بطبيعة الحال فقدان حزب العمل لمكانته وبالأساس لحقيبة الأمن.

وفي هذا السياق بدا حزب كديما وحزب الليكود منذ الأمس في اتخاذ خط دعائي يحث الناخبين في إسرائيل، ولا سيما من تم تصنيفهم باعتبارهم أصوات عائمة، على التصويت لأحد الحزبين الكبيرين وعدم التصويت لما يسمى في السياسة الإسرائيلية بألأحزاب السيارة (والمقصد هو الأحزاب الصغيرة) سواء كانت في اليمين المتطرف أم في أقصى اليسار.
وتشدد زعيمة كديما في الدعاية الانتخابية لها في اليومين الماضيين، بأن ليفني هي وحدها القادرة على التصدي لنتنياهو، وأن الأمر لا يزال بأيدي الناخب الإسرائيلي، وبالتالي فإن كل ما عليه القيام به هو التصويت لحزبها إذا كان لا يرغب بصدام مع الولايات المتحدة، وإذا كان لا يرغب بحكومة يمين متطرف يرفض التسوية مع العرب.
حزب العمل هو الخاسر الأكبر
في غضون ذلك يتواصل تراجع حزب العمل بعد أن تضاءل فعل الحرب على غزة، ويخشى حزب العمل، أن يفقد مكانته الحالية، باعتباره ثالث حزب في إسرائيل، وأن يتفوق عليه حزب ليبرمان، مما يعني فقدان الحزب لفرص ان يكون شركا هاما في الحكومة القادمة، الأمر الذي يعني بطبيعة الحال ألا يكون براك وزير الأمن في الحكومة القادمة، مما دفع بالحزب إلى إطلاق دعاية إنتخابية ضد حزب كديما بالذات، في محاولة لاستعادة الأصوات التي فقدها، فقد بث الحزب السبت دعاية تحذر فيها الناخب الإسرائيلي بأنه في حال صوت لكديما فإن ثلث المقاعد التي ستحصل عليها كديما، ستعود لليكود، فوزراء مثل موفاز، وزئيف بويم وتساحي هنغبي، وروحاما أبراهام، هم أصحاب مواقف يمينية ليكودية لا يستبعد في حال تغلب الليكود على كديما، أن ينشقوا عن الحزب وينضموا لليكود. في المقابل واصل براك التهرب من الالتزام بعدم المشاركة في حكومة يشارك فيها ليبرمان.
الأحزاب العربية تطلق نداء الاستغاثة
اما الأحزاب العربية في إسرائيل فتحاول من جانبها العمل ما أمكن لرفع نسبة التصويت لدى الفلسطينيين في إسرائيل، لا سيما وأن بعض الاستطلاعات أشارت إلى أن 47% على الأقل من الناخبين العرب لا يعتزمون التصويت والمشاركة في الانتخابات، سواء كان ذلك بفعل الحرب على غزة أم بفعل الحملة التي شنتها حركة أبناء البلد والحركة الإسلامية الجناح الشمالي تحت شعار quot;دماء غزة الزكية ليست لبعضنا للكنيست مطيةquot;.
ووجهت القوائم العربية الثلاثة المشاركة في الانتخابات وهي ؛ الجبهة الديموقراطية، التجمع الوطني والقائمة الموحدة، عبر الصحف العربية الصادرة نهاية الأسبوع، دعوة للعرب في إسرائيل للمشاركة في الانتخابات باعتبارها مصيرية من أجل وقف زحف اليمين المتطرف والفاشي، وزيادة عدد النواب العرب في الكنيست. ودعت هذه الأحزاب الناخبين العرب ، بطبيعة الحال إلى معاقبة الأحزاب الصهيونية وعدم التصويت لها احتجاجا على الحرب على غزة، وفي المقابل التصويت لأي من الأحزاب العربي.
مع ذلك تشير الاستطلاعات المختلفة إلى احتمال عدم تمكن التجمع الوطني من اجتياز نسبة الحسم، خاصة إذا كانت نسبة التصويت في الشارع العربية متدنية، مقابل نسبة عالية من المشاركة في الشارع اليهودي.